أوباما يعد بتقليص العجز المالي.. ويسخر من «رياضيات» رومني

الرئيس الأميركي يحول مزاح صاحب مطعم «بيتزا» إلى دعاية انتخابية له

صاحب مطعم «بيتزا» في ولاية فلوريدا يرفع الرئيس أوباما من على الأرض خلال جولته الانتخابية (أ.ف.ب)
TT

بينما تبادل الرئيس باراك أوباما وصاحب مطعم «بيتزا» في ولاية فلوريدا المزاح، وحضن الرجل الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري أوباما، ورفعه من على الأرض، وخشي المشاهدون وقوع أوباما على الأرض، حول أوباما الحادث إلى دعاية انتخابية له، لأن الرجل قال: إنه صوت لأوباما في انتخابات سنة 2008، وسيفعل نفس الشيء في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

غير أن مصادر إخبارية أميركية قالت: إن صاحب المطعم لا يمثل سكان ولاية فلوريدا الجمهوريين، وهي ولاية يتوقع أن تحسم المنافسة بين أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني. وحسب آخر استفتاء، يتفوق رومني على أوباما في الولاية. ليس فقط اعتمادا على الجمهوريين، ولكن أيضا بإغراء ديمقراطيين.

في نفس الوقت، في مصيف بالم بيتش في نفس الولاية، سخر أوباما من «رياضيات رومني»، وانتقد أرقام رومني عن نتيجة تخفيض الضرائب الذي وعد به إذا فاز. واستغل أوباما أرقاما جديدة أوضحت أنه، حتى إذا لم يفز بولاية فلوريدا، حقق تقدما قليلا على رومني، وهو أول تقدم يحققه أوباما منذ مؤتمري الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وقال أوباما «أعتقد أن غريمي يملك خطة، لكن ينقصها شيء واحد: علم الرياضيات»، وأضاف أوباما «بدت كمحاولة القول: إن 2 + 1 يساوي 5. فشلا في الإجابة على أسئلة حول كيف ينويان تغطية اقتطاعات ضريبية جديدة بقيمة خمسة تريليونات دولار واقتطاعات من إنفاق الدفاع الجديد بقيمة تريليونين من دون زيادة الضرائب على الطبقة الوسطى».

وفي استطلاع معهد «راسموسن»، حصل أوباما على نسبة 44%، بزيادة نقطتين عن رومني. وفي استطلاع معهد «غالوب» حصل أوباما على نسبة 48% بزيادة قدرها ثلاث نقاط على رومني.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه الأرقام لا تطمئن أوباما، لأن الانتخابات بقي عليها شهران، ولأن الأرقام الاقتصادية تظل في غير صالحه. وخاصة عندما تصل نسبة البطالة إلى أكثر من 8%، وعندما ترى أغلبية الشعب أن البلاد تسير على المسار الخطأ. في الجانب الآخر، يرى أوباما أوجه القصور في حملة رومني، بما في ذلك عدم قيامه بإشعال حماس كبير داخل حزبه، ناهيك عن وسط المستقلين.

وأضافت المصادر أن هذه التناقضات تشرح أن أسباب النتيجة النهائية في هذه الانتخابات ما زالت غير معروفة. لكن، يتمتع أوباما ببعض المزايا الرئيسية، منها، كما حدث للرئيس رونالد ريغان في حملته الرئاسية الثانية بأنه يقف على قاعدة صلبة من الصخور. وعلى تأييد بدأ منذ انتخابات سنة 2008، وأن هذا يضمن له هؤلاء الناخبين، بغض النظر عما تقول الأرقام الاقتصادية.

وعلى ضوء ذلك، يمكن تصور خريطة واضحة فيها تزايد اللون الأزرق (لون الحزب الديمقراطي) على اللون الأحمر (لون الحزب الجمهوري)، في الولايات الرئيسية، وخاصة ولاية أوهايو.

وأمس الاثنين، أوضح استفتاء في الولاية أن أوباما، لأول مرة هذه السنة، يتقدم على منافسه الجمهوري. وقوبلت هذه النتيجة بتفاؤل جديد وسط قادة الحزب الديمقراطي.

وحسب الاستفتاء، قال مواطنون في الولاية إنهم سيصوتون لأوباما لأنهم يعرفون أنه ورث كارثة اقتصادية. وكان الرئيس السابق بيل كلينتون ركز على هذه النقطة عندما تحدث في مؤتمر الحزب في شارلوت (ولاية نورث كارولينا).

وقالوا أيضا إنهم متحمسون لأوباما، كرجل، أكثر من رومني. وإن رومني يعرف ذلك، وإن هذا كان السبب الذي جعل فريق رومني يقضي وقتا كثيرا في مؤتمر الحزب في تامبا (ولاية فلوريدا) لإنقاذ صورة رومني الشخصية. وإن هذا يفسر فجوة في الطاقة الملحوظة من جانب كل من الرجلين خلال الحملة الانتخابية. وبينما يبدو أوباما نشطا ومتحركا، يبدو رومني بطيئا. وأيضا، أوضح استفتاء تقدم أوباما في ولاية أوهايو أن الديمقراطيين متلهفون لمساعدة أوباما لأنهم يعرفون أن الجمهوريين يتفوقون عليه في الدعاية وفي التبرعات. في الجانب الآخر، قال الجمهوريون في الولاية إنهم سيصوتون لرومني ليس فقط لأن رومني أفضل، ولكن أيضا للتخلص من أوباما. وقال كثير من هؤلاء إن أوباما قضى أربع سنوات في البيت الأبيض وإن الدور جاء لشخص غيره.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن استفتاء أوهايو عقد قبل الذكرى السنوية لهجوم 11 سبتمبر (أيلول)، والذي يستغله أوباما ليكرر أن الولايات المتحدة صارت أقوى في مواجهة الإرهاب منذ أن وقع الهجوم. وأن العقل المدبر، أسامة بن لادن، قتل حسب أوامر أصدرها هو، أوباما.

وكان أوباما أعلن أن اليوم الثلاثاء، يوم الذكرى السنوية: «باتريوت داي» (يوم وطني)، وأيضا، اليوم الوطني للخدمة والتذكر. وكان قال: «لقد عززنا تحالفاتنا، وحسنا أمننا هنا في الداخل». وأعلن تكريم الذين انضموا إلى الجيش الأميركي بعد الهجمات، والذين عادوا من الحرب، وقدموا خدمات اجتماعية. وقال: «بدلا من تغيير من نحن، أدت الهجمات الإرهابية إلى تقوية الصفات الطيبة وسط الشعب الأميركي».

وكعادته في المنافسة ضد رومني، كان أوباما كرر بأن الحرب في العراق انتهت تحت قيادته. وأضاف: «تكتمل، قبل نهاية عام 2014، المرحلة الانتقالية في أفغانستان، وتنتهي الحرب هناك».