الشرطة البريطانية: المواد التي عثر عليها بمنزل الحلي «غير خطيرة»

دبلوماسي عراقي لـ «الشرق الأوسط»: أبدينا استعدادنا بالتعاون مع المحققين.. والقضية محصورة بين باريس ولندن

TT

بعد يوم واحد من عودة زينة، الطفلة ذات الأربع سنوات التي أنقذتها جثة والدتها إقبال الحلي التي قضت مع زوجها سعد الحلي ووالدتها بحادث قتل في منتجع سياحي راق قرب جبال الألب الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي، إلى منزل عائلتها في كليغيت بمنطقة سري القريبة من لندن، فوجئ الجيران بحضور أمني مكثف مصحوب بعربة لمعالجة المتفجرات وأفراد من الجيش البريطاني مع الإعلان عن وجود مواد متفجرة في حديقة المنزل.

ففي وقت مبكر من صباح أمس أرسلت الشرطة البريطانية فرقة من خبراء تفكيك القنابل إلى منزل أسرة الحلي البريطانية من أصل عراقي والتي قتل أفرادها في منطقة الألب الفرنسية، في تطور جديد للقضية. وقامت الشرطة أيضا بإخلاء المنازل المجاورة لمنزل الحلي الذي قتل في شرق فرنسا الأربعاء الماضي.

هذه التطورات من شأنها زيادة الفرضيات المحيطة بالجريمة التي ما زالت الشرطة تستجوب بشأنها شقيق الحلي الذي نفى تقارير عن خلاف مالي قد يكون سببا للقتل. وقالت شرطة سري المحلية إنها قامت بإخلاء المنطقة القريبة مباشرة لمنزل أسرة الحلي بسبب «مخاوف بشأن أشياء عثر عليها في المنزل».

وقالت متحدثة باسم الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت مبكر من صباح أمس إنه «يجري حاليا فحص أشياء عثر عليها في المنزل كإجراء وقائي». وقال مصدر قريب من التحقيق إنه تم العثور على «مواد قابلة للتفجير» دون إعطاء تفاصيل حول طبيعة تلك المواد، وقامت الشرطة على الفور بقطع طريقين إضافة إلى إخلاء المنازل القريبة وإبعاد الصحافيين ووسائل الإعلام الأخرى بينما كان خبراء تفكيك القنابل يقومون بتفتيش منزل الحلي، وبعد أكثر من ساعتين تم الإعلان عن أن المواد التي تم العثور عليها «ليست خطيرة». وقالت الشرطة في بيان إن «شرطة سري يمكنها أن تؤكد أن الأشياء التي عثر عليها في المنزل هذا الصباح (أمس)، ليست خطيرة».

وأضاف البيان: أنه «تم إرسال وحدة لتفكيك القنابل إلى المكان لإجراء تقييم كإجراء احترازي» مضيفا أن الجيران الذين تم اخلاؤهم كإجراء احترازي سمح لهم بالعودة إلى منازلهم.

وبعد نحو ساعتين في محيط المنزل غادرت شاحنة صغيرة عائدة لخبراء تفكيك القنابل في الجيش البريطاني مع سيارة أخرى للشرطة بينما أعادت الشرطة فتح الطريق.

الحي الذي عرف بهدوئه، والذي لم يعتقد سكانه بأنهم سيكونون يوما ما محل اهتمام وسائل الإعلام، يشهد طوال اليوم ازدحام عربات محطات التلفزيون والفضوليين إضافة إلى آليات الشرطة التي قالت إنها ستبقي الطوق الأمني المفروض على المنزل والحديقة بينما يتواصل تفتيش المكان.

وهذه أحدث التطورات في الفرضيات المحيطة بالجريمة التي ما زالت الشرطة تستجوب بشأنها شقيق الحلي الذي نفى تقارير عن خلاف مالي قد يكون سببا للقتل.

وفي فرنسا قال مصدر قريب من التحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية إن سلاحا واحدا استخدم في الجريمة، وذلك بعد تحليل 25 طلقة عثر عليها في مسرح الهجوم والرصاصات المستخرجة من جثث الضحايا الأربع. هذا بينما لا تزال إحدى ابنتي الحلي اللتين نجتا في الهجوم، في مستشفى فرنسي تحت التخدير وغير قادرة على التحدث للمحققين الذين يأملون أن تساعدهم في فك ألغاز الجريمة.

وزينب الحلي البالغة من العمر سبعة أعوام، لا تزال تتلقى العلاج في المستشفى من كسر في الجمجمة وأثر رصاصة في الكتف. وشقيقتها زينة البالغة أربعة أعوام نجت دون خدش بعد أن اختبأت في مؤخرة السيارة. وقال مدعي منطقة أنيسي آريك مايو «عندما يعطينا الأطباء الإذن سنتمكن من مقابلتها في المستشفى، لكنهم في الوقت الحاضر لا يسمحون بذلك».

وأضاف: أن «زينب كانت في غيبوبة اصطناعية وتم إيقاظها الأحد، لكنها لا تزال تحت التخدير. إنه إجراء طبيعي». وزينة التي اختبأت تحت جثة والدتها دون حراك طيلة ثماني ساعات بعد مجزرة الأربعاء، غير قادرة بدورها على تقديم أي معلومات مهمة عن الهجوم.

وسعد الحلي وزوجته إقبال ووالدتها التي تحمل الجنسية السويدية، قتل كل منهم برصاصتين في الرأس في سيارتهم على طريق في غابات الألب. وقتل في الهجوم أيضا دراج فرنسي. والحلي، 50 عاما، بريطاني من أصل عراقي كان مهندس تصميم ميكانيكي لدى شركة «في ساري» تصنع أقمارا اصطناعية تجارية.

وتستجوب الشرطة شقيقه زياد الحلي لليوم الثالث على التوالي، حسبما كشف مصدر في الشرطة طالبا عدم الكشف عن هويته. وقال إن الشرطة لم تبقه قيد التوقيف ليلا.

وتقدم زياد الحلي للشرطة في بريطانيا بعد الجريمة نافيا تقارير وسائل إعلام أفادت عن خلاف مالي بين الشقيقين على ميراث والدهما.

وقامت الشرطة أمس بإبعاد الصحافيين ووسعت الطوق الأمني حول منزل عائلة الحلي بعد وصول ضباط الشرطة المسلحين، بينما شوهد خبراء الطب الشرعي يفتشون ممرات المنازل المجاورة. ويوجد خمسة محققين فرنسيين في بريطانيا للمساعدة في القضية بينما لم يتم استدعاء أي طرف عراقي للمشاركة في التحقيق، لكن مصدرا دبلوماسيا عراقيا في لندن قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «السفارة العراقية في لندن أبدت استعدادها لتقديم العون اللازم خاصة إذا طلبت أجهزة التحقيق معلومات أو تحقيقا عن عائلة الحلي في العراق». وأشار الدبلوماسي العراقي الذي فضل عدم الكشف عن هويته إلى أنه «حتى الآن لم تطلب السلطات البريطانية أو الفرنسية أي دعم أو مساعدة من العراق وأن السلطات البريطانية تتعامل مع القضية باعتبارها تخص مواطنين بريطانيين».

والهجوم على سيارة الأسرة وقع على أطراف قرية شوفالين قرب بحيرة أنيسي في جنوب شرقي فرنسا حيث كانت الأسرة تمضي عطلة.

وكشف تشريح الجثث إصابة كل ضحية بعدة طلقات وبرصاصتين في الرأس. وتقول الشرطة الفرنسية إنها لا تركز فقط على فرضية أن يكون الضحايا قضوا على يد قاتل مأجور.