وزير الدفاع اليمني ينجو من عملية انتحارية لإغتياله .. وسقوط عشرات القتلى والجرحى

وزارة الدفاع تؤكد مقتل المطلوب الشهري.. و«القاعدة» تنفي

جنود يمنيون يعاينون مكان التفجير الانتحاري الذي استهدف وزير الدفاع في صنعاء أمس.. وفي الاطار صورة ارشيفية لوزير الدفاع اليمني (إ.ب.أ)
TT

قتل 12 شخصا بينهم سبعة جنود، وجرح 12 آخرون، في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد بالعاصمة اليمنية صنعاء ظهر أمس، بعيد خروجه من الاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء.

وقال وزير الداخلية اليمني اللواء عبد القادر قحطان في تصريح بثته قناة اليمن الرسمية، أمس «إن الحصيلة الأولية للتفجير الانتحاري الذي استهدف وزير الدفاع بالقرب من مبنى مجلس الوزراء بقلب العاصمة صنعاء (12) قتيلا بينهم (7) من المرافقين التابعين لوزير الدفاع، فيما جرح 12 آخرون بعضهم في حالة حرجة». وأضاف قحطان «أن وزير الدفاع تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، وأن أحلام الإرهابيين قد باءت بالفشل لأن عناية الله عز وجل قد أرادت أن تحميه وتحفظه».

وأوضح وزير الداخلية «أن عمق الانفجار استهدف السيارة المرافقة لوزير الدفاع كما أصيب عدد من السيارات الواقفة في نفس المكان بالإضافة إلى احتراق منزل ومحلات تجارية». ووجه الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل «لجنة تحقيق ومن خلال التحقيق سيتم تحديد الجهة التي قصرت في واجبها» بحسب وزير الداخلية. فيما كشف مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» عن تفكيك الأجهزة الأمنية عبوة ناسفة وضعت في مكان الانفجار، كانت مجهزة للتفجير بالتزامن مع السيارة المفخخة. ولفت إلى أن «السيارة المفخخة كانت تنتظر خروج وزير الدفاع من مقر الحكومة، وكان على متنها انتحاري»، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن والمطافي هرعت إلى المنطقة، وطوقت المكان، وتجري الأجهزة الأمنية التحقيقات الأولية لمعرفة هوية منفذي الهجوم.

وتأتي هذا العملية بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع مقتل الرجل الثاني في «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» السعودي سعيد علي الشهري مع ستة من مرافقيه، وبعد كشف الرئيس اليمني عن إحباط مخطط وصفوه بالدموي يستهدف تفجير سيارات مفخخة في العاصمة صنعاء وعدن وحضرموت. وكان تنظيم القاعدة أعلن في مايو (أيار) الماضي، قائمة بأسماء الشخصيات التي هدد باستهدافها بعد هزيمته وخروجه من زنجبار وجعار جنوب البلاد، يأتي على رأس هذه القائمة وزير الدفاع الذي نجا أكثر من ست مرات من محاولة اغتيال. واستغل تنظيم القاعدة، الأوضاع غير المستقرة للبلد، لتنفيذ عمليات انتحارية واغتيالات، في عدد من المدن اليمنية من أهمها العاصمة صنعاء.

في سياق آخر خرج الآلاف من شباب الثورة في مسيرة حاشدة جابت شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، وسط تحذيرات من حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالتصدي لها إذا اقتربت من منزله في منطقة حدة جنوب العاصمة، فيما انتشر جنود من الأمن المركزي الذي يقوده نجل شقيق صالح، في الشوارع المحيطة بمنزل صالح وأغلقت عددا منها.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن أكثر من 200 ألف يمني خرجوا إلى ثلاثة شوارع رئيسية للمطالبة برفع الحصانة الممنوحة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المتهم بعرقلة العملية الانتقالية، وذلك في أكبر احتجاج منذ تنحيه في فبراير (شباط) الماضي، بحسب منظمي المظاهرة. وصرح أحد أعضاء اللجنة المنظمة في صنعاء أن «عدد المشاركين تجاوز 200 ألف شخص». وقال عضو آخر في اللجنة إن المظاهرة امتدت خمسة كيلومترات على طول شارع الزبيري، إحدى أبرز جادات العاصمة. ونظمت المظاهرة بدعوة من «ائتلاف شباب الثورة» الذي نظم الاحتجاجات ضد الرئيس السابق.

إلى ذلك نفى مصدر مقرب من تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مقتل الرجل الثاني في التنظيم سعيد الشهري في الغارات الأميركية الأخيرة على محافظة حضرموت. وأوضح المصدر بحسب ما نشره موقع «نيوزيمن» الإخباري «أن بين قتلى الغارات الأميركية قادة ميدانيين ليس منهم سعيد الشهري». لكنه أكد «أن من بين قتلى الغارتين الأميركيتين الأخيرتين على محافظة حضرموت، القيادي محمد أحمد دراديش، والبتار البيضاني، واثنين آخرين». وأعلنت وزارة الدفاع أمس، مقتل الشهري مع ستة من مرافقيه، في عملية نوعية في وادي حضرموت، بعد ملاحقة دامت أكثر من أربع سنوات.