إيران تتوقع أن تحذو دول أخرى حذو كندا وتغلق سفاراتها في طهران

أميركا وإسرائيل تبحثان وضع «خطوط حمراء» للملف النووي الإيراني

TT

ما زالت إيران تحاول استيعاب الصفعة التي تلقتها من كندا بعد قرار الأخيرة المفاجئ بتعليق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين دون أي مقدمات، لكنها في الوقت نفسه تتوقع أن تحذو دولا أخرى حذو أوتاوا التي أغلقت سفارتها في إيران وطردت الدبلوماسيين الإيرانيين من على أراضيها الأسبوع الماضي.

وكشف برلماني إيراني أمس عن أن وزارة الخارجية تتوقع قيام دول أخرى بخطوة مماثلة من بينها ألمانيا خصوصا مع دعوات برلين لتشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي.

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) حسين سبحاني نيا لوكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية أمس إن المسؤولين في وزارة الخارجية أعلنوا أنهم «سيردون بشكل منطقي وبما يليق بالنظام على الخطوة الكندية».

وأشار سبحاني نيا إلى حضور المتحدث باسم وزارة الخارجية في اجتماع أول من أمس للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، وقال «تناول الاجتماع بشكل عام مواضيع بشأن إغلاق السفارة الكندية، والخطوة المستعجلة التي قامت بها كندا في هذا المجال»، وأضاف أنه «تمت الإشارة في إيضاحات مسؤولي وزارة الخارجية إلى احتمال قيام بعض الدول الأخرى باتباع نفس السلوك أو الأساليب الأخرى، بما فيها ألمانيا التي قررت تشديد العقوبات ضد إيران».

وكباقي المسؤولين في الجمهورية الإيرانية، استبعد البرلماني الإيراني أن يكون هناك أي سبب آخر وراء قرار كندا سوى «نجاح» قمة دول عدم الانحياز التي استضافتها طهران أواخر الشهر الماضي. وقال إن «السبب الرئيسي لهذا النوع من السلوك، يعود إلى النجاحات التي أحرزتها إيران بما فيها عقد قمة عدم الانحياز بنجاح في طهران، حيث لا تتحمل الدول الغربية ذلك، فتحاول التأثير عليه من خلال الخطوات الدعائية والإعلامية من أجل تحقيق مآربها وسياساتها، ولعل الدول الأخرى تنتهج نفس الأسلوب». وأضاف «طبعا أعلنت وزارة الخارجية أنها سترد بشكل منطقي على الخطوة الكندية وبما يليق ومكانة النظام الإسلامي».

وكانت كندا قالت إنها اتخذت هذه الخطوة لأنها ترى أن إيران «تشكل أكبر خطر على السلام والأمن العالمي اليوم». وأدرجت من أسباب قرارها دعم إيران للنظام السوري وتحديها القرارات الدولية بشأن ملفها النووي، وخطابها المناهض لإسرائيل وانتهاكات حقوق الإنسان ورعاية الدولة الإيرانية للإرهاب.

وجاء ذلك في وقت قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته تناقش مع الولايات المتحدة «الخط الأحمر» الذي يجب ألا يتجاوزه البرنامج النووي الإيراني.

وقال نتنياهو لتلفزيون «سي بي سي» الكندي في حديث بث في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية «نناقش هذا مع الولايات المتحدة الآن».

وخلال المقابلة التي جرت بعد يومين من تعليق كندا علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بسبب برنامجها النووي لمح نتنياهو مجددا إلى أن وضع خط واضح - وهو ما لم يتحدد بعد علنا - يمكن أن يتفادى الحاجة إلى العمل العسكري.

وقال نتنياهو في المقابلة التلفزيونية «لا أعتقد أنهم (الإيرانيين) يرون خطا أحمر واضحا وأعتقد أننا كلما وضعناه أسرع زادت فرص تجنب أساليب أخرى من العمل»، مشيرا فيما يبدو إلى الخطوات العسكرية. واستطرد «إذا رأت إيران هذا فهناك فرصة - ولا أقول إن هذا مضمون بل إن هناك فرصة - لأن يتوقفوا قبل أن يتجاوزوا هذا الخط».

وكشف مسؤول إسرائيلي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته عن أن هناك مباحثات مع «الإدارة الأميركية» بخصوص الخطوط الحمراء. ورفض إعطاء المزيد من التفاصيل.

وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن نتنياهو ابلغ وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله خلال لقائهما في القدس أول من أمس أنه إذا خصبت إيران اليورانيوم إلى مستوى نقاء أعلى من 20 في المائة فذلك سيمثل خطا أحمر لأنه يثبت أنها اختارت أن تزيد مستوى التخصيب عن المستوى المطلوب للاستخدام المدني لتوليد الطاقة وأنها «ستخرج» بقنبلة نووية.

ويحتاج الوقود النووي المستخدم لأغراض عسكرية إلى نسبة نقاء تصل إلى 90 في المائة. وقالت «هآرتس» إن نتنياهو أكد أن الفترة الزمنية التي تحتاجها إيران من لحظة اتخاذ القرار إلى التخصيب لنسبة 90 في المائة لا تزيد على ستة أسابيع فقط».

لكن عددا كبيرا من المحللين المستقلين يرون أنها ستحتاج وقتا أطول من ذلك يتراوح بين عدة أشهر أو عام أو أكثر قليلا لإنتاج المواد المستخدمة لتصنيع رأس نووي وتثبيته في صاروخ قادر على حمل هذه الشحنة.

ومن المقرر أن يسافر نتنياهو إلى نيويورك في وقت لاحق من الشهر الجاري لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكر المسؤول أن لقاء نتنياهو بأوباما خلال هذه الرحلة لم يتحدد بعد، فالرئيس الأميركي في خضم حملته الانتخابية وسيلقي كلمة أمام الجمعية العامة قبل وصول نتنياهو بيومين.

كما ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الخارجية الألماني حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن هجوم على منشآت نووية إيرانية.

وذكرت الصحيفة أمس استنادا إلى مصادر ألمانية رفيعة المستوى أن فيسترفيله قال لنتنياهو خلال زيارته لإسرائيل إن قيام إسرائيل بعملية عسكرية في الوقت الراهن ضد إيران من الممكن أن يؤدي إلى تفكك التحالف الدولي المناهض لطهران.