حزب الله يتهم فريق 14 آذار بالمشاركة في «العدوان على سوريا»

اعتبر أن هذه القوى لو كانت في الحكم الآن لجرت البلاد إلى حرب مع سوريا

TT

وجه حزب الله اللبناني أمس انتقادات عنيفة لقوى المعارضة اللبنانية، متهما إياها بالمشاركة في «العدوان على سوريا». واعتبر رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد أنه لو كانت هذه القوى في الحكم الآن لجرت البلاد إلى الحرب مع سوريا.

وخصص رعد مؤتمرا صحافيا للرد على المذكرة التي رفعتها قوى 14 آذار لرئيس الجمهورية وطالبت فيها بقطع العلاقات مع سوريا وطرد السفير السوري من بيروت، فوصفها بـ«المذكرة التحريضية ضد سوريا، والتي لا تعكس خوفهم على لبنان، بل انخراط هذا الفريق في المخطط الأميركي العدواني».

واعتبر رعد أن «هذه المذكرة تحمل الشرود الكامل عن اعتداءات إسرائيل وتصوب على سوريا، ويبدو أن دورها الوظيفي هو ملاقاة الهجمة الدولية التي تستهدف دور سوريا، والتغطية على تورط فريق 14 آذار ومشاركته في العدوان على سوريا». وتابع «نلفت الرئيس سليمان إلى التنبه إلى مخاطر وأهداف ومضامين هذه المذكرة والتعاطي بمسؤولية كاملة تجاهها». ورأى رعد أن «الحكومة اللبنانية لو كانت بإدارة 14 آذار لأخذت لبنان إلى حرب مع سوريا»، لافتا إلى أن «المطالبة بنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية - السورية تنطوي على تشكيك في الجيش ورفض عملي لانتشاره على الحدود»، مشيرا إلى أن «المذكرة لا تعكس الحرص على سيادة لبنان، بقدر ما تعكس انخراط هذا الفريق في التنصل من اتفاق الطائف وبنوده الناظمة للعلاقة مع سوريا».

ورد النائب أحمد فتفت، عضو كتلة المستقبل النيابية، على مجمل ما جاء في مؤتمر النائب رعد، معتبرا أن الأخير أطلق «ادعاءات خطيرة حملت افتراءات على أطراف سياسية لبنانية»، محملا إياه «مسؤولية أي دم لبناني يسيل على الحدود مع سوريا». وتساءل فتفت «كيف يتهم حزب الله وهو القيم على الحكومة الحالية أطرافا بتهريب السلاح إلى سوريا بدل أن يمنع هذا التهريب باعتبار أن السلطة في يده؟»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أما في ما يخص لومنا على عدم الاحتجاج على الاعتداءات الإسرائيلية فنقول لرعد إننا ندينها أكثر منه، لكن الفرق أنهم يستفيدون منها لتحقيق مكاسب سياسية، فيما نحن لا نسعى من إدانتها إلا لتحقيق مصلحة وطنية عليا».

واعتبر فتفت أن «مجمل كلام رعد لا قيمة له على الإطلاق ويفضح نوايا حزب الله السيئة تجاه باقي الفرقاء في الوطن». وأضاف «لماذا يعتبر السيد رعد أنه من المسموح أن تحمي قوات اليونيفيل أهل الجنوب ويمنع عليها حماية أهل الشمال؟»، مؤكدا أن «قوى 14 آذار ستواصل ممارسة الضغوط السياسية لتحقيق بنود المذكرة التي رفعتها للرئيس سليمان الذي نحن على تواصل دائم معه».

وفي السياق عينه، أعرب عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا، عن استغرابه وعدم فهمه «للمنطق الذي تولى تسويقه النائب محمد رعد وبدا فيه وكأنه يقول لنا إن الاعتداءات الإسرائيلية تبرر الاعتداءات السورية على لبنان»، وقال «لو تفضلت حكومتهم، التي لا شأن لنا بسياساتها، وطالبت الحكومة السورية بوقف اعتداءاتها لما اضطرت قوى 14 آذار إلى رفع مذكرتها إلى رئيس الجمهورية وتضمينها مطالب الحد الأدنى لحفظ ماء الوجه على صعيد الكرامة والسيادة الوطنية». ورأى زهرا أن «شماعة العدو الصهيوني التي يعلق عليها كل التقصير والتهاون، إن لم نقل التآمر، على سيادة لبنان، إضافة إلى استعمالها لتخوين كل اللبنانيين وكل العرب، أصبحت لغة ممجوجة لسنا مستعدين لا للاستماع إليها ولا للرد عليها».

ورد عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري على رعد، قائلا «المؤتمرات الصحافية للزميل محمد رعد ستتكثف في الفترة المقبلة خاصة مع توقف البث الفضائي لأقنية النظام السوري، لذلك من الواضح أن حزب الله سيكثف إطلالاته ليشكل إعلاما بديلا يدافع عن النظام السوري، وهذا ما حاول أن يقوم به اليوم النائب رعد».

وانتقد حوري أسلوب إلقاء التهم على فريق 14 آذار، أكد أنه «أصبح أسلوبا ممجوجا ومكشوفا وليس مفيدا في الأدبيات إذا كنا نتحدث عن الشريك في الوطن ومرحلة ما بعد سقوط النظام السوري»، معتبرا أن «هذا الأسلوب لم يعد مفيدا، ولكن يبدو أن حزب الله مضطر للقيام بهذا الدور خاصة في المجال الإعلامي الذي تعرض لضربة قاسية في الساعات القليلة الماضية». واعتبر حوري أن «كلام رعد لا يعني شيئا في الواقع، ونحن نقدر حجم الإحراج الذي تعرض له النائب رعد لكي يقدم مؤتمرا صحافيا بهكذا مضمون فقط إرضاء لنظام منهار في سوريا».