الجيش السوري الحر يعزز إمكاناته ويستولي على أسلحة ثقيلة من النظام

تنسيق بين جهات دولية لتتبع «نشاط إيراني متزايد» لتعضيد حكم الأسد

TT

في وقت تعمل فيه قوات الجيش السوري الحر المناوئة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، على اتباع استراتيجيات للتغلب على مشاكل نقص السلاح، أسفرت أمس عن استيلاء الثوار على دبابات من القوات النظامية وإسقاط طائرة «ميغ 23» في مطار أبو الظهور في ريف إدلب، قالت مصادر عربية وإيرانية لـ«الشرق الأوسط» إن تنسيقا مشتركا تنخرط فيه جهات ومنظمات دولية، يتتبع معلومات عن موجة إيرانية جديدة من المساعدات الموجهة مباشرة إلى نظام الأسد.

وعلى هامش الاجتماع الوزاري العربي الذي اختتم أعماله في العاصمة المصرية أول من أمس، كشف مصدر عربي عن وجود معلومات تفيد بنشاط إيراني متزايد منذ مطلع الشهر الماضي، لدعم الأسد، والعمل على إحباط الجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية، لافتا إلى ورود تقارير من الحدود البرية السورية مع كل من لبنان والعراق، لمنع وصول الأسلحة الثقيلة، خاصة الصواريخ المضادة للطائرات، إلى أيدي المعارضة السورية.

وفي غضون ذلك، قال أبو الزبير، وهو قيادي من الجيش الحر في ريف إدلب بسوريا: «نعم، يوجد تكثيف في المساعدات الإيرانية للنظام السوري خاصة بعد أن أحرز الجيش الحر تقدما، ولدينا معلومات عن اعتزام إيران تدريب قوات من الحرس الجمهوري السوري لتعضيد حكم الأسد». ويشكو الزبير وزملاؤه في الجيش الحر من نقص في الأسلحة طويلة المدى مثل الصواريخ، لمواجهة الطائرات الحربية. وقال في اتصال عبر موقع «سكايب»، إنه على الرغم من الجهود الإيرانية لخنق قدرات المعارضة، لكن الجيش الحر تمكن أمس من إسقاط طائرة من نوع «ميغ 23» في مطار أبو الظهور في ريف إدلب.

ويقول شهود عيان إن سباقا محموما بين قوات الجيش الحر وداعميها، من جانب، وعناصر قوات الأسد المدعومة من إيران وحزب الله، من جانب آخر، يجري على قدم وساق. ومن ضمن خطط الجيش الحر التي اتبعها للتغلب على الضغوط التي تواجهه خاصة في نقص الأسلحة، اعتماده على الداخل من خلال الاستيلاء على أسلحة قوات الأسد، ومنها دبابات ومدافع «شيلكا» و«فوزليكا» ومدافع 14.5.

ويقول المراقبون إن وصول أسلحة ذات كفاءة إلى الجيش الحر كفيلة بإنهاء حكم الأسد، ودحر أعوانه ممن يساعدونه من الداخل سواء من حزب الله أو من الإيرانيين. وكانت السيدة دولت نوروزي، وهي مسؤولة في المعارضة الإيرانية (مجاهدين خلق) بالخارج، قدمت معلومات وأسماء نشرتها «الشرق الأوسط» الشهر الماضي عن قادة عسكريين إيرانيين يعملون لتعضيد الأسد سواء من داخل سوريا أو من داخل لبنان. وقالت السيدة نوروزي أمس إن المعارضة حصلت على معلومات تفصيلية جديدة عن نشاط إيراني متزايد لتعضيد سلطة الأسد وإخضاع المعارضة.

وسبق لـ«مجاهدين خلق» الحصول على معلومات حساسة وذات شأن عن المشروع النووي لنظام طهران. وتشغل نوروزي حاليا موقع نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المعارضة، المعروفة باسم «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، وسفيرة المجلس أيضا لدى بريطانيا.

وقدمت نوروزي لـ«الشرق الأوسط» أمس أسماء جديدة لبعض قادة فيلق 7000 لقوة قدس في لبنان، والذي قالت إنه يتولى جميع نشاطات الحرس (الثوري) في سوريا ولبنان. وأضافت أنه بالإضافة إلى محمد رضا زاهدي الذي يتولى قيادة الفيلق، هناك أسماء لقادة يعملون انطلاقا من بيروت منهم «أ.م.» أحد قادة «قوة قدس»، و«م.ر.» أحد قادة «قوة قدس» ويتردد على لبنان بصورة سرية، و«ص.أ.ز.» أحد قادة «قوة قدس»، والملا «ع» ممثل للقيادة الدينية الإيرانية في لبنان.

وتابعت قائلة إن التركيز الإيراني الآن لدعم الأسد ينصب على إيفاد قادة الحرس (الثوري) من أجل تقديم الدعم.. «وضخ العناصر القيادية في منظومة قادة الجيش الأسدي وقوات القمع التابعة للأسد. وهؤلاء القادة، بعدما حددت أسماءهم، يتم استدعاؤهم من مختلف المحافظات الإيرانية إلى طهران، وبعد أن يتم تثقيفهم وإعطاء التوجيهات من قبل القيادة، يتم إيفادهم لمختلف الواجبات المناطة إليهم إلى سوريا». ويقود «قوة القدس» (الإيرانية) في سوريا عميد يدعى «س.ر.م.»، وقالت نوروزي إن الرجل يتحرك بأسماء حركية منها «أبو جواد» و«سيد علي».

واطلعت «الشرق الأوسط» على جانب من تقارير تتضمن أسماء شركات طيران ومواعيد رحلات من إيران إلى سوريا وأسماء قيادات يعتقد أنها إيرانية موجودة في لبنان والعراق وسوريا، يجري حاليا التحقيق في مدى صحة هذه المزاعم وجدية ما فيها قبل تقديمها للجامعة العربية وللأمم المتحدة.

وعما إذا كانت التحقيقات الجارية عن تزايد التدخل الإيراني لمساندة الرئيس الأسد لها علاقة بعمل المبعوث العربي - الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، قال المصدر: «في الحقيقة تبادل المعلومات في هذا الشأن موجود بقوة منذ بداية الأحداث في سوريا، لكن التركيز على نوع الدعم الإيراني بالذات بدأ الاهتمام به في الفترة الأخيرة بسبب تعقد الوضع وتأخر الحل». وتابع قائلا: «سبق لعدة أطراف من المشاركة في هذا العمل تقديم تقارير للدول المعنية عن خطوط طيران إيرانية لا تخضع للتفتيش، وتتجه إلى سوريا، ويشتبه في أنها تحمل مساعدات للنظام الذي يخضع لعقوبات دولية»، مشيرا إلى أن عمل اللجنة يعتمد على جهات ومنظمات رسمية وغير رسمية، رافضا الكشف عن مزيد من المعلومات في هذا الشأن.

ومن بين ما يجري التحقيق فيه بدء تدريبات جديدة وواسعة لقوات الحرس الجمهوري السوري، وخطط لتحرير 48 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، ممن أسرتهم قوات الجيش الحر داخل سوريا منذ نحو شهر، إضافة إلى رصد نشاط جديد لشركات طيران إيرانية خاصة متهمة بنقل قيادات إيرانية قتالية ودعم لوجيستي إلى نظام الأسد، لكن مسؤولا في مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة وصف ما تحدثت عنه المصادر أمس بأنه يهدف إلى «التضييق على أصدقاء إيران (في سوريا) لخدمة الصهيونية (يقصد إسرائيل) وأعداء الإسلام»، على حد قوله.