اغتيال العبسي يثير خلافات بين الثوار.. ويلفت إلى الاختلافات الفكرية بين الإسلاميين من المقاتلين

رغم تأكيدهم ثوار أن النظام هو من تخلص منه

TT

لفت اغتيال مقاتل سوري من الثوار على علاقة بتنظيم القاعدة الأنظار مرة أخرى أول من أمس إلى الاختلافات الفكرية بين الإسلاميين الذين يقاتلون نظام الأسد مما ينذر بصراع جديد بين الثوار. وفتح الغموض، الذي يلف مقتل هذا المقاتل، نافذة جديدة على الثوار الذين يجمعهم لواء الجيش السوري الحر وإن كان ذلك بشكل غير قوي متماسك، في الوقت الذي يمنع عدم اليقين من وحدة المعارضة وهويتها، خاصة فيما يتعلق بالاتجاه نحو السياسة الإسلامية المتشددة أو الطائفية، الغرب من دعم قضية خلع الأسد على نحو أكثر قوة.

كان المقاتل هو أبو محمد الشامي العبسي، قائد لواء يعرف باسم جبهة النصرة، التي تقدم نفسها بأنها تابعة لتنظيم القاعدة. وعثر على جثته يوم الأربعاء في منطقة تعرف باسم سرمدا على الحدود السورية - التركية بحسب ما قاله الكثير من المقاتلين الثوار في مقابلات أجريت معهم من خلال الإنترنت. وقال الجميع إنه اختفى قبل ثلاثة أيام وكان من المؤكد أنه إما اختطف أو اغتيل.

وأثار مقتله الكثير من الدعوات للانتقام من قبل أسرته ومجموعة من ألوية الإسلاميين التي تعمل في المنطقة والتي تعرف باسم مجلس شورى الدولة الإسلامية الذي لعب دورا بارزا في الثورة. وسرعان ما توجهت أصابع الاتهام إلى مجموعة مقاتلة كبيرة تتخذ من حمص مركزا لها وهي لواء الفاروق، الذي يتكون من الإسلاميين لكنه مناهض لمنهج العبسي المتشدد، وكثيرا ما تتعاون الألوية في عمليات أو معارك محددة، لكن تتبع كل منها أوامر قائدها.

ويقول قائد لواء آخر في المنطقة رفض ذكر اسمه لدواع أمنية: «كان هناك توتر بين مقاتلي لواء الفاروق ومقاتلي مجلس الشورى». وأضاف وهو ينتحب على مدى تعقد قوات الثوار: «وتريد قبيلته ومجلس الشورى الآن الانتقام له من لواء الفاروق. تظهر حركات إسلامية جديدة كل يوم».

ونفى قادة لواء الفاروق تورط مقاتليه في مقتله. ويعد هذا اللواء واحدا من أكبر اللواءات وتحت قيادة عبد الرزاق طلاس، أحد أقارب مصطفى طلاس، وزير الدفاع السابق في عهد الأسد، الذي كان أفراد أسرته من أوائل المنشقين. ويحمل قائد، قال: إن اسمه أبو هاشم، الموالين للأسد المسؤولية، حيث يقول: «إنه النظام، إنهم يحاولون زرع بذور الفتنة». واتجه لواؤه إلى تأكيد معارضة أي تعاون مع تنظيم القاعدة أو مغازلة فكرها المتشدد. وفي نهاية يونيو (حزيران) نشر لواء الفاروق مقطعا مصورا على الإنترنت يظهر فيه قادة يقولون: إنه كان هناك عناصر في تنظيم القاعدة في سوريا وإنه لا مكان لهم. وظهر كل قائد محاطا بمقاتلين يحملون البنادق، بينما تظهر ترجمة باللغة الإنجليزية للمقطع المصور. في النهاية، طلب شاب بلغة إنجليزية فصيحة من القوى الغربية التدخل في الحرب من أجل إسقاط نظام الأسد. ويصف قادة الألوية نضالهم في بعض الأحيان بمفردات إسلامية، مشيرين إلى أنه نداء إلهي للإطاحة بالحاكم المستبد العلماني. مع ذلك قال أبو هاشم إن هناك مسيحيين وإسماعيليين، وهم طائفة تشبه العلويين، ضمن صفوف المقاتلين. وأوضح قائلا: «نريد ديمقراطية وحرية. إنها ثورة شعبية، لا ثورة إسلامية. يوجد بيننا أطباء ومهندسون، ونحن ننشد دولة ديمقراطية علمانية».

وقال متحدث باسم لواء إسلامي ثالث يعمل في المنطقة المحيطة بإدلب زعم أن اسمه نعمان، إن الغضب من مقتل العبسي أدى إلى نشوب شجار ونزاع بين الثوار أول من أمس، لكن لم يحدث إطلاق للنيران. وقال: «يحاول مجلس شورى الدولة الإسلامية فتح تحقيق للوقوف على حقيقة ما حدث. لهذا الرجل الكثير من الأعداء سواء في صفوف النظام أو في صفوف المعارضة». وقال ناشط على الحدود السورية - التركية، زعم أن اسمه أبو زكي، إن العبسي لعب دورا بارزا في القتال على معبر باب الهوى، فضلا عن معارك أخرى مؤخرا. وقال: «يريد النظام أن يعاقبه، لذا تخلصوا منه. نحن نواجه تهديدات يوميا، وتتعرض حياتي إلى الخطر، فالنظام يريد أن يقتلنا جميعا».

خدمة «نيويورك تايمز»