طلاس: الاستخبارات الفرنسية أخرجتني من سوريا.. وأرفض التدخل العسكري

قال إن النظام السوري قد يستخدم أسلحة كيماوية في حال تضييق الخناق عليه

TT

أكد العميد المنشق مناف طلاس، وهو أرفع ضابط سوري ينشق عن النظام، أمس أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت إخراجه من سوريا. كما أعلن رفضه لأي تدخل عسكري خارجي، مطالبا عوضا عن ذلك بتسليح الثوار في سوريا.

وقال طلاس في مقابلة مع قناة «بي إف إم» الإخبارية الفرنسية إن «أجهزة فرنسية ساعدتني في الخروج من سوريا وأنا أشكرها».. لكن الإدارة العامة للأمن الخارجي في فرنسا لم تشأ التعليق على تلك التصريحات في اتصال لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف طلاس، وهو نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس: «أعلنت انشقاقي عن النظام في شهر مارس (آذار). منذ بدء الثورة، التقيت الثوريين والمتمردين.. وشعرت منذ الأيام الأولى، ومنذ الأشهر الأولى، بأن النظام يكذب على الجميع. لهذا السبب انشققت أولا وبقيت في مكتبي».

ورفض العميد السابق «أي تدخل أجنبي في سوريا، مهما كان الشكل الذي سيتخذه هذا التدخل». ودعا في المقابل المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة السورية، وقال: «حتى الآن، حقق الشعب السوري انتصارات كثيرة وينبغي دعمه ومساعدته وتسليحه». وتابع: «حين يتم تنظيم الجيش السوري في شكل جيد، حين يحظى بالدعم المطلوب، الدعم المادي المطلوب، عندها سيكون هذا الجيش قادرا على الاتجاه نحو النصر».

وردا على سؤال عن وجود إسلاميين سوريين وأجانب في سوريا، قلل طلاس من أهمية هؤلاء، وقال: «هناك بالتأكيد عشرون في المائة إسلاميون، لكنهم ليسوا سوى أقلية. الشعب السوري لم يكن يوما شعبا متطرفا».

وحذر طلاس، الذي كان من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد قبل انشقاقه، من استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية، وقال: «النظام قادر على استخدام كل أنواع الأسلحة.. إذا تم تضييق الخناق عليه.. يمكن أن يستخدم هذا النظام أسلحة كيماوية. إنها استراتيجيا ممكنة».

وكان طلاس، الذي كان قائد الفرقة 105 في الحرس الجمهوري الذي يعتبر عصب النظام، أعلن انشقاقه عن النظام السوري في يوليو (تموز)، داعيا إلى عملية انتقالية في بلاده ومحملا النظام المسؤولية عن الأزمة.

وقال طلاس في بيان إعلانه الانشقاق: «أطل عليكم مترحما على شهداء هذه الثورة العظيمة، وداعيا لفعل المستحيل من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة، سوريا التي لا تقوم على الانتقام أو الإقصاء أو الاستئثار؛ فواجبنا اليوم كسوريين هو تطمين بعضنا البعض، وتفويت الفرصة على هذا النظام وكل من يريد تأجيج الصراع بيننا كسوريين». وأكد طلاس مطلع الشهر الجاري أن المفتاح الرئيسي للوصول إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا يتمثل في توفير ما وصفه بـ«شبكة أمان واسعة، سعيا لإقناع الطائفة العلوية بأنها لن تتعرض لمذبحة إذا انشقت عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد».

وكانت وزارة المالية السورية قررت مطلع الشهر الجاري الحجز احتياطيا على أموال مناف طلاس، وكذلك رئيس الحكومة السورية رياض حجاب، وعدد من أفراد عائلتيهما. وذلك وفقا لقانون مكافحة الإرهاب الذي صدر هذا العام وقانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.