طهران: زيارة مرسي ما زالت مثار جدل.. واستياء لعدم لقائه خامنئي

قمة عدم الانحياز وحدت مواقف الساسة الإيرانيين

TT

على الرغم من انقضاء نحو 10 أيام على اختتام قمة دول عدم الانحياز التي استضافتها طهران وزيارة الرئيس المصري محمد مرسي العاصمة الإيرانية لتسليم رئاسة القمة من مصر إلى الجمهورية الإسلامية، إلا أن الساسة الإيرانيين ووسائل الإعلام الإيرانية ما زالت منشغلة بالقمة وتداعياتها و«نجاحها» الذي فاق التوقعات على الرغم من «مؤامرات» الغرب لإفشال تلك القمة واجتماع أكثر من 122 دولة في إيران.

وبينما أجمع هؤلاء الساسة على أن القمة أخرجت إيران من عزلتها الدولية جراء العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب طموحاتها النووية، إلا أن هؤلاء اختلفوا بشدة حول زيارة مرسي وكلمته التي ألقاها ووصفه خلالها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حليف طهران، بـ«الظالم».

وأحدث تصريح مرسي انشقاقا واضحا بين المسؤولين الإيرانيين فهناك من وصف الرئيس المصري بأنه يفتقد لـ«النضج السياسي» والخبرة الكافية لرئاسة قمة كبيرة مثل قمة دول عدم الانحياز، بينما حاول آخرون التخفيف من حدة تلك التصريحات عبر التأكيد بأنها «موقف شخصي» للرئيس المصري، وأن طهران والقاهرة تتفقان على 80 في المائة من القضايا بينهما، وأن الاختلافات لا تعدو كونها بسيطة.

لكن بالأمس برز جدل جديد داخل مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) خلال افتتاح جلسته العلنية. فقد شن النائب الإيراني علي محمد بوزوركفاري هجوما على الرئيس المصري لأنه لم يقابل خلال زيارته العاصمة الإيرانية المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

ونقلت وكالة «الأسوشييتد برس» عن النائب الإيراني تساؤلاته حول لماذا لم يفلح مرسي في لقاء المرشد الأعلى خلال وجوده في طهران.

وكانت الرئاسة المصرية قد أكدت في وقت سابق وحتى قبيل وصول مرسي لطهران أن زيارته للعاصمة الإيرانية لن تستغرق سوى سويعات قلائل، وأنها ليست لبحث أي قضايا بخلاف قمة دول عدم الانحياز وتسليم رئاستها إلى إيران. كما لم يأت في حينها ذكر أي خطة لعقد لقاء بين مرسي وخامنئي. كما أنه ليس من المعروف إن كان مرسي قد رفض دعوة وجهت له للقاء المرشد الأعلى.

وفي سياق متصل، رحب أمس مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بمقترح مرسي بتشكيل لجنة اتصال دولية رباعية تتضمن السعودية وتركيا ومصر وإيران لحل الأزمة السورية. إلا أن المسؤول الإيراني جدد انتقاداته للرئيس المصري حول تصريحاته في طهران حول الأزمة السورية، وقال إنه كان يتوجب على الرئيس المصري اتخاذ «موقفا واقعيا» إزاء تطور الأوضاع في سوريا.

وكانت زيارة مرسي لطهران أول زيارة رسمية لرئيس مصري منذ أكثر من 35 عاما بعد تدهور العلاقات بين البلدين عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل والتي أعقبتها بعام واحد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، واستضافة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي وأفراد أسرته.

ومنذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) من العام الماضي بدا على السطح بوادر اهتمام مصري إيراني مشترك باستئناف العلاقات، زاد من زخمها وصول القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي إلى الحكم.