اشتباكات عنيفة في السيدة زينب ودير الزور.. ودلائل على استخدام النظام لقنابل عنقودية

رئيس أركان الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: نسقط الطائرات الحربية برشاشاتنا لأنها تحلق على مستوى منخفض

TT

تمكن مقاتلون من «الجيش السوري الحر» من إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ» فوق مطار أبو الظهور في إدلب. بينما واصلت قوات الأمن السورية أمس قصفها لأحياء عدة في العاصمة دمشق واستهدفت مدنا وقرى في حماة وحمص ودرعا ودير الزور وحلب، ما أدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصا، في حصيلة أولية، فيما أشارت جماعة دولية مهتمة بنزع السلاح إلى وجود قرائن قوية على استخدام النظام السوري لقنابل عنقودية في قصف المدن السورية.

وقال أمس التحالف الدولي لمكافحة استخدام القنابل العنقودية إن هناك دلائل شبه مؤكدة على استخدام النظام السوري للقنابل العنقودية، التي تقتل وتشوه المدنيين لفترة طويلة بعد انتهاء الصراعات. موضحا أنه جمع الصور واللقطات من النشطاء السوريين، والتي تظهر شظايا الذخائر العنقودية في موقعين على الأقل في سوريا.

وقال مسؤولون في المركز إن الحكومة في دمشق لم توقع اتفاقية لمكافحة الأسلحة العنقودية، وهذا يعني أنه لن يكون هناك أي كسر للقوانين الدولية في حال استخدامها. لكن جماعات إنسانية وحكومات عديدة أدانت استخدام مثل تلك الأسلحة والذخائر في المعارك، والتي قد تظل مئات من المتفجرات الصغيرة الناجمة عنها غير مكتشفة لعدة أشهر إن لم يكن سنوات.

وقال ستيفن غوس، وهو عضو بالتحالف، وكذلك بهيومان رايتس ووتش، للصحافيين في لندن أمس: «نعتقد أن الأدلة دامغة على أن قوات الحكومة السورية قد استخدمت الذخائر العنقودية»، موضحا أن الجماعة رغم كونها لم تشاهد هذه القنابل رأي العين، فإن الذخائر كانت واضحة الأثر في مناطق جبل شهشبو بالقرب من حماه، وأيضا في البوكمال.

من جهة أخرى, قال رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلي الجيش الحر يسقطون الطائرات الحربيّة بواسطة رشاشاتهم وأسلحتهم الخفيفة»، موضحا «إننا لا نمتلك صواريخ أرض - جو لكننا نمتلك مقاتلين أشداء يملكون ما يكفي من الشجاعة والإقدام والصمود لتصويب أسلحتهم إلى الطائرات الحربية وإسقاطها». وأشار إلى أن «الطائرات الحربية تحلق على علو منخفض كونها تستهدف البشر والمنشآت الحيوية، وهو ما يجعلها في مدى الرشاشات الموجودة بين أيدي عناصر الجيش الحر الذين يتمكنون من إصابتها مباشرة». وتعهد حجازي «بمزيد من العمليات المماثلة في الفترة المقبلة تمهيدا للسيطرة على ثكنات عسكرية وقواعد جوية، بفضل جهود السوريين وحدهم ومن دون أي مساعدة خارجية، من أجل التوصل إلى تحقيق هدفهم المنشود بالنصر». وكانت اشتباكات عنيفة بين عناصر من «الجيش الحر» وقوات الأمن السورية وقعت قرب مقام السيدة زينب في ريف دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة دارت عند حاجز للقوات النظامية بالقرب من أحد بوابات مقام السيدة زينب، حيث قتل ما لا يقل عن أربعة من القوات النظامية».

وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 50 شخصا في العاصمة وحدها أمس، وتسبب قصف عنيف استهدف مخيم اليرموك في دمشق بمقتل عدد من الأشخاص وجرح العشرات في الأحياء السكنية. وفي زملكا، ريف دمشق، أفاد ناشطون عن العثور على 23 جثة معظمهم أطفال ونساء ومسنين في المنازل، بعدما قتلوا ذبحا بالسكاكين على يد قوات الأمن والشبيحة.

وطال قصف بالطائرات المروحية الأحياء السكنية في بلدتي الحجيرة والبويضة في ريف دمشق، فيما أعلنت تنسيقية داريا وفاة وفاء الحلبي، متأثرة بجراحها بعد إصابتها بعشر رصاصات قبل أيام في أحداث مجزرة داريا. وتداولت وسائل الإعلام اسم الحلبي بعدما حاولت مراسلة قناة «الدنيا» السورية أخذ إفادتها عقب المجزرة وهي مصابة وممددة على الأرض.

وفي حلب، استهدفت قوات الأمن السورية أحياء الأنصاري والسكري وسليمان الحلبي وسط حركة نزوح للمدنيين، كما قصفت حي الميداني الذي تقطنه غالبية مسيحية، وتعرضت بلدة دارة عزة ومدينتي الباب وحيان بريف حلب للقصف. وذكرت «لجان التنسيق» أن قصفا بالطيران الحربي استهدف حيي مساكن هنانو وسليمان الحلبي.

إلى ذلك، دعا المكتب الإعلامي لجامعة حلب التي باتت تعرف بـ«جامعة الثورة» الطلاب إلى الامتناع عن الدوام الرسمي وتقديم الامتحانات حتى يتوقف التدمير والقصف في المدينة، لافتا إلى توثيق مقتل 55 طالبا من الجامعة على أيدي قوات الأمن السورية.

وفي حماه، ذكر المرصد السوري أن ثلاثة أشخاص قتلوا، أحدهم جندي منشق «جراء القصف العنيف وإطلاق النار من قبل القوات النظامية الذي شهدته بلدة كفرزيتا والقرى المحيطة بها» في ريف حماه.

أما في دير الزور، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات الأمن السورية في حي الحويقة، كما طال القصف مدينة البوكمال. وفي اللاذقية، طال قصف عنيف براجمات الصواريخ منطقة جبل الأكراد.

وأشارت «لجان التنسيق» إلى أن «الطيران المروحي ألقى براميل (تي إن تي) على بلدة الجيزة في درعا، فيما شهدت بلدتا مزيريب والكرك الشرقي قصفا كثيفا لقوات النظام، وجرت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الأمن في مدينة طفس». من ناحيته، قال المرصد السوري إن «قوات النظام استعادت السيطرة على بلدة تل شهاب بالقرب من الحدود الأردنية والتي كانت تستخدم كملاذ آمن للنازحين داخليا»، في حين أشارت وسائل الإعلام السورية الرسمية إلى أن «العشرات من المسلحين قتلوا في الهجوم وأن القوات الحكومية تمكنت من تحرير سكان المنطقة».

وفي حمص، واصلت قوات الأمن قصف أحياء المدينة القديمة والرستن وتلبيسة وقلعة الحصن بالمدفعية والطيران المروحي، ما أوقع عشرات الإصابات وهدم الكثير من المنازل. واستهدفت الدبابات حي جورة الشياح بقصف عنيف، فيما تعرضت قلعة الحصن لقصف بالمدفعية الثقيلة وإلقاء براميل «تي إن تي» المتفجرة من الطائرات المروحية على الأبنية السكنية.