المفوضية العليا: عدد اللاجئين السوريين تجاوز 250 ألفا

أنجلينا جولي من مخيم الزعتري: سمعت روايات تقطع نياط القلب

الممثلة الأميركية أنجلينا جولي تتحدث للصحافه خلال زيارتها إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن أمس يرافقها أنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (رويترز)
TT

في زيارة مشتركة مع أنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن أمس، أبدت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي قلقها الشديد على أحوال اللاجئين، مؤكدة أنها سمعت روايات «مرعبة تقطع نياط القلب» من الفارين من الأزمة.. في الوقت الذي أعلن فيه من جنيف أن إجمالي عدد اللاجئين السوريين تجاوز 250 ألفا.

وأكد أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس من جنيف، أن «الأرقام الأخيرة تظهر أن أكثر من ربع مليون لاجئ سوري (253 ألفا و106 أشخاص) مسجلون أو ينتظرون التسجيل في المنطقة». وأحصت المفوضية 85 ألفا و197 لاجئا في الأردن؛ بينهم 35 ألفا و961 ينتظرون التسجيل.

وأمام تلك الأوضاع، قررت المفوضية إيفاد غوتيريس وأنجلينا جولي، سفيرة النوايا الحسنة والمبعوثة الخاصة للمفوضية، وزارت جولي مخيم الزعتري أمس، الذي يستضيف نحو 29 ألف لاجئ.

وقالت جولي، بينما تكاد تبكي، إنها سمعت روايات «مرعبة تقطع نياط القلب» من لاجئين سوريين فارين من الأزمة في بلادهم لجأوا إلى معسكر عبر الحدود، والتقت نجمة هوليوود لاجئات سوريات، وقامت بجولات في المخيم المترامي الأطراف. وقالت جولي أثناء زيارتها التي سلطت عليها الأضواء، والرامية إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى مأساة اللاجئين السوريين وجمع مزيد من التبرعات لهم: «أنا قلقة للغاية، والعالم قلق للغاية.. ما يكسر القلب هو عندما يسألك سوريون عن السبب الذي تعتقد أنه وراء عدم تمكن أي أحد من التوصل إلى حل لهم حتى الآن».

وأضافت: «ما وصفوا حدوثه على الأرض وما سمعته منهم مرعب للغاية»، مؤكدة أن ما رواه الأطفال أثر فيها بشكل خاص. وقالت: «عندما تلتقي هذا العدد من الأبرياء والمدنيين.. شعب سوريا الذي يسأل عمن يقف في صفهم (قائلين): من سيمد لنا يد العون والأشهر تمر؟». وقالت أيضا إن بعض اللاجئين أعربوا عن مخاوفهم من «أن لا يبقى الكثير منهم في سوريا»، مع استمرار إراقة الدماء في البلاد.

وعبرت جولي عن تقديرها لدور الأردن الإيجابي في الحد من المعاناة الإنسانية للشعب السوري، داعية المجتمع الدولي إلى حشد جهوده لدعم اللاجئين السوريين في الدول التي فتحت حدودها لاستقبالهم، حتى يتمكنوا من العودة إلى بلادهم يوما ما. وأضافت أن هناك حاجات كثيرة لم يتم تأمينها للاجئين، واعتمادات مالية يتعين جمعها لدعمهم، و«هذا ما نطلبه من المجتمع الدولي».

من جهته، قال غوتيريس إن «المخيم بحاجة لتمويل دولي ضخم» وإن «الأوضاع به لا تزال غير مقبولة».

ونقل بيان صحافي للخارجية الأردنية عن غوتيريس تأكيده خلال لقائه الوزير جودة، بحضور جولي، أنه «بات أمرا حيويا وضروريا مساعدة المجتمع الدولي للأردن، لا سيما أن الأردن يعتبر من الأعمدة الأساسية في أمن واستقرار المنطقة».

وأوضح البيان، أن غوتيريس أعرب عن تقديره لجهود الأردن الكبيرة في استقبال المواطنين السوريين وإيوائهم وتقديم الخدمات لهم. كما أكد حرص المفوضية على التعاون مع الأردن ودعمه، داعيا المجتمع الدولي إلى المساعدة في هذا المجال.

من جهته، عرض جودة خلال اللقاء الخدمات التي تقدمها بلاده للسوريين الذين لجأوا إليها، بسبب الأحداث في سوريا، مشيرا إلى أن الأردن بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي بهذا الخصوص. وثمن جودة ما قدمته الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية لدعم الأردن، مؤكدا استمرار بلاده في تقديم الخدمات للسوريين وفتح الأبواب لهم، رغم محدودية موارده، خاصة المياه والطاقة.

كما جدد التأكيد على أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، ووقف نزف الدماء، وأهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تداعيات استمرار هذه الأزمة على الأردن ودول المنطقة.

يذكر أن أنجلينا جولي قامت بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد، برفقة زوجها النجم الأميركي براد بيت، في عام 2009. وفي شهر فبراير (شباط) الماضي، شددت جولي على عدم ندمها على تلك الزيارة، لافتة إلى أنها كانت ذات طابع إنساني ومتصلة بطبيعة منصبها سفيرة للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين لدى الأمم المتحدة.

وكانت مجلة «فوغ» الفرنسية وصحيفة الـ«غارديان» البريطانية قد سلطتا الأضواء على تلك الزيارة، وعلى ما بدا خلالها من علاقة تبدو شديدة الخصوصية بين عائلة الرئيس السوري وزوجته أسماء الأسد وعائلة جولي وبيت.