الرئاسة اللبنانية تنفي «اللقاء السري» مع الحلقي والمعلم في طهران

ميقاتي يجدد التزام «النأي بالنفس» ويرفض الانتهاكات السورية للسيادة

TT

نفت مصادر الرئاسة اللبنانية أمس حصول أي لقاء سري بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة السورية على هامش قمة عدم الانحياز في طهران الأسبوع الماضي وفقا لما نشرته جريدة «الأخبار» اللبنانية في عددها الصادر أمس. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن لقاءً «إيجابيا ومريحا» جمع سليمان ورئيس حكومة سوريا وائل نادر الحلقي ووزير خارجيتها وليد المعلّم، على هامش قمة عدم الانحياز في إيران، غير أن مصدرا في الرئاسة اللبنانية قال لوكالة «أخبار اليوم» اللبنانية الخاصة إن سليمان ما زال عند موقفه ينتظر اتصالا توضيحيا من الأسد، وهذا ما لم يحصل حتى الآن.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أعلن أمس، رفضه لأي انتهاك لسيادة لبنان، مشيرا إلى أن ما يهمه هو «مصلحة لبنان وحمايته من تداعيات الأزمة السورية». وقال ميقاتي: «منذ بدء الأزمة في سوريا أعلنت أن ما يهمني في الدرجة الأولى هو مصلحة لبنان واللبنانيين وحماية لبنان من تداعيات الأحداث الجارية من حوله وعدم إقحام أنفسنا في ما لا يعنينا، لا سيما مع وجود انقسام لبناني داخلي حاد حيال مقاربة الملفات المطروحة.. ونحن مستمرون في هذا النهج». وتابع: «لا يمكن أن نقبل بأي انتهاك لسيادتنا الوطنية ونتخذ الموقف المناسب إزاء كل حادثة بعيدا عن السجال العقيم والمزايدات التي لا فائدة منها سوى إحداث مزيد من الانقسام الداخلي».

نفى مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية حصول لقاء سري بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة السوري وائل الحلقي ووزير الخارجية السوري وليد المعلّم، موضحا أن هذا اللقاء لم يكن سريا على الإطلاق بل لقاء تم بطريقة عادية على هامش قمة عدم الانحياز في إيران، في أحد الصالونات وبحضور عدد من الوفود المشاركة. وقال: «حين دخل الحلقي اقترب من الرئيس سليمان معرّفا بنفسه»، وكشف المصدر أن سليمان «عاتب» الوفد السوري في قضية الوزير ميشال سماحة (المتهم بالتحضير لتفجيرات في لبنان بالتعاون مع اللواء على المملوك)، والتفجيرات والخروقات المتكررة للحدود، والهجوم الإعلامي الذي يتعرض له من قبل حلفاء سوريا في لبنان، وبالتالي أبدى المعلّم تفهّمه واعدا بأنه سينقل هذا الأمر إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وإذ أكد أن اللقاء لم يكن مرتّبا مسبقا بل «ابن ساعته»، مشددا على أن الوفد السوري هو الذي تقدّم باتجاه سليمان ملقيا التحية، وكشف المصدر أن الجواب السوري كان بنفي علمه بالأمر وستتم معالجة الأمور، مؤكدا أنه منذ ذاك اللقاء حتى اليوم لم تحصل أي خطوة أخرى من الجانب السوري.

وأوضح المصدر أنه بعد اللقاء حصل قصف سوري للحدود، حيث حصل اتصال بين مخابرات الجيش اللبناني والجهات المعنية في الجيش السوري التي كان جوابها أن ذلك حصل عن طريق الخطأ. وشدّد على أنه ليست هناك قطيعة أو افتعال مشكلة مع سوريا بل تسلك الأمور مسلكها الطبيعي ولكن ليس وفق الأسلوب الذي كان معتمدا في السابق، لأن هناك إشكالا بين الطرفين.

إلى ذلك، أشار وزير الخارجية عدنان منصور، إلى أن «لبنان لم ولن يتدخل في متاهات السياسة العربية ولن يدعم فريقا عربيا ضد آخر»، لافتا إلى أنه «يمكن أن يؤدي دورا إيجابيا في المنطقة». واعتبر أن «سياسة لبنان تجاه سوريا كانت جيدة وتجد اليوم صداها الإيجابي وسط المجموعة العربية»، لافتا إلى أنه «لا يصنع السياسة وحده، فهناك سياسة الدولة اللبنانية»، مضيفا أن «الفريق الذي يطالب بإبعاد السفير السوري عن لبنان، عليه أن يراجع ما كان يدلي به من تصريحات حول سوريا وحول النظام الموجود»، مشددا على أننا «لا نكترث للمزايدات، فنحن منسجمون مع أنفسنا».