تقارير بريطانية: إسرائيل ستلقي قنابل على إيران تعيدها للعصر الحجري

إسرائيل قلقة من القوة الصاروخية العربية أكثر من صواريخ طهران

TT

أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، ما نشرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، حول أن الدولة العبرية ربما تلجأ لاستخدام قنابل كهرومغناطيسية تشل شبكة الكهرباء بأكملها في إيران، في إطار هجوم مركز لمنعها من حيازة أسلحة نووية، وإن الاستخدام المحتمل لمثل هذه الأسلحة «سيعيد إيران إلى العصر الحجري»، حسبما قال مسؤولون خلال مناقشة داخلية في الدوائر الإسرائيلية مع احتدام الجدل وسط سياسييها بشأن شن ضربة سريعة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.

وكانت الصحيفة البريطانية قد ذكرت أن وكالات الاستخبارات الأميركية أعدت تقارير، أعربت فيها عن مخاوف متزايدة من قيام إسرائيل بضرب إيران باستخدام تفجير نووي على علو شاهق يهدف إلى تعطيل جميع الإلكترونيات في البلاد، وفقا للخبير الأميركي بيل غيرتز المتخصص بشؤون الدفاع. وأوضحت الصحيفة أن تقنية القنبلة الكهرومغناطيسية تقوم على تفجير مكثف من الطاقة يتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض لأحداث تيار قوي تنجم عنه موجة صادمة قادرة على تخريب الأجهزة الإلكترونية ودوائرها، وتعرف منذ عقود ولا تعد فتاكة. وأشارت إلى أن الذبذبة الناتجة عن القنبلة الكهرومغناطيسية يمكن أن توجه ضربة قاضية لمحطات توليد الكهرباء وشبكات الاتصالات والنقل والطوارئ والخدمات المالية.

وقالت إن تكتيك «العودة إلى العصر الحجري» دعا إليه الكاتب الأميركي جو توزارا في نشرة أخبار «إسرائيل الوطنية»، حيث حذر من أن تسريع إيران العمل لإنتاج أسلحة نووية يجب أن يواجه بهجوم استباقي بالقنابل الكهرومغناطيسية.

ونسبت «صنداي تايمز» إلى عوزي روبن، الذي ساعد في تطوير الدرع الصاروخية الإسرائيلية، قوله إن «استخدام تفجير نووي على ارتفاع شاهق لأغراض غير فتاكة مثل الذبذبات الكهرومغناطيسية خارج نطاق الاعتبار لأن هناك طرقا أخرى تتيح استخدام هذه التكنولوجيا من الأرض، ويمكن استعمالها لتدمير أنظمة الرادار لدى إيران».

وجاء ذلك بينما أعربت مصادر عسكرية إسرائيلية عن قلقها مما أسمته بـ«القوة الصاروخية العربية المتنامية» في سوريا ولبنان وقطاع غزة، وزعمت أن لدى هذه العناصر العربية اليوم 170 ألف صاروخ وأنها تهدد أمن إسرائيل أكثر بكثير من صواريخ «شهاب» الإيرانية على أنواعها المختلفة.

وحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» في موقعها الإلكتروني، بعد ظهر أمس، فإن الصواريخ الإيرانية القادرة على الوصول إلى إسرائيل تبلغ 450 صاروخا فقط. وهي تعتبر دقيقة في الوصول إلى أهدافها، وبإمكانها أن تصيب أي هدف لها في إسرائيل، وتحدث دمارا يفوق الدمار الذي تسببت فيه الصواريخ العراقية التي أرسلت إلى إسرائيل في حرب الخليج الأولى في 1991 بأربعة أضعاف، إذ إن كل صاروخ منها يستطيع حمل ما بين 750 وحتى 1000 كيلوغرام من المتفجرات. إلا أن نسبة الخطأ في إصابة هذه الصواريخ قد تصل إلى أكثر من كيلومتر. ويمكن اكتشاف هذه الصواريخ قبل 10 – 15 دقيقة من وصولها إلى أجواء إسرائيل وتحذير المواطنين منها وإطلاق صواريخ «حيتس» المضادة للصواريخ باتجاهها لتدميرها في الجو.

لكن، حسب التقرير، الخطر الأكبر هو في إطلاق صواريخ من سوريا أو لبنان أو قطاع غزة.

وجاء في التقرير الإسرائيلي أيضا أن سوريا تمتلك ما لا يقل عن 100 ألف صاروخ أو قذيفة صاروخية، ألفان منها تستطيع الوصول إلى تل أبيب والبقية تصل إلى بلدات الشمال الإسرائيلي. وأن حزب الله في لبنان تمكن من مضاعفة مخزونه الصاروخي خمسة أضعاف ما كان لديه في فترة حرب لبنان الثانية وأصبح لديه اليوم 60 ألف صاروخ وقذيفة، 4 آلاف منها قادرة على إصابة أهداف في التجمعات الإسرائيلية الضخمة في منطقة تل أبيب. وهناك 12 ألف صاروخ في قطاع غزة بأيدي حركة «حماس» وحدها، إضافة إلى الصواريخ الموجودة عند «الجهاد الإسلامي» وغيرها من التنظيمات المسلحة في القطاع، قسم منها قادرة على الوصول إلى ضواحي تل أبيب.

وتقول الصحيفة إن لدى إسرائيل قدرات على مواجهة هذه الصواريخ بواسطة منظومات الصواريخ الدفاعية «حيتس» و«باتريوت»» و«القبة الحديدية» ولكن هذه المنظومة لم تصل بعد إلى القدرة التامة على إغلاق سماء إسرائيل. وقدراتها تصل إلى تغطية بنسبة 80 في المائة. فإذا نجح مطلقو الصواريخ في ضرب تجمعات سكنية كبيرة أو فوق مرافق استراتيجية، فإن النتائج ستكون مدمرة، علما بأن كثيرا من هذه الصواريخ، حسب التقديرات الإسرائيلية، تسقط في مناطق مفتوحة. وتضرب على ذلك مثلا أنه في حرب لبنان وكذلك في الحرب على غزة سقطت معظم الصواريخ العربية في مناطق مفتوحة من دون أن تحدث أي ضرر.

وأضافت أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تأخذ في الاعتبار احتمال أن تعمل كل الأطراف العربية بالتنسيق فيما بينها وإطلاق الصواريخ في آن واحد من إيران وسوريا ولبنان وغزة، وعندها تكون معرضة لهجمات صاروخية حجمها 170 ألف صاروخ. لكنها لا تؤمن بأن هذه القوى مستعدة للمغامرة بإطلاق كل مخزونها من الصواريخ والقذائف. وتؤكد في الوقت ذاته أن الخطر من إيران - التي تهدد بمحو إسرائيل من الخارطة - أقل بكثير من أخطار الصواريخ العربية، كونها أقرب جغرافيا وأكثر إيلاما.