تواري الزعيم المقبل للصين عن الأنظار يفتح التكهنات حول صحته

ترجيح إصابة شي جين بينغ خلال ممارسة الرياضة

رئيس الوزراء الصيني وين جياباو (يسار) يتحدث إلى نائب الرئيس الصيني جين بينغ في افتتاح دورة البرلمان في 11 مارس الماضي في بكين (أ.ف.ب)
TT

أثار التواري غير المبرر عن الحياة العامة لنائب الرئيس الصيني شي جين بينغ، المدعو لأن يكون الرئيس المقبل في غضون أسابيع، تكهنات كثيرة أمس في الصين، فيما اعتبر الخبراء أن فرضية تعرضه لمشكلة صحية هي الأكثر احتمالا.

وترفض وزارة الخارجية الصينية بإصرار تبرير سبب إلغاء شي جين بينغ أربعة لقاءات منذ الأربعاء الماضي، منها لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي، وآخر مع رئيسة الوزراء الدنماركية أول من أمس. وردا على سؤال عن هذا الموضوع، اكتفى المتحدث باسم الوزارة هونغ لي بدعوة الصحافيين إلى طرح «أسئلة جدية». ويغذي تقاعس الجهات المعنية عن طرح سبب رسمي لإلغاء تلك اللقاءات، الشائعات على شبكة الإنترنت وفي وسائل الإعلام الأجنبية.

وأعرب خبراء عن اعتقادهم أن التفسير الأكثر احتمالا هو تعرض شي جين بينغ (59 عاما)، الذي سيخلف هو جينتاو في رئاسة الحزب الشيوعي في الخريف، لمشكلة صحية. واعتبر سكوت كيندي، مدير مركز البحوث حول الصين في جامعة إنديانا والذي يتخذ من بكين مقرا، أن «القضية مزعجة أكثر من كونها دراماتيكية، لكنها تعرضت للتضخيم لانعدام الشفافية». وأضاف هذا الخبير أنه لو أدى حدث أكثر خطورة إلى طرح مسألة الخلافة السياسية على بساط البحث، لكان المسؤولون الآخرون عمدوا أيضا إلى التغيب عن المناسبات العامة، لكن ما حصل لا ينطبق عليه هذا التوصيف.

ولا يزال غياب شي جين بينغ غامضا. ونفى مسؤولون صينيون ودنماركيون أنه كان سيعقد لقاء مع رئيسة الحكومة الدنماركية، لكن اللقاء كان مدرجا في جدول المواعيد الرسمية. وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية هيليه ثورنينغ شميت، في تيان جين (شمال) التي وصلتها للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي بدأت أعماله أمس في هذه المدينة «أعتقد أن ما حصل هو سوء تفاهم. لم يكن اللقاء مدرجا في جدول أعمالي»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وقد شوهد شي جين بينغ للمرة الأخيرة في مناسبة عامة في الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، عندما ألقى خطابا في بداية السنة الدراسية في المدرسة المركزية للحزب في بكين. وتسعى السلطات إلى منع تفشي التأويلات حول غياب شي جين بينغ. فقد قطع بث شبكة «بي بي سي» لفترة قصيرة لدى الإشارة إلى هذا الموضوع، وأوقفت عمليات البحث المتعلقة بـ«شي جين بينغ» و«آلام في الظهر» على خدمة «ويبو» للمدونات الصينية. واهتدى مستخدمو الإنترنت الصينيون إلى خدع لدى الحديث عن نائب الرئيس، وباتوا يستخدمون كلمة «ولي العهد» أو اسم «شي» الإنجليزي الذي يشبه لفظه اسم «شي» باللغة الصينية. وقال ويلي لام، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الصينية بهونغ كونغ، إن شي جين بينغ تعرض على الأرجح لدى ممارسته الرياضة إلى إصابة استدعت نقله إلى المستشفى. وأضاف «إنه يمضي فترة نقاهة، لكنهم يفضلون ألا يعرضوه للجمهور». وذكر ويلي لام أن الوضع الصحي للمسؤولين لا يزال يعتبر في الصين «سرا محاطا بالكتمان الشديد». ويشاطره هذا الرأي سكوت كيندي الذي قال «قد يتعلق الأمر بمشكلة صحية. لكني أعتقد أن المسؤولين الآخرين لن يتقاعسوا عن القيام بمهماتهم المألوفة إذا لم تكن المسألة مسألة حياة أو موت». وتابع لام قائلا «لم يحصل أبدا، منذ الثورة الثقافية (1966 - 1976) على الأقل، أن توارى مسؤول رفيع المستوى عن الأنظار قبل شهر من مؤتمر الحزب».

وفي أي حال، يكشف تواري شي جين بينغ عن الأنظار أن الحزب يناقض وعوده باعتماد الشفافية، كما قال هذا الخبير. ويعتبر كيندي أنه من المرجح أن يظهر شي جين بينغ من جديد قريبا في المناسبات العامة من دون أي تفسير، كما لو أن شيئا لم يحصل. وقال «سنرى عما قريب صورة لشي جين بينغ يستقبل شخصية ما، أو يزور مصنعا أو مستشفى، أو شيئا من هذا القبيل. وأعتقد أن هذا ما سيقومون به، بدلا من قول أي شيء آخر».