«التوحيد والجهاد» تتهم الحكومة الجزائرية بـ«التفريط» في 3 دبلوماسيين محتجزين لديها

4 فرنسيين مختطفين لدى «القاعدة» في الساحل يناشدون هولاند

TT

بينما قالت «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» التي تحتجز ثلاثة دبلوماسيين جزائريين، إن السلطات الجزائرية «كان لديها ما يكفي من الوقت لإنقاذ رهائنها». واتهمتها بـ«المماطلة لعدم رغبتها في الموافقة على مطالبنا»، ناشد أربعة رهائن فرنسيين تحتجزهم «القاعدة» في شمال مالي، رئيسهم فرانسوا هولاند من أجل التفاوض مع التنظيم لإطلاق سراحهم.

وذكرت «التوحيد» في بيان نشرته أمس مواقع إلكترونية، أن «طريقة إدارة الجزائر ملف رهائنها لدى التوحيد والجهاد والمحتجزين في مدينة غاوو (شمال مالي)، سيودي حتما بحياة بقية الرهائن إلى الهلاك»، وقالت إن الحكومة الجزائرية «غير جادة في مسار المفاوضات بشأنهم». ويحتجز التنظيم المنشق عن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» ثلاثة دبلوماسيين حاليا من بينهم القنصل في غاوو، بوعلام سياس.

وأعلن الأسبوع الماضي عن إعدام دبلوماسي يدعى الطاهر تواتي بذريعة أن الجزائر رفضت شرطهم المتعلق بالإفراج عن قيادي في العمل المسلح معتقل لديها، يلقب «أبو إسحاق السوفي»، وقبلها ظهر تواتي في شريط فيديو مناشدا سلطات بلده الموافقة على شروط الخاطفين.

وأفاد البيان بأن الجماعة «أطلقت سراح ثلاثة من الرهائن (في مايو/ أيار الماضي) بعد وساطة قام بها بعض أهالي المنطقة إثر تلقيهم وعودا من السلطات الجزائرية، عبر مسؤولين عسكريين يمثلونها في المفاوضات، تقضي بتنفيذ مطالب جماعة التوحيد والجهاد المقدمة وفق جدول زمني يوافق السلطات الجزائرية»، مشيرا إلى أن الخاطفين «كانوا يتوقعون مماطلة السلطات الجزائرية في التجاوب مع مطالبهم، وهو ما حدث فعلا».

وفي سياق ذي صلة، ناشد 4 فرنسيين يحتجزهم تنظيم القاعدة منذ عامين، الرئيس الفرنسي العمل على إنقاذهم.

ويتعلق الأمر بـ: دانيال لاريبي وبيار لوغران ومارك فيري وتييري دول.

وقال لا ريب، في تسجيل مصور ظهر فيه الرهائن الأربع، وبثه موقع «صحراء ميديا» الإلكتروني الموريتاني: «نحن بصحة جيدة، لكن وضعنا صعب للغاية بعد مرور عامين على القطيعة مع الأهل والأحبة». وتم تصوير الفيديو، حسب الموقع الموريتاني، يوم 29 أغسطس (آب) الماضي.

يشار إلى أن لاريب هو موظف سابق في شركة «آريفا» الفرنسية، التي تستغل منجم أرليت بشمال النيجر. وقال لاريب لعائلته: «أنا متأسف لأنني لم أكن موجودا للاحتفال بعيد ميلاد جدي الرابع والتسعين، ولم أحتفل بعيد زواجي الأربعين معك أنت فرانسواز».

وحمل لاريب شركات التنقيب عن المعادن، وخاصة مجموعة «آريفا» «مسؤولية ما حدث»، وقال: «ربما يكون هنالك ثمن غال يجب دفعه، ثمن غال في مستوى نقص الإجراءات الوقائية في أرليت»، حيث تم اختطاف الرهائن السبع، قبل أن يضيف أنه على مجموعة «آريفا» أن «تتدخل بقوة لتحريرهم».

من جهته، قال بيار لوغران، أصغر الرهائن سنا: «عائلتي.. أفتقدكم بشدة، فمنذ سبعمائة يوم وأنا لم أجد أي خبر عنكم ولم ألتق بكم؛ إنها مر كثير وشديد الصعوبة، أفكر بقوة فيكم وبشكل دائم وأتمنى رؤيتكم في وقت قريب».

وتساءل لوغران: «هل نسيتموني؟»، مضيفا أن «عامين شيء صعب، سواء تعلق الأمر بالصحة أو المعنويات.. أنا تعبت لذا فإنني أطلب منكم أن تبذلوا قصارى جهدكم لدى (القاعدة) لتحريري في أسرع وقت ممكن حتى أتمكن من العودة إلى عائلتي وأقاربي».

وفي فرنسا، أكد رينيه روبير جد بيار لوغران لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تعرف على حفيده في الفيديو. كما قال إن باقي أسر الرهائن تعرفوا على أقاربهم المحتجزين.

واعتبر روبير أن هذا الشريط «دليل» على أن الرهائن «على قيد الحياة»، مضيفا «أنهم متعبون بشدة لكنهم أحياء».

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية مساء السبت أنها تقوم بعمليات «تحقق» من صحة الشريط، مؤكدة أن «الحكومة مستنفرة بالكامل لضمان الإفراج عن الرهائن».

وأعلن روبير أن الرئيس الفرنسي سيستقبل يوم الخميس المقبل عائلات المختطفين الفرنسيين الأربعة. وأوضح أن «الموعد مع رئيس الجمهورية في 13 سبتمبر (أيلول) الجاري قد تقرر قبل أيام، قبل ظهور شريط الفيديو».

وأضاف روبير: «عندما تدعى إلى موعد لا يحددون لك جدول الأعمال، لكن نعتقد أنهم سيحدثوننا عن الرهائن».

ولم يشأ الكشف عما ينوي أن يقوله للرئيس هولاند. وقال: «ما أريد أن أقوله سأقوله لرئيس الجمهورية. لا تستبقوا الأمور، إننا ننتظر الموعد وهذا كل شيء».

ويعتبر موقع «صحراء ميديا» الذي بث فيديو المختطفين، أحد المواقع الإخبارية الموثوق بها جدا في موريتانيا، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية، ويملك شبكة واسعة من المراسلين في شمال مالي. وهو عادة على اطلاع جيد على أنشطة المجموعات الإسلامية المسلحة وبينها «القاعدة»، التي تحتل مناطق شاسعة غالبيتها صحراوية منذ أكثر من خمسة أشهر.

ويأتي بث الموقع شريط الفيديو قبل ثمانية أيام من الذكرى الثانية لخطف الفرنسيين في أرليت.

على صعيد ذي صلة بالمنطقة، قتل 16 إسلاميا مفترضا بأيدي الجيش في وسط مالي الليلة قبل الماضية، حسبما أكد مسؤول حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مسؤول في وزارة الأمن المالية: «تم التعامل مع 16 فردا ينتمون إلى طائفة داوا باعتبارهم أعداء لأن آليتهم لم تتوقف بعد إطلاق عيارات نارية تحذيرية في ديابالي (وسط)».

وأورد أحد عناصر الدرك في ديابالي أن «الحصيلة الجديدة هي 16 قتيلا. هناك ماليون وموريتانيون. إنهم ينتمون إلى طائفة مسلمة». وأضاف المسؤول في وزارة الأمن أن «أشخاصا آخرين في هذه الطائفة كانوا سيشاركون في اجتماع الأسبوع الفائت على الأراضي المالية تم توقيفهم».

وأوضح خبير في شؤون أفريقيا جنوب الصحراء أن طائفة داوا المتحدرة من باكستان ظهرت في أفريقيا مع نهاية التسعينات.

وتضم هذه الطائفة بضع مئات من الأشخاص في شمال مالي، وهي موجودة أيضا في عدد من دول الساحل مثل موريتانيا.

وكان اياغ اغ غالي، زعيم جماعة أنصار الدين المتطرفة التي تسيطر مع حركات أخرى على شمال مالي، أحد أفراد داوا. ثم أسس الجماعة المذكورة التي تحالفت مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.