مئات القتلى والجرحى في هجمات تضرب العراق.. تستهدف إحداها قنصلية فرنسية

عبوات ناسفة وسيارات مفخخة من تلعفر شمالا إلى البصرة جنوبا مرورا بكركوك والعمارة والناصرية

عناصر أمن عراقيون يعاينون موقع انفجار سيارة مفخخة في البصرة أمس (أ.ب)
TT

سقط مئات العراقيين بين قتيل وجريح في سلسلة هجمات ضربت مناطق متفرقة من البلاد بما فيها هجوم بسيارة مفخخة استهدف القنصلية الأميركية في الناصرية جنوب البلاد. وحسب مصادر أمنية وطبية فإن الهجمات أوقعت 56 قتيلا على الأقل وأكثر من 250 جريحا.

وأعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية أن «عبوة ناسفة داخل سيارة انفجرت قرب القنصلية الفرنسية في الناصرية» التي تبعد 305 كلم جنوب بغداد، موضحة أن الهجوم «أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح». ولم يكن القنصل الفخري موجودا في المكتب عند وقوع الانفجار نحو الساعة التاسعة صباحا. وفي وسط المدينة نفسها، قالت المصادر الأمنية إن «سيارة مفخخة انفجرت قرب فندق الجنوب ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين». ونددت فرنسا «بأشد العبارات حزما» بالاعتداءات وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن «فرنسا تدين بأشد العبارات حزما الاعتداءات»، مضيفا: «نحن ندين خصوصا الاعتداء أمام القنصلية الفخرية لفرنسا في الناصرية الذي أصيب فيه شرطي وأحد المارة».

وفي العمارة (305 كلم جنوب بغداد) قال مسؤول محلي لشؤون الأمن إن «سيارتين مفخختين استهدفتا مدنيين في سوق شعبي عند مرقد الإمام علي الشرقي (60 كلم شمال العمارة) ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين». وأكد الطبيب علي العلاق المسؤول عن دائرة صحة محافظة ميسان، أن «مستشفى العمارة تسلم 14 جثة وستين جريحا بينهم عدد من النساء».

وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد) في الجنوب أيضا، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرون آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق المسطر الشعبي وسط المدينة، وفقا لمصادر أمنية وطبية. كما أعلنت مصادر أمنية عراقية أن أحد عشر عسكريا عراقيا بينهم ضابطان قتلوا وجرح ثمانية آخرون ليل السبت الأحد في هذا الهجوم.

وأوضح عقيد في الجيش العراقي أن «مسلحين مجهولين هاجموا بأسلحة حاجز تفتيش قرب بلدة بلد (70 كلم شمال بغداد) عند الساعة 23.00 من السبت. وأكد أن «المسلحين قاموا بعد ذلك بزرع عبوة ناسفة فجرت لدى وصول قوة مساندة ما أسفر عن مقتل 11 عسكريا بينهم ضابط برتبة مقدم وآخر رائد وجرح ثمانية آخرين».

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة العراقية مقتل سبعة متطوعين لحماية المنشآت النفطية وجرح 17 آخرين في تفجير سيارة مفخخة استهدفت أمس تجمعا قرب بوابة شركة نفط الشمال في كركوك الغنية بالنفط. وأوضح ضابط شرطة رفيع المستوى في الجيش العراقي طلب عدم كشف اسمه أن السيارة كانت متوقفة داخل مرآب السيارات عند الباب الخلفي لشركة نفط الشمال الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال غربي المدينة. وأوضح أن «التفجير وقع نحو 7.30 لدى تجمع المتطوعين». من جانبه، أكد الطبيب عثمان عبد الرحمن من مستشفى كركوك أن «سيارات الإسعاف نقلت سبع جثث و17 جريحا ثلاثة منهم بحالة حرجة» مشيرا إلى أن «جميع الضحايا من المتطوعين».

وفي وسط مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) قال مصدر رفيع في الشرطة، إن «ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب نحو سبعين آخرين بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة أعقبها انفجار آخر وسط المدينة». وأكد الطبيب محمد عبد الله من مستشفى كركوك العام تلقي ثلاث جثث وسبعين جريحا أصيبوا جراء الانفجارين. وبدت المدينة شبه خالية من أهلها الذين فروا من الشوارع بعد الانفجارين اللذين أدى إلى أضرار جسيمة في عدد من المباني الحكومية بينها دائرة الاستثمار. وانتشرت أشلاء جثث الضحايا في موقع الانفجار، وفقا لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية الذي قال إن الانفجارات أدت إلى احتراق عدد كبير من السيارات على جانبي الطريق الرئيسي وسط المدينة.

وفي ناحية الرياض (30 كلم غرب كركوك) قال النقيب طه خلف من الجيش، إن «انفجار سيارة مفخخة استهدف دورية للجيش عند ناحية الرياض ما أدى إلى إصابة ستة جنود بجروح بليغة». من جانب آخر، أعلنت مصادر أمنية وأخرى محلية مقتل أربعة أشخاص وإصابة نحو أربعين آخرين في ثلاث هجمات متفرقة في كركوك أيضا.

