أمانو «محبط» من عدم إحراز تقدم في المفاوضات النووية مع إيران

سلطانية: مستعدون للتعاون لكن يجب وضع أمننا القومي في الاعتبار

سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلطانية يطالع الأخبار على (آي باد) قبيل انطلاق اجتماع الوكالة في فيينا أمس (أ.ب)
TT

اشتكى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، من شعوره بإحباط عميق ينتابه بسبب عدم الوصول لأية نتائج ملموسة، رغم حوار وصفه بـ«المكثف» جرى بين الوكالة وإيران منذ يناير (كانون الثاني) الماضي بخصوص الملف النووي الإيراني. جاء ذلك في بيان افتتاحي استهل به أمانو صباح أمس اجتماعا دوريا لمجلس أمناء الوكالة، يعقد بمقرها في العاصمة النمساوية فيينا حتى نهاية الأسبوع. وحث أمانو في بيانه إيران على السماح، دون مزيد من التأخير، لفرق التفتيش الدولية التابعة للوكالة، بدخول موقع بارشين العسكري للتحقق في ما رصدته صور سواتل من انفجارات وتجارب عززت مخاوف الوكالة من احتمال وجود أبعاد عسكرية للنشاط النووي الإيراني وأنها قد تكون لإنتاج رؤوس حربية تلحق بـ«صواريخ شهاب» التي أعلنت إيران إنتاجها وفاخرت بعرضها في عروض عسكرية.

كما أعلنت عن صور سواتل جديدة حصلت عليها، عكست أنشطة من نوع مختلف، مما عزز مزاعم أن إيران تقوم بعمليات تطهير لمواقع تلك الانفجارات والتجارب كأنها تقوم بعمليات تطهير وتجريف للتربة وتدمير لما شيدته من منشآت لإخفاء آثارها، الأمر الذي دفع أمانو إلى إبداء خشيته من أن تعيق عمليات الإزالة الجارية داخل المجمع قدرات الوكالة على التحقق، معلنا أن الوكالة تشتبه في أنها محاولات لإزالة آثار أنشطة مثيرة للقلق قد تكون ذات أبعاد عسكرية.

وأعرب أمانو عن استعداد الوكالة استعدادا كاملا للاتفاق مع إيران على خطة عمل تدفع بمسيرة التعاون بينهما دون تأجيل، نافيا أن يكونا قد اتفقا بعد على موعد لجلسات تفاوض وحوار جديدين (كما صرح المندوب الإيراني علي أصغر سلطانية). وشدد أمانو على أن الوكالة لن تسلم إيران الوثائق وصور السواتل التي حصلت عليها وكالة الطاقة من وكالات استخبارات دول أعضاء في الوكالة إلا عندما يحين ما وصفه بـ«الوقت المناسب».

في المقابل وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول أن عدم تسليم الوثائق لإيران، وهو مطلب تتمسك به حكومة طهران، قد يعيق العمل، كما قد يوفر لها عذرا تتلكأ بموجبه فتمتنع عن فتح أبوابها للمفتشين - كرر أمانو قوله إن «إيران لن تحصل على الوثائق إلا في الوقت المناسب والتوقيت الصحيح»، مستطردا أن من مصلحة إيران أن تسارع وتبادر بتسهيل مهام الوكالة وإكمال عمليات التحقق حتى تستعيد ثقة المجتمع الدولي بسلمية نشاطها النووي.

في سياق مواز، أوضحت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط» أن إيران مصرة على أن تسلمها الوكالة (في يديها) كل الوثائق التي حصلت عليها الوكالة من أجهزة استخبارات دول غربية، بينما ترفض تلك الدول رفضا باتا السماح والتصريح للوكالة بتسليم الوثائق، لأنها قد تعرض مصادر تلك الصور إلى الخطر. ومن جانبه، قال مبعوث إيران لدى الوكالة، السفير علي أصغر سلطانية، للصحافيين، إن طهران «ستستمر» في التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة، لكن الأمن القومي للجمهورية الإسلامية يجب أن يوضع في الاعتبار.