قطر تقرر إبعاد صخر الماطري صهر بن علي بطلب من المرزوقي

الرئيس التونسي يشعر بـ«الصدمة» إزاء صورة بلاده في فرنسا

TT

أعلنت الرئاسة التونسية، أمس، أن قطر، أصدرت أمرا بطرد صخر الماطري صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وجاء ذلك بطلب من الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وقبيل زيارة يقوم بها الأخير للدوحة. ولم يشر البيان إلى الوجهة التي سيبعد الماطري إليها.

ولم يصدر تأكيدا قطريا حول النبأ، ولكن في حال تأكد ستصبح قطر أول بلد يطرد مسؤولا تونسيا سابقا مطلوبا للعدالة عقب الثورة. وفشلت تونس حتى الآن في استعادة أي مسؤول سابق من الدول التي تؤويهم. وتواجه الحكومة التونسية ضغوطا شعبية لفشلها في استعادة رموز النظام السابق الفارين إلى عدة بلدان. وتابعت الرئاسة التونسية أن «السلطات المسؤولة في قطر عبرت عن استعدادها لتقديم كل المساعدة التقنية والقانونية من أجل كشف الأرصدة والأموال التونسية المهربة». وقالت إن «تونس التي تشكر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على استجابته لطلب شعبي نقله إليه شقيقه الرئيس محمد المنصف المرزوقي، تعتبر أن القرار القطري المسؤول يعبر عن استعداد واضح لمساعدة الشعب التونسي على استعادة ثرواته التي نهبتها عناصر النظام الفاسد طيلة ربع قرن من الحكم، وهي تعتبر أيضا أن هذا القرار جاء ليعبر عن حرص الأشقاء في قطر على تفعيل مساعدتهم للثورات العربية».

وأضافت: «ومن هذا المنطلق، فإن تونس لن تنفك تطالب كل الدول التي تستضيف على أراضيها عناصر فارة من العدالة ومنتمية إلى النظام السابق أو تحتوي على أرصدة من الأموال المهربة من عرق الشعب التونسي، بتسليم تلك العناصر وتلك الأرصدة إلى الدولة التونسية». واعتبرت الرئاسة التونسية في بيانها أن «ذلك أقل ما تقتضيه المسؤولية الأخلاقية والسياسية تجاه شعب قاسى من ربع قرن من الاضطهاد والفساد ويسعى إلى جمع كل طاقاته من أجل تحقيق التنمية والتشغيل».

يذكر أن صخر الماطري، (31 عاما)، هرب إلى قطر مع زوجته نسرين بن علي - الابنة الكبرى للرئيس التونسي السابق من زوجته الثانية ليلى الطرابلسي.

وأصدرت محاكم تونسية عدة أحكاما بالسجن ضد الماطري وزوجته بتهمة التورط في جرائم «فساد»، واستغلال نفوذ خلال فترة حكم بن علي.

على صعيد آخر، أكد الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، أن تونس «لا تندفع في اتجاه الإفراط في الأسلمة»، وقال إنه «مصدوم» و«مجروح» إزاء الصورة التي تنتشر عن بلاده في فرنسا، وذلك في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة «لوفيغارو» الأحد. وقال المرزوقي إن «الوضع صعب، معقد. لكن تونس لا تندفع في اتجاه الإفراط في الأسلمة. ادعاء ذلك ضرب من الخيال»، وذلك في وقت تزداد الحوادث المرتبطة بالحركة السلفية في تونس منذ أشهر. وأضاف: «أحب فرنسا، لكنني حزين، مصدوم، مجروح، ساخط إزاء الصورة المعطاة فيها لتونس، وكأنها بلد يندفع باتجاه الإسلام السياسي، على شفير التحول إلى السلفية». وكان مسؤول محلي فرنسي اشتراكي تقدم بشكوى إثر تعرضه لاعتداء عنيف منتصف أغسطس (آب) في بنزرت (شمال تونس) على يد سلفيين لدى قضائه عطلته مع عائلته. وتقدمت تونس باعتذار للمسؤول الفرنسي ويدعى جمال غربي.

وقال المرزوقي إن «هذه الحوادث بلا أهمية، لجهة قدرتها على تحويل المجتمع التونسي، لكنها للأسف بالغة الأهمية لجهة قدرتها على الإضرار بصورة تونس». وردا على سؤال بشأن «النزعة السلطوية» لحزب النهضة الإسلامي الذي يسيطر على الحكومة والمجلس التأسيسي في تونس - تحدث المرزوقي، العضو في حزب حليف للإسلاميين، عن «محاولة» و«إغراء» بـ«السيطرة على عدد من مفاصل الدولة». لكن «حالما نحذرهم، يقومون بالتراجع»، بحسب المرزوقي.

وأضاف الرئيس التونسي أن «مشروع مجتمع تعددي، متسامح، حيث المرأة تساوي الرجل، مجتمع منفتح على العالم وفي الوقت نفسه متمسك بجذوره، (هذا المشروع) ليس موضع تشكيك من (النهضة)، لكن من جناحه اليميني المتطرف، وهي أقلية صغيرة في البلاد، أي السلفيين.