مصر وبريطانيا: إيجاد مناطق عازلة خيار مطروح.. ونظام الأسد سوف ينتهي

ممثلو «الاجتماع الرباعي» طرحوا مواقف متضادة بشأن الأزمة السورية.. وإيران طلبت إضافة دولتين

المبعوثون (من اليسار الى اليمين) السعودي والتركي والإيراني والمصري قبل الاجتماع الرباعي بالقاهرة أمس (رويترز)
TT

بينما قالت مصر وبريطانيا أمس إنهما اتفقتا على أن إيجاد مناطق عازلة في سوريا «خيار مطروح»، وأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «سوف ينتهي»، اختتمت بالقاهرة الاجتماعات الرباعية المصرية السعودية التركية الإيرانية التي عقدت على مستوى مساعدي وزراء خارجية الدول الأربع بالقاهرة لبحث سبل حل الأزمة السورية.

وقال محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري عن الاجتماع الرباعي إن عقده مؤشر إيجابي، وتم تبادل الآراء بصورة مبدئية وعامة، وكل طرف طرح رؤيته لكيفية التحرك خلال المرحلة المقبلة، التي ستكون على مستوى وزراء الخارجية في الدول الأربع.

وكان الوزير يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع ويليام هيغ وزير خارجية بريطانيا عقب استقبال الرئيس المصري لهيغ أمس. وقال عمرو ردا على سؤال حول وجود سيناريو لإيجاد مناطق حظر جوي وملاذ آمن في سوريا، إن الأفكار المطروحة كثيرة من مختلف الأطراف، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من الرؤى.. وكل ذلك يتم بحثه حاليا، وعلى سبيل المثال عندما نتحدث عن ملاذ آمن في سوريا وإيجاد مناطق حظر جوي فلا بد من توفير قوة عسكرية».

وأكدت مصر وبريطانيا أن نظام الأسد سوف ينتهي، ولا بد من مساعدة المعارضة السورية من أجل التوافق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية والعمل مع الأمم المتحدة بشكل أكثر فاعلية. وقال هيغ في المؤتمر الصحافي إن كلا الطرفين (بريطانيا ومصر) أكدا أن نظام الأسد سوف ينتهي، ولا بد من مساعدة المعارضة السورية. وأضاف هيغ أنه يتفق مع نظيره المصري على أن «إيجاد مناطق عازلة وملاذ آمن للسوريين هو خيار مطروح الآن في سوريا، ولم ننح أي حل أو فكرة مطروحة، ولا بد من حماية وتأمين المواطنين السوريين أولا وبحث كيفية تحقيق ذلك». وقال هيغ: «لقد تحدثت مع الرئيس مرسي عن الوضع البشع في سوريا، وأبدينا ترحيبنا بخطابه في طهران خلال قمة عدم الانحياز حول الوضع في سوريا». وأضاف: «إننا نرغب في ممارسة المزيد من الضغط على الأسد وحث المعارضة على الاتحاد والعمل مع الأمم المتحدة بشكل أكثر فاعلية».

وفي غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى وثيقة الصلة بالاجتماع الرباعي لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الاجتماع الذي عقد الليلة قبل الماضية كان «مجرد بداية»، وأضافت أنه على الرغم من المواقف المتضادة للدول المشاركة، فإن المناقشات الموضوعية المستفيضة التي جرت بين كبار المسؤولين في الدول الأربع كانت «خالية من الحدة والتوتر والانفعال».

وأوضحت المصادر أن الدعوة المصرية لكبار المسؤولين في الدول الأربع لعقد الاجتماع كانت بهدف تضييق الهوة في مواقف ووجهات نظر الدول المشاركة بخصوص الأزمة السورية، والسعي لإيجاد حلول سياسية لهذا الصراع مع عدم خروجه وامتداده من سوريا إلى دول الجوار.

وأكدت المصادر نفسها أن كل طرف تمسك بوجهة نظر بلاده تجاه الأزمة، قائلة إن هذا أمر طبيعي لكونه اجتماعا تمهيديا للاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الدول الأربع الذي سيعقد قريبا وسيتم تحديده خلال الأيام المقبلة، وفقا لارتباطات مواعيد وزراء الدول الأربع. وأشارت المصادر إلى أن كبار المسؤولين في الدول الأربع غير مخولين لتقديم تنازلات في مواقف دولهم وعليهم الرجوع لعواصمهم.

وكانت تقارير إيرانية أشارت أمس إلى أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قال، في مؤتمر صحافي بمحافظة أذربيجان الشرقية، إن الرئيس المصري اقترح أن تعقد مشاورات بين أربع دول لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، ومن ثم اقترح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إضافة دولتين ليصبح العدد ست دول، من بينها العراق؛ دون أن يكشف عن اسم الدولة الثانية بسبب ما سماه وجود بعض القضايا. وقالت وكالة فارس للأنباء أن الدولتان هما العراق وفنزويلا.

وذكر صالحي، بحسب وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، أنه كان من المقرر أن تعقد الاجتماعات التشاورية على مستوى وزراء خارجية الدول الست، لكن بسبب وجود بعض القضايا والملابسات تقرر أن يعقد الاجتماع الأول على مستوى الخبراء.

وأضافت المصادر الدبلوماسية أن عقد الاجتماع في حد ذاته أمر طيب لكونه أول تعاون بين هذه الأطراف الإقليمية الأربعة الفاعلة والمؤثرة، وهذا أول مسعى يجمعها للتوصل لرؤية متناسقة أو تفاهم حول المسألة السورية، من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على الأوضاع في سوريا.

وقالت المصادر إن هذا الاجتماع كان لجلسة واحدة على مستوى كبار المسؤولين امتدت على مأدبة عشاء أقامها السفير شوقي إسماعيل مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية وسفير مصر السابق لدى سوريا ورئيس الوفد المصري في الاجتماع الرباعي الذي عقد لأول مرة تفعيلا للمبادرة التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي في قمة مكة الإسلامية الشهر الماضي.

وعلى صعيد متصل أعلنت جامعة الدول العربية أمس أن اجتماعا ثلاثيا بشأن الأزمة السورية سيعقد اليوم (الأربعاء) بمقر الأمانة العامة للجامعة يضم الدكتور نبيل العربي الأمين لجامعة الدول العربية والأخضر الإبراهيمي الممثل المشترك للأمين العام للجامعة والأمم المتحدة والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا.

وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، إنه من المقرر أن يبحث الاجتماع أبعاد مهمة الإبراهيمي والتصور الجديد الذي ستنطلق منه هذه المهمة في ظل المستجدات والتطورات التي تشهدها الأزمة السورية حاليا. وكان الإبراهيمي وصل إلى القاهرة يوم الاثنين الماضي وأجرى محادثات مع الأمين العام للجامعة حول مهمته الجديدة التي يخلف فيها كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة. وأضاف أن مجلس الجامعة كان قد طلب من بن جاسم ومن العربي متابعة الاتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والإبراهيمي، لبلورة تصور جديد لمهمة المبعوث الجديد لسوريا في ضوء ما استجد من متغيرات لا بد من أخذها بعين الاعتبار، واستنادا إلى ورقة العناصر المرجعية لمهمة الممثل المشترك الجديد التي اتفق عليها في اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري في جدة يوم 12 من الشهر الماضي. وفي سياق ذي صلة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مؤتمر صحافي في العاصمة السويسرية بيرن أمس، إن الإبراهيمي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته المقبلة لسوريا.