حاجز الريسة بسيناء يتعرض لهجوم بالأسلحة الآلية للمرة الـ34

قبل ساعات من إعلان نتائج التحقيقات في مقتل 16 جنديا

TT

في وقت يترقب فيه المصريون الإعلان اليوم (السبت) عن نتائج التحقيقات في مقتل 16 جنديا على الحدود مع إسرائيل مطلع الشهر الماضي، على يد من يُعتقد أنهم إسلاميون متشددون، تعرض حاجز الريسة الأمني بسيناء في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس لهجوم مسلح هو الـ34 منذ بدء القوات المصرية العملية «نسر 2» للرد على مقتل عناصرها.

وقالت مصادر أمنية مصرية في سيناء إن القوة الأمنية بالحاجز الذي يعد الأخطر في مصر، تبادلت إطلاق النار مع المسلحين الذين هاجموا الحاجز من المنطقة الجبلية المرتفعة المحيطة به، وإن المهاجمين فروا هاربين دون وقوع إصابات.

ويعد حاجز الريسة نقطة التفتيش الأولى على الطريق الدولي العريش - رفح المؤدي، إلى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة. وقال مسؤول أمني رفيع المستوى بسيناء إن انتشار قوات الجيش والشرطة بحاجز الريسة يعد عائقا أمام عصابات التهريب للوصول إلى المنطقة الحدودية، وهو ما يدفع تلك العصابات لشن هجمات متلاحقة على الحاجز في محاولات متتالية لتجاوز الكمين. وأكد المسؤول أنه تم الدفع بتعزيزات أمنية متجددة، وأعادت القوات انتشارها بالمنطقة المحيطة لملاحقة المهاجمين الذين يستهدفون الحاجز بشكل مستمر.

وتشهد سيناء توترا أمنيا منذ سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) العام الماضي، وتنتشر داخلها الجماعات الجهادية المسلحة وعصابات التهريب. وتشرف قوات الجيش على الحاجز الأمني بالتنسيق مع أجهزة الشرطة. وفي يونيو (حزيران) الماضي دفعت الأجهزة الأمنية بأربع مدرعات ومصفحات لتأمين القوة الأمنية بالحاجز الذي يقع في منخفض تتوسطه منطقة جبلية وعرة.

ويضع تكرار الهجوم على حاجز الريسة السلطات المصرية في حرج، بعد أن قامت بسحب آلياتها الثقيلة من المنطقة الحدودية مع إسرائيل، على خلفية شكاوى إسرائيلية من عدم التنسيق الأمني معها. وتلزم اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في عام 1979، السلطات المصرية بإبقاء شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح إلى حد بعيد، كما أن تراجع سلطة شيوخ القبائل في مواجهة المال الذي تدفق من خلال شبكات التهريب المرتبطة بالأنفاق غير الشرعية التي أقيمت مع قطاع غزة سهل على المتشددين الدعوة إلى الوحدة من منطلق الدين وتغليب ذلك على الانتماء القبلي.

ويعكس حجم الهجمات المسلحة على حاجز الريسة وعدد من الحواجز الأمنية الأخرى في سيناء مدى التوتر الأمني خاصة بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وانهيار جهاز الشرطة. وتؤكد التقارير الأمنية بمديرية أمن شمال سيناء أن الحاجز تعرض منذ اندلاع ثورة 25 يناير العام الماضي وحتى الذكرى الأولى للثورة في العام الحالي لنحو 10 هجمات متتالية تركزت في الفترة ما بين أغسطس (آب) 2011 وحتى يناير من العام الحالي، وخلال الأشهر الثمانية الماضية فقط تعرض الحاجز لنحو 20 هجوما مسلحا كان أحدثها الهجوم الذي وقع مساء أول من أمس.