معركة كلامية مبكرة بين قادة «جيوش» المعارضة السورية

الأسعد: نعمل بنجاح.. والحاج علي : هدفنا التوحد

TT

في وقت استنكر فيه العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش السوري الحر، تأسيس «الجيش الوطني السوري» في خطوة لتوحيد صفوف الكتائب المعارضة بقيادة اللواء الركن محمد حسين الحاج علي، معتبرا في حديث لوكالة الأنباء الألمانية أن الجيش الحر مهيكل بالأساس، وهؤلاء معنيون بتشكيل وهيكلة كيان آخر لهم، رد الحاج علي على كلام الأسعد، واصفا إياه بغير الصحيح، ومعتبرا أن «الجيش الحر» كان «شعارا إعلانيا وليس ميدانيا».

وقال الحاج علي لـ«الشرق الأوسط»: «لا نزال نرى أن هناك إمكانية للتوافق والتوحد تحت لواء واحد»، مضيفا: «الجيش الحر لم يكن منظما ولم يكن يسيطر على عمل الكتائب التي يدير كلا منها شخص أو قائد معين، بعيدا عن المرجع الواحد أو المؤسسة العسكرية الواحدة، بالتالي الهدف الأساسي من إنشاء الجيش الوطني هو توحيد هذه الكتائب تحت لواء مرجعية واحدة وتنظيم صفوفها».

ويلفت الحاج علي إلى أن تعيينه قائدا أعلى للجيش الوطني السوري جاء نتيجة طبيعية لكونه الأعلى رتبة ويتمتع بالكفاءة اللازمة، وهذا أمر طبيعي في التراتبية العسكرية التي لا يزال يرفضها الأسعد». وعما قاله الأسعد حول عدم دعوته من قبل القيادات التي أعلنت تأسيس الجيش الوطني، إلا في المرحلة الأخيرة، قال الحاج علي: «حاولنا التواصل معه ودعوته للاجتماع معنا مرات عدة لكنه كان يرفض، إلى أن أحضره القائمقام التركي وليس سفير دولة كما يدعي».

وكان الأسعد قد قال في حديثه للوكالة الألمانية: «نحن كقيادة نعتمد على الله عز وجل وعلى ثقتنا بالشعب السوري وسيكون الجيش الحر نواة لبناء جيش وطني يضم جميع أبناء سوريا دون استثناء أو تمييز». واستنكر الأسعد حديث قيادات عسكرية عن إعادة هيكلة الجيش الحر وتأسيس ما يسمى بـ«الجيش السوري الوطني»، قائلا: «الجيش الحر مهيكل بالأساس. هؤلاء معنيون بتشكيل وهيكلة كيان آخر لهم هو ما سموه الجيش الوطني، ونحن لا نعرف معنى هذه التسمية وماذا تعني، وكأننا نحن غير وطنيين».

وقال الأسعد: «هناك بالفعل كيان عسكري مهيكل موجود ويعمل بنجاح وهو الجيش الحر، لذا كنا نتمنى أن يتعاون معه الجميع حرصا على وحدة الصف التي ننشدها ونحرص عليها بخلاف الآخرين»، مضيفا: «لم تتم دعوتنا في البداية لاجتماعات هؤلاء القادة ثم تدخلت بعض الشخصيات للتوسط، وتمت دعوتنا ولكنهم للأسف، ومن البداية، كانوا لا يريدون الاستماع لوجهة نظرنا ولا حتى صوتنا واتخذوا قرارهم في ما بعد بمفردهم وفي ظل حضور أحد سفراء الدول الأوروبية، على هذا النحو الديكتاتوري».

وقلل الأسعد من قيمة الكيان العسكري الجديد، قائلا: «تلك القيادات لا توجد لها سيطرة بالأساس على الكتائب التي يتشكل منها الجيش السوري الحر وهي القوات المقاتلة فعليا على الأرض»، لافتا إلى أنه «يتبع الجيش الحر أكثر من مائة لواء وكتيبة مسلحة وكلهم تحت السيطرة، ورغم إمكانية حدوث بعض الخروقات هنا أو هناك، فالعمل بشكل عام يسير بنجاح، واستطعنا توجيه ضربات موجعة للنظام، لا نعرف من سينضم إلى هذا الجيش الوطني الجديد».

من جهة أخرى، أصدر ضباط محافظة حمص وريفها بيان أمس جاء فيه: «نحن ضباط محافظة حمص وريفها، الموجودين خارج الوطن، نعلن تأييدنا للمجلس العسكري في محافظة حمص وريفها بقيادة العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين. ونعلن عدم اعترافنا بأي مجلس عسكري آخر يتم تشكيله في الداخل أو الخارج، وأن المجلس الحالي هو المجلس الشرعي الوحيد الذي يمثلنا، والذي يمكننا أن نتعامل معه بعد أن ينضوي تحت راية الجيش الوطني السوري».