اتحاد كتاب المغرب يعقد مؤتمره اليوم وسط أجواء مشحونة ومساع لتجاوز الأزمة

في بادرة غير مسبوقة 3 أسماء تعلن ترشحها للرئاسة

TT

يعقد اتحاد كتاب المغرب اليوم بالرباط مؤتمره الثامن عشر وسط أجواء مشحونة، وبعد أزمة غير مسبوقة عاشها الاتحاد منذ 4 سنوات. وبالموازاة مع عقد المؤتمر يحتفل الاتحاد بالذكرى الخمسين لتأسيسه تحت شعار «50 سنة من الحضور الثقافي 1961 - 2011.. نحو تعاقد ثقافي متجدد».

وأعلن 3 كتاب، في بادرة غير مسبوقة، ترشحهم لرئاسة الاتحاد بينهم عضوان من المكتب التنفيذي الحالي هما الناقد عبد الرحيم العلام، والشاعر محمد بودويك، ثم الكاتب والمخرج المسرحي بوسلهام الضعيف.

وحملت إعلانات الترشح التي أصدرها المرشحون بوادر أزمة جديدة قد تعصف بالمؤتمر، حيث اعترض بودويك على ترشح العلام لرئاسة الاتحاد، واعتبره «معيب أخلاقيا»، وقال إنه «كان يستبعد إعادة ترشيح أعضاء المكتب التنفيذي لإدارة دفة الاتحاد من جديد غير أنه عاد لدخول حلبة الترشح بعد إقدام الرئيس الحالي للاتحاد عبد الرحيم العلام على ترشيح نفسه لولاية جديدة». أما الضعيف فاعترض عليهما معا، وقال «على الذين أسهموا في أزمة الاتحاد ويرشحون أنفسهم أن ينسحبوا بكل هدوء، لأن مجرد رجوعهم إلى تسيير مؤسسة الاتحاد سيكرس الأزمة، وسيكونون قد أجهزوا على تجربة الاتحاد بالضربة القاضية».

أما العلام، الذي قاد حملة إقالة الرئيس السابق للاتحاد عبد الحميد عقار، فدافع عن حقه في الترشح للمنصب، موضحا أنه واصل في سنوات الأزمة القيام بمهام الاتحاد مع ما تخلل هذه المرحلة من جمود وترقب انتصرت في نهايتها إرادة التدبير بأقل الأضرار الممكنة. ورغم أن تدبير الأزمة لم يكن سهلا، يقول العلام «فقد بقيت حارسا للمؤسسة وفيا لها ولقيمها، وتم ذلك في ظروف صعبة ومزعجة. وكنت كلما تعقدت الأزمة واستفحلت أزداد اقتناعا بضرورة المزيد من المواجهة رغم الإحساس الذي كان ينتابني أحيانا بصعوبة المتاهة التي دخل فيها الاتحاد».

وتعود فصول الأزمة التي عاشها اتحاد كتاب المغرب الذي يعد من أعرق المؤسسات الثقافية المغربية إلى عام 2008 وتحديدا بعد انتهاء أشغال المؤتمر 17 للاتحاد، الذي أعيد فيه انتخاب عبد الحميد عقار رئيسا لهذه المنظمة الثقافية لولاية ثانية، حيث سرعان ما نشبت الخلافات بين أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وهم عبد الفتاح الحجمري، وجمال الموساوي، ومصطفى النحال، وعبد الرحيم العلام، ومحمد بودويك، وهشام العلوي، وحسن بحراوي، وسعيد عاهد. وتفاقمت الأزمة بعد تقديم الشاعر جمال الموساوي استقالته من مهام أمين المال، مطلع عام 2009، وظهرت بعد ذلك دعوات من عدد من أعضاء المكتب التنفيذي لإقالة رئيس الاتحاد أو دفعه لتقديم استقالته لأنه في نظرهم لم يعد مؤهلا لرئاسة المنظمة.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2009 أعلن 5 أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد وهم عبد الرحيم العلام، وحسن بحراوي، وهشام العلوي، ومصطفى النحال، وسعيد عاهد، أنهم قرروا في اجتماع للمكتب، إقالة عقار من مهمته بصفته رئيسا لاتحاد كتاب المغرب.

وأوضح المكتب أن قرار الإقالة جاء «بعد استنفاد كل التدخلات والوساطات التي قام بها بعض رؤساء الاتحاد السابقين وبعض الحكماء والغيورين على هذه المنظمة الثقافية، لدى رئيس الاتحاد عقار، من أجل تجاوز حالة الجمود التي يمر منها الاتحاد منذ المؤتمر الوطني الـ17، والتي يتحمل مسؤوليتها رئيس الاتحاد وحده»، حيث اتهم عقار بانفراده في اتخاذ القرارات.

بيد أن عقار طعن في قرار الإقالة الذي اتخذه المكتب التنفيذي للاتحاد في حقه واعتبره «غير شرعي»، وكان مسنودا من قبل عضوين آخرين في المكتب هما الفتاح الحجمري، الكاتب العام للاتحاد، ومحمد بودويك، مستشار مكلف الإعلام، والذين اعتبروا أن الإقالة «لا سند لها في نص القانون الأساسي للاتحاد».

ومنذ اندلاع الأزمة غاب الاتحاد بشكل تام عن المشهد الثقافي والسياسي في البلاد خلافا لما كان عليه الوضع في السنوات السابقة. واعتبر الكثير من المثقفين أن ما حدث داخل الاتحاد «لا يليق بتاريخه ولا مكانته الثقافية».

وبالإضافة إلى خلافاته الداخلية دخل الاتحاد في صراع مباشر مع بن سالم حميش، وزير الثقافة السابق، قبل أكثر من عام، حيث قاطع الدورة 17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي تشرف عليه وزارة الثقافة، وهو الموقف ذاته الذي اتخذه كل من «بيت الشعر في المغرب» و«الائتلاف المغربي للثقافة والفنون».

ونظم أعضاء في الاتحاد مظاهرات احتجاج أمام وزارة الثقافة في بادرة غير مسبوقة مطالبين برحيل حميش احتجاجا على السياسة الثقافية في البلاد، وبالأخص إحجام الوزارة عن تقديم الدعم المالي للمؤسسات الثقافية بحجة ترشيد النفقات.