متطرفون يساريون أتراك يعلنون مسؤوليتهم عن تفجير إسطنبول

هجوم انتحاري تسبب في مقتل شرطي وإصابة 4 آخرين و3 مدنيين

TT

أعلنت جماعة يسارية متطرفة محظورة مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي وقع في إسطنبول أمس وأدى إلى مقتل شرطي، بحسب ما أعلنت وسائل الإعلام التركية.

ووفقا للمصادر التركية، فإن منفذ العملية أوقف عدة مرات لدى الشرطة التركية بتهمة الانتماء إلى هذه الجبهة وهو يدعى إبراهيم تشوهادار ويبلغ من العمر 39 سنة. والشرطي القتيل يدعى بولند أوزكان، وهو في سلك الشرطة منذ 11 عاما وكان من المفترض أن يتزوج يوم الأحد المقبل.

وأفادت مصادر دبلوماسية تركية بأن أنقرة تحقق في أية صلات مفترضة للإرهابيين مع الخارج، مشيرة إلى أنها لن تستبق التحقيقات في توجيه الاتهام. وقالت صحيفة «صباح»، الموالية للحكومة، على موقعها على الإنترنت، إن «الجبهة الثورية لتحرير الشعب» التي تدرجها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على لائحة المنظمات الإرهابية، أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في حي سلطان غازي. وقالت صحيفة «حرييت» إن منفذ الهجوم الانتحاري يدعى إبراهيم جوهادار ويبلغ من العمر 39 عاما، وينتمي إلى الجبهة.

ولم يؤكد أي مسؤول حكومي هذه المعلومات.

وفجر الانتحاري نفسه بمركز للشرطة، في تفجير انتحاري نادر بالبلد الذي يشهد الكثير من الهجمات التي ينفذها متمردون أكراد وإسلاميون ومتطرفون يساريون.

وكانت «الجبهة الثورية لتحرير الشعب» وراء الكثير من الهجمات ضد الدولة التركية منذ 1976، التي خلفت عشرات القتلى، من بينهم جنرالان متقاعدان ووزير عدل سابق.

وحسب تصريحات قائد شرطة إسطنبول حسين تشابكن، فإن الانتحاري فجر العبوة التي كان يحملها بعيد إلقائه قنابل يدوية على شرطيين يقومون بحراسة مركز الشرطة في حي سلطان غازي الشعبي الذي يعتبر معقلا للانفصاليين الأكراد واليسار المتطرف.

وقتل شرطي كان في مدخل المجمع الواقع في ضواحي الشطر الأوروبي لكبرى المدن التركية، بينما أصيب 4 شرطيين و3 مدنيين، حسب ما أكده تشابكن للصحافيين في مكان الهجوم.

وروى التاجر المجاور ظافر الدوغان لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنت جالسا هنا داخل متجري عند وقوع انفجار عنيف جدا. مركز الشرطة في المقابل، وخرج منه دخان كثيف». وتابع: «تطايرت أشلاء جثث إلى هنا».

وفي إطار هذا التصعيد، بدأ آلاف الجنود الأتراك الأسبوع الماضي هجوما على مناطق جبلية في محافظة شرناك المتاخمة للعراق بدعم من طائرات «إف 16»، واستهدفت غارات الطيران التركي في الأيام الأخيرة مواقع كردية في الأراضي العراقية.

وأكدت قيادة الأركان التركية الاثنين أن 25 متمردا كرديا قتلوا في الغارات، بينما ذكر تلفزيون «إن تي في» حصيلة من مصادر عسكرية تركية بلغت 461 قتيلا على الأقل، من بينهم 88 جنديا، في المعارك منذ بداية العام.

في السنوات الأخيرة، عمد الحزب تكرارا إلى شن هجمات انتحارية في كبرى المدن التركية، فقد أدى هجوم بعبوة أمام مركز للشرطة في غازي عنتاب (جنوب شرقي) الشهر الماضي إلى مقتل عشرة أشخاص، من بينهم أطفال. واتهمت السلطات حزب العمال الكردستاني الذي نفى مسؤوليته.

وأشار مسؤولون أتراك مؤخرا إلى دور سوريا في عمليات حزب العمال الكردستاني، معتبرين أن النظام السوري، برئاسة بشار الأسد، يقدم مساعدات للانفصاليين الأكراد ردا على المساعدة التي تؤكد دمشق أن أنقرة تقدمها للمعارضة المسلحة في سوريا.

وتعتبر تركيا وغيرها من الدول حزب العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا. وبدأ الحزب هجماته عام 1984 بجنوب شرقي تركيا، في نزاع أسفر حتى اليوم عن مقتل 45 ألف شخص.