حزب الله يوزع مساعدات على النازحين السوريين في لبنان تحت شعار «هدية المقاومة للشعب الشقيق»

«المجلس الوطني»: بادرة حسن نية.. وإذا كان هناك تحول في موقفه السياسي فليعلنه بشكل واضح وصريح

TT

تنشط الهيئة الاجتماعية التابعة لحزب الله مؤخرا في توزيع مساعدات إنسانية على اللاجئين السوريين المنتشرين في أكثر من منطقة لبنانية. وبينما كانت الهيئة تعمل في وقت سابق بعيدا عن الأضواء، باتت العلاقات الإعلامية في الحزب اليوم توزع بيانات تفصيلية عن عمليات التوزيع وآخرها كان أمس، مع إعلانها أن وفدا من لجنة العمل الاجتماعي في حزب الله ولجنة إمداد «الإمام الخميني» جال على النازحين السوريين في بلدات بإقليم الخروب، «حيث جرى الوقوف على أحوالهم والمشاكل التي يعانونها ووزعت عليهم حصص غذائية وتموينية».

وقال بيان الحزب إن «النازحين السوريين وجّهوا تحية خاصة للمقاومة ولأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، مثمنين الجهود التي تبذل والإعانات والدعم الذي يتلقونه». بدوره، أكد عضو اللجنة الاجتماعية الحاج محمد الحاج «سعي الحزب الدؤوب لمساعدة الإخوة السوريين النازحين كجزء من واجب رد الجميل لهم على ما فعلوه في حرب يوليو (تموز)، وانطلاقا من واجب المقاومة الأخلاقي والوطني».

وعلق عضو كتلة حزب الله النيابية كامل الرفاعي على الموضوع، لافتا إلى أن «الهيئة الاجتماعية في الحزب تعمل في أكثر من منطقة على تقديم مساعدات إنسانية للاجئين السوريين، وبالتحديد في منطقة بعلبك الهرمل، حيث يتم تقديم مساعدات صحية وغذائية ويتم تأمين بيوت لما يزيد على 1300 عائلة سورية نازحة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أكثر من 6 أشهر، انطلقنا بالعمل الإغاثي والإنساني، ويتم توزيع المساعدات من دون تمييز بين الطوائف والانتماءات، علما أن معظم اللاجئين إلى بعلبك الهرمل ليسوا من المعارضين، بل من الهاربين من عمليات التدمير والقتل».

وبينما كشف الرفاعي عن أنه «يتم إغاثة اللاجئين في المنطقة بالتنسيق مع جمعيات أوروبية»، أفاد عن «تسجيل 200 عائلة سورية نازحة بالأمس وصلت مؤخرا إلى بعلبك».

وكان موقع «النشرة» الإلكتروني تحدث بالأمس عن أن حزب الله - قطاع صيدا شعبة عين الحلوة - نظم حملة توزيع مساعدات غذائية ولوازم منزلية للنازحين السوريين القاطنين لدى أهاليهم في منطقة تعمير عين الحلوة التحتاني الملاصقة لمخيم عين الحلوة، في خطوة لافتة هي الأولى من نوعها، وتحت شعار «هدية المقاومة الإسلامية للشعب السوري الشقيق، حيث تم توزيع المساعدات على أكثر من سبعين عائلة».

وـشرف على الحملة مسؤول قطاع صيدا الشيخ زيد ضاهر الذي أكد «قرار الحزب بالاستمرار في الأيام المقبلة في تقديم المساعدات في عدد من المناطق الصيداوية بعد استكمال الإحصاءات اللازمة».

ولدى سؤال رئيس بلدية صيدا محمد السعودي عن الموضوع، نفى علمه به، مؤكدا أنه لم يتم التنسيق به مع البلدية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «البلدية تأخذ على عاتقها توزيع المساعدات 3 مرات في الأسبوع على أكثر من 800 عائلة سورية موزعة على مناطق صيدا ومخيم عين الحلوة».

بدورها، نفت مصادر فلسطينية مطلعة علمها بالخطوة، متحدثة عن «لجنة مكونة من مجموعة من الجمعيات، وعلى رأسها الهلال الأحمر القطري، تأخذ على عاتقها تقديم المساعدات للنازحين السوريين والفلسطينيين إلى عين الحلوة». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا في عين الحلوة 300 عائلة نزحت من سوريا، معظمها عائلات فلسطينية كانت مقيمة بسوريا، تهتم (الأونروا) واللجان الشعبية بعملية إحصائها».

ورحب المجلس الوطني السوري بالخبر، واعتبره عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار «بادرة حسن نية وواجبا إنسانيا»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتنا معلومات منذ نحو الأسبوع بأن حزب الله يوزع المساعدات على اللاجئين في مناطق عكار وسهل البقاع، وهنا لا داعي إلى أن نذكر بأن السوريين استضافوا ما يزيد على مليون لبناني في عدوان تموز 2006 وبأننا أشقاء، ومن واجبنا أن نعين بعضنا في وقت الضيق».

وعما إذا كان تحرك حزب الله في هذا المجال مؤشرا لتحول سياسي، قال نشار: «إذا كان هناك تحول في موقفه السياسي فهو مطالب بأن يعلنه بشكل واضح وصريح، فيقول إنه ينحاز إلى ثورة الشعب السوري وليس أن يلمح إلى ذلك من خلال العمل الإنساني»، متوقعا أن يغير «كل من حزب الله وإيران وروسيا مواقفهم من الثورة حين يقتنع هؤلاء بأن الثورة تميل للانتصار وأن قوات (الجيش الحر) سيطرت على القسم الأكبر من المناطق».