متظاهرون إسلاميون يقتحمون السفارة الأميركية في القاهرة ويحرقون العلم

احتجاجا على فيلم يسيء للإسلام > اتهامات لأقباط المهجر بإنتاجه بالتعاون مع قس أميركي

محتجون يرددون شعارات احتجاجا على فيلم يسيء للإسلام خارج السفارة الأميركية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

تصاعدت حدة الغضب أمس من قوى وتيارات إسلامية وسياسية، رسمية وغير رسمية، في القاهرة، ضد الفيلم المسيء للنبي محمد (صلى الله وعليه وسلم)، والذي أنتجه القس الأميركي تيري جونز وعدد من المسيحيين المصريين في الخارج (المهجر) وقاموا بعرضه في الولايات المتحدة أمس في ذكرى أحداث تفجيري برج التجارة العالمي في 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وتظاهر المئات من الإسلاميين مساء أمس أمام مقر السفارة الأميركية في القاهرة احتجاجا على الفيلم، وقام نحو 20 من المتظاهرين بتسلق جدران السفارة ودخول باحتها، وإنزال العلم الأميركي وإحراقه، وسط صيحات «الله أكبر»، في حين وصلت قوات من الجيش إلى مقر السفارة لتأمينها، والحد من اقتحامها على غرار ما حدث للسفارة الإسرائيلية العام الماضي.

وطالب المتظاهرون باتخاذ موقف حازم ضد هذه الإهانة وطرد السفيرة الأميركية، كما رفعوا لافتات مكتوبا عليها «إلا رسول الله»، وأعلاما سوداء وأخرى بيضاء مدونا عليها «لا اله إلا الله محمد رسول الله»، في حين رددوا هتافات «قول ماتخافشي، السفير لازم يمشي»، و«يا رئيس الجمهورية مصر دولة إسلامية.. خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود».

من جانبه، أدان الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف المصري، إصرار من وصفهم ببعض غلاة أقباط المهجر على عرض الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم).

وأعلنت دار الإفتاء المصرية رفضها القاطع لأي إساءة للرسول (صلى الله عليه وسلم) أو الإسلام. وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، إنه يرفض ويشجب بشدة ما قام به من وصفهم بـ«بعض المتطرفين من أقباط المهجر»، بإعدادهم «فيلما مسيئا» للرسول محمد (صلي الله عليه وسلم)، مؤكدا أن «هذه الإساءة تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم، لكونها تحاول النيل من أقدس رمز بشري لديهم».

ودعا المفتي أنصار حقوق الإنسان، ومن وصفهم بـ«الهيئات الأخلاقية والدينية»، وأهل الحكمة من العقلاء والمفكرين، إلى التصدي لـ«انتهاك المقدسات لأي دين من الأديان، حتى تسود العالم المحبة والإخاء». وأضاف مفتي الجمهورية، في بيان له، أنه يرفض «التحجج بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة»، مشيرا إلى أن «الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدساته».

من جهتها، قالت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر إنها ترفض وتستنكر الفيلم المسيء للرسول وللإسلام. وأدان الأنبا باخوميوس، أسقف البحيرة قائم مقام البطريرك بالكنيسة الأرثوذكسية، إنتاج فيلم مسيء للإسلام ورسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) من قبل بعض أقباط المهجر. وقال باخوميوس في بيان أصدرته البطريركية المرقسية أمس «إن الكنيسة علمت أن بعض المصريين في الخارج ودول المهجر يعملون على نشر الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، بالإساءة إلى الإسلام ونبيه الكريم»، مضيفا أن «الكنيسة تعلن رفضها لذلك بوضوح وبشدة، وتدين الإساءة للإسلام، وتؤكد أنها تحترم الإسلام والمسلمين، شركاء الوطن والإنسانية، وترفض المساس بمشاعرهم وعقائدهم ورموزهم الدينية».

وأكد باخوميوس أن الكنيسة بريئة من أفعال كل من يقدم على تلك الأعمال التي تنطوي على ازدراء للأديان، وقال «هي جريمة يعاقب عليها القانون وتتعارض مع الخلق المصري الأصيل وتقاليد المسيحية».

ودعا الدكتور طارق الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الولايات المتحدة لاتخاذ موقف قوي من «تلك الإساءة» حفاظا على علاقاتها بالدول الإسلامية والمسلمين.

وبينما رفضت جماعة الإخوان المشاركة في المظاهرات أمام السفارة الأميركية، أمس، قال الدكتور محمود غزلان، المتحدث باسم «الإخوان»، إنهم سيشاركون في المليونية التي دعت لها بعض القوى يوم الجمعة المقبل لنصرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والتأكيد على أن من قاموا بتصوير هذا الفيلم مجموعة من المتطرفين الذين لا يفهمون طبيعة الإسلام وسماحته.

ومن جانبها، طالبت 120 منظمة قبطية حول العالم، السلطات الأميركية، رسميا، بوقف عرض الفيلم، مشيرة في بيان مشترك لها أمس إلى أن المنظمات ترفض هذا الفيلم المسيء لجميع الأديان. وحمل البيان توقيع 5 من قيادات أقباط المهجر هم: صفوت حنا (أميركا)، وإبراهيم شفيق (أميركا)، وسامي عبد المسيح (كندا) وشنودة توفيق (فرنسا)، وميرنا صديق (أستراليا)، وذلك بالإنابة عن المنظمات والاتحادات القبطية. وأصدرت السفارة الأميركية في القاهرة بيانا رسميا أدانت فيه مجموعة أقباط المهجر والفيلم المسيء، وقالت إنها ترفض استمرار محاولات بعض الأفراد المضللين لإيذاء مشاعر المسلمين الدينية. وأدانت السفارة أيضا محاولات الإساءة للمؤمنين من جميع الأديان، وأشارت إلى أن احترام المعتقدات الدينية هو حجر الزاوية للديمقراطية الأميركية.

وقضائيا، أحال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، أمس، البلاغ المقدم من المحامي المصري السيد حامد، إلى جهات التحقيق، والذي يتهم فيه القائمين على الفيلم بارتكاب جريمة الخيانة العظمى، ويطالب بإسقاط الجنسية المصرية عن أي شخص يثبت تورطه في «هذه المؤامرة».