وأوضح المقدم خالد البياتي مدير شرطة الطوز (175 كلم جنوب كركوك) مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرين آخرين بانفجار عبوة ناسفة قرب استعلامات مركز الشرطة صباح اليوم (أمس)». وفي المدينة ذاتها، اغتال مسلحون النقيب جاسم البياتي في شرطة القضاء وأصابوا زميله الملازم غالب البياتي بجروح بليغة.

إلى ذلك، أعلن قائمقام الطوز شلال عبدول «إصابة عشرة أشخاص في هجوم بسيارة مفخخة استهدف موكبا لحمايته صباح اليوم (أمس)».

وفي تلعفر (380 كلم شمال غربي بغداد) أعلن الملازم أول عبد غايب من الشرطة «مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة في قرية حسن كوي» الواقعة في قضاء تلعفر (380 كلم شمال غربي بغداد). ووقع الانفجار نحو الساعة 8.30 وفقا للمصدر. وأكد الطبيب وعد محمد من مستشفى تلعفر تلقي جثتين ومعالجة سبعة جرحى أصيبوا في الانفجار.

وفي الحويجة (60 كلم غرب كركوك) أصيب شخصان بانفجار سيارة مفخخة عند مدخل الحي الصناعي، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

وفي سامراء (110 كلم شمال بغداد) أعلن مقدم في الشرطة أن سياسة مفخخة مركونة على الطريق الرئيسي جنوب المدينة، انفجرت «ما أدى إلى مقتل ضابط شرطة برتبة عقيد وشرطي وإصابة اثنين من رفاقهما بجروح».

وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) قال عقيد في الشرطة إن «جنديا قتل وأصيب 17 شخصا بينهم امرأة وسبعة من عناصر الأمن بانفجار خمس عبوات ناسفة في مناطق متفرقة في بعقوبة وحولها».

وأكد طبيب في مستشفى بعقوبة العام تلقي جثة جندي و17 جريحا أصيبوا في الانفجارات ذاتها.

وفي منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد) قال مصدر في وزارة الداخلية، إن «شخصا قتل وأصيب سبعة آخرين على الأقل بجروح في انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدف أحدها دورية للشرطة». وأكد مصدر طبي في مستشفى الكاظمية، في شمال بغداد، تلقي جثة شخص وأكثر من عشرة جرحى أصيبوا في الهجمات. إلى ذلك، قال ضابط في شرطة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) إن «مسلحين مجهولين اغتالوا ليل السبت الأحد، ضابطا في الشرطة برتبة نقيب في الكرمة، جنوب الفلوجة». وأكد مصدر طبي في مستشفى الفلوجة تلقي جثة النقيب.

وأدان رئيس البرلمان أسامة النجيفي التفجيرات وقال في بيان «ندين ونستنكر بأشد العبارات التفجيرات الإجرامية التي طالت أهلنا وأعزاءنا في عدة مناطق من البلاد، ونؤكد أن هذه الاستهدافات المتكررة على أيدي المجرمين والقتلة والتخطيط لإسقاط أكبر عدد من المواطنين الأبرياء إنما يراد به زعزعة الأمن والاستقرار ومحاولة لإيجاد ثغرة يمكن من خلالها إثارة الفتنة الطائفية والقومية وجر البلاد إلى مستنقع جديد من الدماء». وأضاف: «كان من المفترض أن تكون الأجهزة الأمنية على أتم الاستعداد والجاهزية لصد مثل هذه الهجمات خصوصا أن العراق يمر بمرحلة خطرة من تاريخه السياسي، وأن مثل هذه الاستهدافات البشعة وغير الأخلاقية قد تكررت كثيرا وراح ضحيتها المئات من أبناء العراق».

إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع شوان محمد طه أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة التي نواجهها في العراق هي أنه لا أحدا من بين القادة العسكريين أو السياسيين المسؤولين عن الأمن يعترف بالتقصير وأن الجميع يرمي المسؤولية على عناصر القاعدة أو البعثيين أو التكفيريين وكأنه يطالبهم بعدم القيام بذلك في المستقبل بينما تكمن مهمة هؤلاء في كيفية وضع الخطط الكفيلة بمواجهة العدو». وأضاف: أن «الوضع الأمني يزداد سوءا وأن هناك تراكمات كثيرة تقف خلف ذلك من أبرزها عدم وضوح وتحديد المسؤولية سوى أن هناك خلية أزمة هي التي ترسم الاستراتيجية لكن مشكلة هذه الاستراتيجية الأمنية عندنا هي أنها تعتمد على القوة وذلك من خلال كثرة السيطرات والمداهمات والاعتقالات لا على القدرة والتي تتمثل في كيفية تفعيل الجانب الاستخباري».