باراك يبدأ تخفيف التوتر مع واشنطن ويغير موقفه من ضرب إيران

بالتنسيق مع نتنياهو

TT

أفادت مصادر سياسية في إسرائيل بأن وزير الدفاع ايهود باراك وبالتنسيق مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بدأ حملة لتخفيف التوتر مع الإدارة الأميركية بخصوص الموضوع الإيراني. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن الإشارة الأولى إلى هذه المساعي أطلقها باراك خلال مراسم احتفالية في حزبه «عتسماوت» (الاستقلال) الليلة قبل الماضية، عندما أعلن أن الاستعدادات الأميركية لمواجهة الملف الإيراني مثيرة للانطباع. ولمح باراك إلى أنه من المحتمل أن لا تكون هناك حاجة للجوء إسرائيل إلى عملية عسكرية لضرب أهداف إيرانية، وذلك على خلفية قيام الولايات المتحدة الأميركية بتركيز قوات عسكرية بشكل غير مسبوق في منطقة الخليج.

وأضافت الصحيفة أن أهمية تصريحات باراك هذه تكمن في أنها جاءت بعد وقت قصير من اجتماعه بنائب رئيس أركان الجيش الأميركي الأدميرال جيمس وينفيلد الذي يقوم بزيارة سرية لإسرائيل. ولفتت الصحيفة في موقعها على الشبكة إلى أن باراك شدد مع ذلك على أن «إسرائيل تحتفظ بحق اتخاذ قرارات سيادية وأن الولايات المتحدة تحترم هذا الأمر، ولكن علينا أن لا نخطئ في تقييم حجم الاستعدادات الأميركية لمواجهة التحدي الإيراني على كافة المستويات».

وبحسب الصحيفة فقد تلقى باراك ونتنياهو في الآونة الأخيرة سلسلة من التقارير من كل من وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ومستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون بشأن الاستعدادات الأميركية لاحتمالات اندلاع مواجهة عسكرية مع إيران.

وأشار باراك في خطابه أمام أعضاء حزبه إلى أن هناك خلافات في وجهات النظر الأميركية والإسرائيلية. وقال: «هناك تحد مشترك لكن ساعاتنا تدق بإيقاعين مختلفين. حكومة إسرائيل هي الوحيدة التي ستتخذ قراراتها بشأن مستقبل وأمن إسرائيل، صحيح أن الولايات المتحدة هي أهم حليف لإسرائيل، والتعاون الاستخباراتي والدعم الأمني لإسرائيل الهائل اليوم، من حيث حجمه ونوعيته، وأنا على ثقة أنها ستبقى كذلك في المستقبل أيضا، إلا أن السيادة الإسرائيلية تبقى سيادة إسرائيلية».

وجدير بالذكر أن التوتر في العلاقات بين البلدين كان قد وصل إلى حد الصدام الكلامي بين نتنياهو والسفير الأميركي في تل أبيب، دان شبيرو، قبل نحو أسبوعين الذي كشفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» في حينه ووصفته بأنه «بلغ مستوى الشجار» وقالت إنه غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية. وفي حينه نفى البيت الأبيض هذا النبأ وكذلك فعل السفير شبيرو. لكن شاهد العيان على هذا الشجار، رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأميركي، مايك روجرز، أكد كل ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية عن الموضوع، في تصريحات له الليلة قبل الماضية في واشنطن. فقال روجرز، إنه التقى نتنياهو بحضور السفير شبيرو بهدف الحديث حول قضايا أمنية تهم البلدين، ولكن نتنياهو افتتح اللقاء بهجوم كاسح على سياسة أوباما. فتصدى له السفير بأدب ولكن بحدة غير معهودة واتهم نتنياهو بتشويه موقف أوباما.

وقال روجرز، وهو عضو في الكونغرس عن الحزب الجمهوري، إنه يميل إلى تأييد موقف نتنياهو من سياسة أوباما، فيجب أن تكون أكثر حزما ضد إيران، ولكنه لم يحب الهجوم على أوباما في هذا المقام. وأضاف: «أنا أتفهم ألم وقلق نتنياهو، فهو يرى الخطر داهما على دولته ولا يستطيع التفريط بأمن إسرائيل، لكن الأمور تحتاج إلى هدوء أعصاب وسيطرة على الذات».