أميركا تحيي «11 سبتمبر».. وأوباما ورومني يعلقان الحملات الانتخابية

المرشح الديمقراطي يتقدم السباق بعد مؤتمر حزبه وتأثير خطاب بيل كلينتون

أوباما يستعد لوضع إكليل من الزهور في ذكرى 11 سبتمبر فيما تقف زوجته ميشيل ووزير الدفاع بانيتا أمام البنتاغون أمس (إ.ب.أ)
TT

بينما أوقف الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني حملتيهما لانتخابات الرئاسة المقبلة، أمس، في ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أشار كل منهما خلال إحياء المناسبة إلى نقاط عكست الخلاف بينهما، ليس في السياسة الخارجية فحسب؛ وإنما في السياسة الداخلية أيضا.

ففي خطابه بوزارة الدفاع (البنتاغون)، أشار أوباما مرات كثيرة إلى «القاعدة» وإلى أنه أضعف هذا التنظيم، وقضى على مؤسسه أسامة بن لادن. وشارك الرئيس أوباما برفقة زوجته السيدة الأولى ميشيل، في وقفة صباح أمس بالحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض، ووقفا دقيقة صمت في الساعة الثامنة و46 دقيقة صباحا، وقت ضرب طائرة «أميركان إير لاينز»، الرحلة رقم «11»، مركز التجارة العالمي، ثم توجها إلى مقر البنتاغون، مقر الهدف الآخر لهجوم الطائرات الأربع التي اختطفت في ذلك اليوم. وبمساعدة حرس شرف، وضع أوباما إكليلا من الزهور البيضاء قرب لوحة نقشت عليها أسماء الذين قتلوا في البنتاغون.

وفي الوقت نفسه، كان رومني في مطار شيكاغو، وصافح عددا من رجال الشرطة والمطافئ، وبالقرب منهم شاحنات إطفاء الحرائق الصفراء، في إشارة إلى دور الشرطة والإطفاء في مواجهة الهجمات الإرهابية. وفي وقت لاحق، سافر إلى ولاية نيفادا حيث حيا مجموعة من الحرس الوطني اشتركوا في حربي أفغانستان والعراق.

ووزع رومني أيضا بيانا قال فيه: «في هذا اليوم الأكثر تأملا، يجب أن يعرف أولئك الذين يريدون أن يهاجموا الولايات المتحدة أننا متحدون.. أننا أمة واحدة مصممة على وقفهم.. في وقوفنا شامخين من أجل السلام والحرية، في الداخل، وعبر العالم».

وفي الوقت نفسه، حضر نائب الرئيس جو بايدن حفل تأبين في ولاية بنسلفانيا، حيث تحطمت إحدى الطائرات المخطوفة يوم هجمات 11 سبتمبر. في الجانب الآخر، أصدر بول ريان، المرشح لمنصب نائب الرئيس على بطاقة المرشح الجمهوري رومني، بيانا آخر قال فيه إنه يوجه التحية إلى «أولئك الذين يعملون بهدوء لمنع الهجمات الإرهابية، وإلى العسكريين الذين ضحوا بالكثير، بما في ذلك حياتهم، من أجل تحقيق الهدف نفسه».

وأحيت الولايات المتحدة ذكرى هجمات سبتمبر، فيما أظهر استطلاع للرأي أن شعبية الرئيس أوباما ازدادت إلى حد كبير بفضل مؤتمر حزبه في الأسبوع الماضي وتأثير خطاب الرئيس الأسبق بيل كلينتون. وقلل خبير استطلاعات يعمل في معسكر الجمهوري ميت رومني من هذا الارتفاع، معتبرا أنه مجرد طفرة حماس ناجمة عن المؤتمر وستتبدد بعد العودة إلى حقيقة فشل السياسات الاقتصادية التي طبقها الرئيس. لكن في استطلاع مشترك بين «أورك» وشبكة «سي إن إن»، حصل أوباما على 52 في المائة من نوايا التصويت، ورومني على 46 في المائة الذي تراجع كذلك في أغسطس (آب) الماضي على مستوى جمع الأموال وهي المرة الأولى له منذ أبريل (نيسان) الماضي.

كما أظهر استطلاع مطول على سبعة أيام لمؤسسة «غالوب» نشرت نتائجه أول من أمس أن أوباما يتصدر نوايا التصويت بهامش خمس نقاط، فيما أشار استطلاع آخر بعيد المؤتمر الديمقراطي إلى تقدمه 5 في المائة في ولاية أوهايو المحورية. إلا أن المرشحين تعادلا على 48 في المائة في الاستطلاع السابق لـ«أورك» و«سي إن إن» الذي أجري قبل المؤتمر الديمقراطي الذي استغرق ثلاثة أيام في شارلوت في كارولاينا الشمالية وتمت فيه تسمية أوباما رسميا مرشحا للحزب الديمقراطي. ففي ختام المؤتمر، تخلى أوباما عن خطابه الرنان الذي اعتمده قبل أربع سنوات ووصف نفسه بأنه ازداد خبرة من المعارك، مناشدا ناخبيه التحلي بالصبر، ومشددا على أنهم يواجهون أحد أهم الخيارات منذ جيل كامل.

ويبدو أن خطاب الرئيس الأسبق بيل كلينتون في الليلة السابقة قدم دفعا كبيرا لأوباما بعد أن دافع عن تعامله مع الاقتصاد ورسم أطرا واضحة للفروقات مع مقاربة الجمهوريين للحكم من الأعلى إلى الأسفل.

كما أبرز استطلاع آخر أن أوباما يتقدم على رومني في قضايا محاربة الإرهاب والدفاع عن الأمن القومي. لكن هذا الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وتلفزيون «سي بي إس» أبرز أن نسبة 37 في المائة فقط من الأميركيين يرون أن الإرهاب والأمن يؤثران أكثر على موقفيهما في الانتخابات، بينما ترى نسبة 54 في المائة أن قضايا الاقتصاد وفرص العمل هي الأهم. وكان استطلاع معهد «راسموسن» أوضح أول من أمس، أن أوباما حصل على نسبة 44 في المائة، بزيادة نقطتين على رومني.

ويبدو أن أوباما يريد أن يركز على الولايات المتأرجحة، خاصة فلوريدا وأوهايو. وأول من أمس، أوضح استطلاع في ولاية أوهايو أن أوباما، لأول مرة هذه السنة، يتقدم على منافسه الجمهوري. وقوبلت هذه النتيجة بتفاؤل جديد وسط قادة الحزب الديمقراطي. وحسب الاستطلاع، قال مواطنون في الولاية إنهم سيصوتون لأوباما لأنهم يعرفون أنه ورث كارثة اقتصادية. وكان الرئيس الأسبق بيل كلينتون قد ركز على هذه النقطة عندما تحدث في مؤتمر الحزب في شارلوت بولاية نورث كارولاينا.