دعوات للبابا لاتخاذ موقف واضح من الثورة في سوريا عشية زيارته لبنان

كيلو لـ«الشرق الأوسط»: نطالب الفاتيكان بعدم النظر بعين المذهبية للقضية السورية

TT

في الوقت الذي يصل فيه البابا بنديكتوس السادس عشر إلى بيروت يوم الجمعة وعلى رأس جدول أعماله ملف مسيحيي سوريا والشرق الأوسط، ينشط الأعضاء المسيحيون في المجلس الوطني السوري، والمعارضون السوريون المسيحيون بشكل عام، لحث مسيحيي سوريا على الانخراط في الثورة، من خلال توجيههم لرسائل طمأنة لمستقبل المسيحية في سوريا ما بعد الأسد، كانت آخرها رسالة وجهها عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني جورج صبرا دعاهم فيها لرفض استمرار النظام وتأييد الثورة والمساعدة على انتصارها.

وتأخذ المعارضة السورية على الفاتيكان عدم إعلانه موقفا صريحا وجازما مما يحصل في سوريا يعطي دفعا للمسيحيين المترددين في الداخل السوري للانخراط في الثورة. وفي هذا السياق، دعا المعارض السوري ميشال كيلو البابا خلال زيارته لبنان «لاتخاذ موقف واضح يدين فيه العنف الذي يرتكبه النظام السوري بحق الأبرياء»، مطالبا إياه «بعدم النظر بعين مسيحية أو مذهبية للقضية السورية، بل بعين إنسانية وعين من الإنصاف والعدالة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان المسيح معنا اليوم لنزل في المظاهرات المطالبة بالحرية، ولما كان ركب دبابات النظام، وبالتالي يكفي تماشيا مع دعاية النظام التي تقول إن الثورة إسلامية؛ فالثورة مدنية بامتياز حتى ولو كان فيها إسلاميون».

وشدد كيلو على «وجوب أن يمد البابا يده بشكل حقيقي وجدي، فيمارس الفاتيكان نفوذه الكبير في العالم لوقف مجازر النظام». وأضاف «كما نطالبه بتذكير مسيحيي سوريا بأنهم جزء من الشعب السوري وليسوا طائفة، فهم لم يكونوا يوما أقلية بل لطالما كانوا سوريين لديهم حقوق السوريين بشكل عام وعليهم واجباتهم».

وتوجه كيلو للمسيحيين في سوريا قائلا «الثورة لن تحاسبكم بعد أن تنتصر، لكن ضمائركم ستفعل، لأنكم سكتم على هذا القدر من المجازر التي ارتكبت بحق شعب سوريا الذي تشكلون أنتم جزءا لا يتجزأ منه».

بدوره، وعلى صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وجه عضو المكتب التنفيذي والمتحدث باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا رسالة إلى مسيحيي سوريا حضهم فيها على «رفض استمرار النظام وتأييد الثورة والمساعدة على انتصارها»، مشيرا إلى أن «المسيحية الحقة ترفض الظلم والاستبداد والقهر، وتناهض التسلط والقتل وهدر الدماء، وهو ما يفعله نظام الطغاة في دمشق بالشعب السوري منذ عام ونصف العام على مرأى ومسمع العالم بأسره».

وبعد أن عرض للعديد من الأسماء المسيحية التي لعبت أدوارا مهمة في عهود الاستقلال، خاطب المسيحيين بالقول «كيف ترتضون اليوم أن يقرر أحد عنكم، وأن ترسم مصيركم ومستقبلكم سلطة دموية غاشمة وفاسدة، ولم تكونوا لتفعلوا ذلك من قبل؟! الثورة تناديكم، تفتح ذراعيها لمشاركتكم. وهي التي تصنع المستقبل لكم ولجميع السوريين».

في هذه الأثناء، تتواصل التحضيرات اللوجيستية والأمنية في لبنان لاستقبال البابا، خاصة بعدما كان الشيخ السلفي عمر بكري أعلن في وقت سابق عدم ترحيبه بهذه الزيارة. وفي هذا الإطار، أفاد المنسق العام للجنة التحضيرية للزيارة البابوية الأب مروان تابت أن «لبنان في جهوزية كاملة لاستقبال البابا بعد إتمام التحضيرات كافة»، لافتا إلى أن «الموضوع الأمني بأيدي الحرس الجمهوري بالتعاون مع كل القوى الأمنية الأخرى»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أما في ما يخص التهديدات التي أطلقت في وقت سابق فهي تبقى محدودة بالمكان والزمان، باعتبار أننا نسقنا وتواصلنا مع أطراف سلفية عديدة أعربت عن ترحيبها الكامل بالزيارة البابوية».

وبالتزامن، توجهت «شبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية» لمن سمتهم «أحرار لبنان» داعية إياهم «لرفع أعلام الثورة السورية ونشر النداءات المساندة الشعب السوري المنكوب خلال زيارة البابا إلى لبنان».