موسكو ترفض الاعتراف بكوسوفو وتعتبرها «شبه دولة»

اعتبرت أن الدولة الجديدة لا تتمتع بوجود شرعي.. وشددت على تسوية وضعها في مجلس الأمن

TT

ما زالت روسيا تعارض الاعتراف الدولي بكوسوفو، واصفة الإقليم الصربي السابق بأنه «شبه دولة» ليس لها أي وجود شرعي، بينما يحتفل الغربيون بحصول كوسوفو على سيادتها مع نهاية مهمة المراقبة الدولية. وردت موسكو بذلك على إعلان مجموعة التوجيه حول كوسوفو أول من أمس انتهاء مهمة المراقبة التي تقوم بها في كوسوفو مما يفتح الطريق لأن يمارس الإقليم الصربي السابق ذي الغالبية الألبانية «سيادته الكاملة».

وصرحت مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، كما نقلت عنها وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»، بأنه «نظرا لأن مجموعة المراقبة الدولية لا تتمتع بوضع معترف به عالميا فإننا ننطلق من مبدأ أنه بمعزل عن قرارها تبقى كوسوفو شبه دولة ليس لها وجود قانوني على الصعيد الدولي». وقد رفضت روسيا التي كان مفترضا أن يزورها الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش أمس لإجراء محادثات في سوتشي (جنوب) مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على الداوم بشكل قاطع أي شرعية لإعلان استقلال كوسوفو.

وقالت الناطقة باسم الدبلوماسية الروسية إن «مجموعة التوجيه المزعومة تتألف من دول اعترفت بجمهورية كوسوفو المعلنة من جانب واحد». وأضافت أن «هذه المجموعة شكلت لدعم تنفيذ خطة اهتيساري والمقترحات التي تقدم بها الرئيس الفنلندي الأسبق لتسوية مشكلة كوسوفو، وهو ما لم يوافق عليه مجلس الأمن الدولي».

وتتألف مجموعة التوجيه من دول أيدت استقلال الإقليم الصربي مثل الولايات المتحدة ودول عدة أعضاء في الاتحاد الأوروبي بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى تركيا. واعتبرت الناطقة الروسية أنه «لا يمكن إيجاد تسوية طويلة الأمد لمشكلة كوسوفو إلا على أساس محادثات بين الأطراف المعنية طبقا للقرار 1244 لمجلس الأمن الدولي».

وكانت الغالبية الألبانية في كوسوفا أعلنت استقلال هذا الإقليم عن صربيا في 2008، الذي كان النتيجة الوحيدة للنزاع 1998 - 1999 بين الكوسوفيين والقوات الصربية. وفي ربيع 1999 شنت قوات حلف شمال الأطلسي من دون موافقة مجلس الأمن غارات جوية على كوسوفو وصربيا استهدفت مواقع عسكرية ومدنية صربية شملت أيضا بلغراد عاصمة صربيا، ما أدى إلى انسحاب القوات الصربية من كوسوفو. ثم عمل وسيط الأمم المتحدة الفنلندي مارتي اهتيساري على اعتماد آلية تنقل كوسوفو إلى الاستقلال «تحت رقابة دولية»، وخصوصا عبر إقامة إدارة تابعة للأمم المتحدة في عملية رفضتها بلغراد بشدة مع دعم من موسكو.

ومنذ الضربات التي قام بها حلف شمال الأطلسي على صربيا، لم تكفّ روسيا عن الاحتجاج على التدخل الغربي وعلى «سابقة» الاعتراف باستقلال كوسوفو. وعلى أساس مبادئ عدم التدخل نفسها انتقدت موسكو العملية الغربية في ليبيا التي أدت في 2011 إلى سقوط نظام العقيد معمر القذافي، كما أعاقت إلى اليوم أي قرار في مجلس الأمن يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات أو إلى تدخل ضد النظام السوري. لكنها وفي عام 2008 وبعد تدخل عسكري خاطف في جورجيا انتهى بها الأمر إلى أن تعترف هي نفسها من جانب واحد باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، المنطقتين الانفصاليتين عن هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الموالية للغرب.