تشكيل مجلس «عسكري ثوري» في حلب يضم كل الألوية والكتائب المقاتلة

قوات الأمن السورية تصعد من استخدام الطيران الحربي في قصف البلدات

TT

صعدت قوات الأمن السورية من وتيرة عملياتها العسكرية في عدد من المحافظات السورية، مستخدمة الطيران الحربي، لا سيما طائرات الميغ لقصف المناطق، تحديدا في حلب وإدلب وريف دمشق ودير الزور، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، عدا عن تدمير عدد كبير من الأبنية والمنازل فيما اعتبرته المعارضة السورية «عقابا ممنهجا» من قبل النظام السوري. فيما أعلن في حلب عن تشكيل «المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب»، ويضم كتائب الجيش الحر التي تقاتل قوات الجيش النظامي هناك.

ووزع ناشطون في الهيئة العامة للثورة السورية فيديو، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، يظهر اجتماع قيادات الألوية والكتائب في حلب، ويعلنون تشكيل المجلس العسكري الثوري الذي قالوا: إنه يضم جميع التشكيلات والأولية والكتائب في محافظة حلب بقيادة مجلس رئاسي يضم العقيد عبد الجبار عقيدي وعبد القادر الصالح ورضوان القرندل، وممثلا بألوية: التوحيد والفتح وصقور الشهباء والمعتصم بالله وأحرار سوريا وصقور الشام وحلب الشهباء والثورة الحلبية وتجمع أحفاد الرسول ودرع الأمة ولواء الحق.

وفي غضون ذلك، ذكرت شبكة شام الإخبارية أن «مروحيات الجيش النظامي قصفت بالصواريخ مدينة سلقين بإدلب»، كما قصفت «طائرات الميغ مزارع مدينة رنكوس بريف دمشق ومدينة البوكمال وأحياء عدة بدير الزور»، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في غارات جوية استهدفت أحياء المرجة والصاخور وهنانو وطريق الباب والشيخ خضر في حلب».

وحمل قياديون في الجيش السوري الحر بشدة على استخدام الطيران الحربي لقتل المدنيين. وقال رئيس أركان الجيش الحر العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام الأسدي يستخدم الطيران الحربي المقاتل والصواريخ والقذائف لقصف المدن وإبادة أهلها، ويرمي على شعبه براميل الـTNT»، متسائلا: «أي نظام يفعل ذلك بشعبه».

وكشف عن «معلومات استخباراتية وصلت إلى الجيش الحر عن تعبئة براميل بغازات سامة بقيادة الفرقة التاسعة وإشراف وزارة الدفاع السورية، تمهيدا لاستخدامها في الأيام المقبلة»، منتقدا أن «يحصل كل ذلك فيما العالم بأجمعه يتفرج بدماء باردة ومن دون أن يرف جفن له».

وقال حجازي: «يبدو أن الضمير العالمي نائم لأنه لا يعقل أن يكون يتفرج كيف يقتل الشعب السوري يوميا وبوحشية لا سابق لها ولا يحرك ساكنا»، متسائلا: «أين العالم المتحضر والذي يدعي الإنسانية مما يجري في سوريا اليوم ولماذا يترك شعبها وحيدا ويذبح بصدور عارية». وشدد على أن «الشعب السوري هو من يتعرض لمؤامرة كونية وليس النظام السوري لأن لا أحد يقدم المساعدة له والعالم بأجمعه يتفرج»، موضحا أن «أعداد المهجرين والمشردين داخل سوريا هو أكثر بكثير من النازحين إلى دول الجوار، وهم بحاجة إلى المأوى والطعام والدواء والخدمات الأساسية».

وكانت اشتباكات عنيفة شهدتها أمس أحياء عدة في العاصمة دمشق وريفها، تحديدا في حي برزة وفي بلدة عرطوز في ريف دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «حيي الحجر الأسود والتقدم تعرضا للقصف من قبل القوات النظامية ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، كما شهد حي نهر عيشة حملة دهم للمنازل من قبل القوات النظامية رافقها إطلاق نار عشوائي بينما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي التضامن.

من ناحيتها، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن اقتحام قوات الأمن السورية لمدينة داريا في ريف دمشق من الجهة الغربية بالدبابات والآليات الثقيلة، وأشارت إلى إصابات عدة في صفوف المدنيين بعد قصف مدفعي عنيف على بلدة سبينة واقتحامها جزئيا، في موازاة حملة مداهمات على أوتوستراد المزة.

كذلك، اقتحمت قوات الأمن بلدة يلدا، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المعارضة. وبث معارضون مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» أظهرت أسر كتيبة من «الجيش الحر» لستة عناصر من الدفاع الجوي، بينهم ضابط وصف ضباط ومجندون، في الغوطة الشرقية.

أما في حلب، فقد قتل أحد عشر شخصا على الأقل جراء قصف استهدف أحياء الصاخور والسكري وبستان القصر في المدينة وبلدة مارع في ريف حلب. كما تعرضت أحياء «الإنذارات ومساكن هنانو وسيف الدولة والأعظمية وصلاح الدين للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في أحياء الزبدية وسيف الدولة والإذاعة وسليمان الحلبي وبستان القصر»، وفق ما ذكره المرصد السوري. واستهدف القصف بلدات كفركرمين ودير حافر وبعيدين في ريف حلب.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أنه تم العثور على «أربعة شهداء مجهولي الهوية كانوا قد تعرضوا لإطلاق نار بالرأس وتعذيب شديد في برادات المشفى الجامعي في حلب»، فيما استهدف قصف عنيف بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة مدينة دارة عزة، في موازاة استهداف الطيران الحربي لمخبز في بلدة مارع، ما أدى إلى سقوط خمسة عشر شخصا بين قتيل وجريح.

وفي حماه، قتل 10 أشخاص وسقط عدد كبير من الجرحى وتهدم عدد من المنازل جراء قصف عنيف تعرضت له مدينة كفرزيتا بالطيران المروحي وسقوط عدد من البراميل المتفجرة، التي يدأب النظام على استخدامها في الفترة الأخيرة، وفق المعارضة السورية.

ودارت اشتباكات عنيفة عند مداخل بلدة سلقين في إدلب بين عناصر من «الجيش الحر» وقوات الأمن السورية التي استخدمت الطائرات في الاشتباكات. وتعرضت بلدات وقرى جبل الزاوية وسرجة بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية.

وفي دير الزور، استمر القصف العنيف بالطائرات الحربية ميغ والدبابات المتواجدة في منطقة الحويقة على الأحياء السكنية، ما أدى إلى تدمير منازل المدنيين وانقطاع التيار الكهربائي. وقتل أربعة أطفال جراء القصف عنيف على بلدة الشحيل بالطيران الحربي وسقوط عدد من الصواريخ، ترافقت مع قصف بالبراميل المتفجرة، وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية، التي أشارت إلى تجدد القصف المدفعي على حارة التركمان والمديان وحارة الحصن بالمدفعية والدبابات في حمص.