اليمن: المبعوث الأممي يبحث ملف الحوار الوطني الشامل مع مختلف الأطراف

نبيل الخامري لـ«الشرق الأوسط»: صالح أخل بالحصانة الممنوحة له.. والثوار سيطالبون بسحبها

TT

بدأ جمال بن عمر، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوث المنظمة الدولية لليمن، أمس، جولة جديدة من المفاوضات في اليمن مع الأطراف السياسية المختلفة، من أجل مراقبة مدى تنفيذ المبادرة الخليجية والتزام كافة الأطراف بها. وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن أبرز ما يندرج على جدول أعمال بن عمر مناقشة التداعيات الأخيرة المتعلقة بالظهور العلني للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حيث ذكرت المصادر أن القوى السياسية المشاركة والموقعة على المبادرة الخليجية سوف تطرح تحفظاتها على ذلك الظهور وما جاء في خطاب صالح أمام احتفالية لحزبه من هجوم على حكومة الوفاق الوطني وباقي الأطراف على الساحة اليمنية.

وقال بن عمر لدى وصوله صنعاء، إن زيارته «تأتي في إطار متابعة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2014 و2051، حيث سيتم الالتقاء والتشاور مع جميع الأطراف من أجل دعم العملية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعد من أهم الخطوات التنفيذية في إطار المبادرة الخليجية المزمنة». وأكد «التزام الأمم المتحدة تقديم الدعم والمشاورة والمساندة اللازمة من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والدفع بالعلمية السياسية إلى الأمام من أجل اليمن ومستقبله».

وقال الشيخ نبيل الخامري، أمين عام اللجنة الوطنية لدعم تنفيذ المبادرة الخليجية، إن زيارة بن عمر إلى اليمن تكتسب أهمية خاصة، لأنها تأتي بعد انعقاد مؤتمر المانحين في العاصمة السعودية الرياض وبعد ظهور الرئيس السابق وإدلائه بمواقف معادية لحكومة الوفاق الوطني وللأطراف الأخرى في الساحة اليمنية. وأضاف الخامري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن احتفالية حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، التي أقيمت يوم الاثنين الماضي، بمناسبة مرور 30 عاما على تأسيس الحزب - كان يفترض أن يعلن فيها الحزب مواقف سياسية داعمة لتنفيذ المبادرة الخليجية والتسوية السياسية القائمة، لكن الرئيس السابق حولها إلى مناسبة لإلقاء الخطابات والهجوم على الأطراف السياسية».

وأكد الخامري، وهو أحد القيادات في الثورة الشبابية باليمن، أن ما يقوم به صالح تحد للثورة والثوار، مشيرا إلى أن الرد كان مباشرة عبر مسيرة كبيرة اقتربت من منزل الرئيس المخلوع وهي تهتف ضده. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تصعيدا في المظاهرات والمسيرات ضد «بقايا النظام» وأنه في حال استمرار صالح في تصعيده ووقوفه وعرقلته التسوية السياسية، فإن الثوار سيتحولون للمطالبة بإسقاط الحصانة التي منحت له في ضوء المبادرة الخليجية، «لأن الحصانة منحت له من أجل أن يختفي عن الأنظار ومن أجل إغلاق ملف الجرائم التي ارتكبت من قبل نظامه بحق الثوار»، مشيرا إلى أن «ما يقدم عليه صالح حاليا استهتار بدماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الثورة من أجل رحيله عن الحكم».

على صعيد آخر، ذكرت مصادر يمنية أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيقوم بزيارة إلى عدد من الدول الغربية، هي الأولى منذ توليه كرسي الرئاسة في فبراير (شباط) الماضي. وقالت المصادر إن هادي سيقوم بزيارة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، وسيلقي محاضرة في أحد المعاهد السياسية بأميركا حول التطورات الجارية في اليمن، إضافة إلى أنه سيجري مباحثات مع قادة الدول التي سيزورها حول دعم تلك الدول للتسوية السياسية الجارية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية، إضافة إلى بحث التعاون المشترك في الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة.