الرئيس اليمني يكشف عن «مخطط إرهابي خطير» ويحذر من تمدد «القاعدة»

يمنية تحمل كيسا محملا بعبوات من البلاستيك لبيعها وسط العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
TT

كشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن وجود مخطط إرهابي كبير لضرب ثلاث محافظات يمنية من بينها العاصمة صنعاء في وقت واحد، في وقت التقى فيه وزير الدفاع اليمني المبعوث الدولي إلى اليمن، بينما حذر مصدر قبلي من استعمال الطيران في ملاحقة المخربين.

وذكر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في حديث له مع أعضاء المجلس الاستشاري أجراه أمس في قصر الرئاسة، أنه تم اكتشاف سيارة كانت مفخخة وأن ذلك ساعد في الكشف عن «مخطط إرهابي خطير وجهنمي يستهدف تفجير سيارة في وسط مدينة كريتر بمحافظة عدن بالقرب من مقهى، وسيارة أخرى تنفجر في باب اليمن في صنعاء، وسيارة ثالثة في مدينة تريم تستهدف دار المصطفى». ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن الرئيس هادي قوله «كيف لو أن هذه السيارات انفجرت في وقت واحد في هذه الأماكن المشار إليها كما كانوا يخططون؟! كيف ستكون صورة اليمن في الخارج وفي الداخل؟! وما هو الانطباع والتصور الأول لدى كل شخص عند سماعه مثل هذا النبأ الدموي الإرهابي الفظيع؟!»، وقال رئيس الجمهورية إنه «على الجميع أن يحذر ويرقب تحركات أولاده أين يذهبون وأين يعملون وكيف يتعلمون، وخصوصا ونحن في اليمن منذ قيام الثورة، سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، قد مر علينا نصف قرن وخضنا تجارب مختلفة ومراحل وانعطافات متعددة وإلى هنا يكفي، وهناك أمامنا أمثلة كثيرة، لا نريد أن نكون ضحية أخرى للإرهاب أو العنف ولا بد من تغليب النظام والقانون وفتح صفحة جديدة ولا أحد فوق القانون». وشدد هادي في كلمته على أنه ينبغي على الجميع استشعار هذا الخطر الإرهابي الشرير الذي أثر على سمعة اليمن في الداخل والخارج كما أثر على اقتصاده. ونوه إلى أن «34 شركة كانت تنقب عن النفط والمعادن قد تأثرت ولكننا بالمرصاد لهذا الخطر الإرهابي».. لافتا إلى الاستراتيجية الإرهابية التي يتبناها هذا التنظيم الإرهابي بالتأثير على صغار السن الذين «يوهمهم بالوعود الذهبية الكاذبة ويفترون على الله وعليهم». وقال هادي في كلمته «إننا ذاهبون إلى الحوار الوطني الشامل الذي يحمل في طياته معالجات لكل المشكلات والقضايا العالقة ونصوغ من خلال نتائجه ومخرجاته معالم اليمن الجديد والحكم الرشيد المرتكز على الحرية والعدالة والمساواة ويحافظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن ونلج مرحلة جديدة تواكب القرن الحادي والعشرين بكل متطلباته التكنولوجية».

إلى ذلك، أكد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بن عمر، أن الأمم المتحدة لن تسمح بأي عرقلة لسير عملية التسوية السياسية في اليمن، وقال إن الأمم المتحدة تتابع عن كثب عملية سير وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأشاد بن عمر، خلال لقائه أمس بوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، بجهود لجنة الشؤون العسكرية في إزالة بؤر التوتر وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يتطلع إليه الشعب اليمني. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن بن عمر التقى وزير الدفاع اليمني، حيث يزور بن عمر اليمن حاليا لمتابعة سير عملية التسوية السياسية وتنفيذ المبادرة الخليجية .

وأشار وزير الدفاع إلى جهود لجنة الشؤون العسكرية في هذا الجانب والنجاحات التي حققتها في إزالة أسباب التوتر والصراع وإنهاء مخلفات وتداعيات الأزمة والتي قطعت اللجنة شوطا كبيرا فيها بما أسهم في استتباب الأمن والاستقرار في كثير من المناطق رغم الصعوبات التي واجهت عمل اللجنة. كما تطرق اللقاء إلى ما خرج به مؤتمر المانحين في الرياض من نتائج إيجابية ستسهم في تحسن الأوضاع وفي مقدمتها تنمية قدرات الدولة في شتى الجوانب والاتجاهات.

وفي السياق ذاته، حذر الشيخ علوي الباشا أمين عام تحالف قبائل مأرب والجوف من استعمال الطيران في ملاحقة من يقوم بأعمال تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في محافظة مأرب، وقال الباشا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، إن «استخدام الطيران في مواجهة المخربين الذين يتعرضون لأنابيب النفط وأعمدة الكهرباء فكرة خاطئة، وعلى الجيش تعقب مفجري أنابيب النفط وأعمدة الكهرباء في البر لأن الطيران قد يخطئ الهدف ويذهب الأبرياء ضحايا، وبذا تفقد الدولة تعاطف المواطنين»، وجاء حديث الباشا بعد أن ذكرت مواقع إخبارية يمنية أن الجيش اليمني بدأ بإلقاء رسائل تحذيرية للمواطنين في مديرية وادي عبيدة في محافظة مأرب بإخلاء بعض المناطق هناك تمهيدا في ما يبدو لضرب بيوت بعض المتهمين بالقيام بأعمال تخريبية. وقال الباشا «اتفقت قبائل مأرب على أن تتولى كل قبيلة منع المخربين من استهداف المصالح الحكومية، وفي حالة استمرار المخربين في أعمالهم فتعلن القبائل التخلي عنهم وتتيح الفرصة للجيش لتعقبهم، وهذه وسبة ناجحة في مكافحة التخريب». ونفى الباشا ما تردد من أنباء عن محاولات لـ«القاعدة» للسيطرة على مديريات في محافظة مأرب، متهما جهات بعينها بمحاولة اللعب على هذا الوتر، وأضاف أنه «لا يمكن أن توجد (القاعدة)، ولا أن تستولي على مديريات في مأرب، لأن أهل مأرب يعرفون مدى خطورة هذه المجاميع المتطرفة، ولن يسمحوا بانتشارهم في مديريات محافظتهم، وسيواجهونهم على غرار ما واجههم أبناء محافظة أبين».