آموس: المجتمع الدولي ترك الملايين من المدنيين السوريين لمواجهة محنتهم بمفردهم

غوتيريس وأنجلينا جولي يشكران حكومة لبنان على إبقاء الحدود مفتوحة أمام النازحين

سفيرة النوايا الحسنة الممثلة الأميركية أنجلينا جولي أثناء لقائها بعض النازحين السوريين في لبنان أمس (أ.ف.ب)
TT

تتفاقم أزمة اللاجئين السوريين إلى دول الجوار مع تخطي أعدادهم ربع مليون لاجئ، وفق ما أعلنته أول من أمس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فيما اتهمت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أمس «المجتمع الدولي بترك الملايين من المدنيين السوريين العاديين لمواجهة محنتهم بمفردهم»، وحذرت من «ازدياد أوضاع السوريين سوءا مع تصاعد وتيرة العنف واقتراب فصل الشتاء»، داعية العالم «إلى ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة هذه المأساة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري».

وتحدثت آموس، في مقال نشرته صحيفة «تايم» البريطانية، عن «صعوبات تواجه جهود إغاثة اللاجئين السوريين على المستويين الداخلي والخارجي في ظل تصاعد العنف في البلاد»، فيما أكد عمر إدلبي، عضو المجلس الوطني وأحد الناطقين الرسميين باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط» أن «معالجة النتائج لم تعد تكفي، والمطلوب معالجة الأسباب التي أفرزت حالات اللجوء كلها»، مشيرا إلى «اننا نقدر عدد اللاجئين السوريين بأكثر من 400 ألف لاجئ في دول الجوار، 250 ألفا منهم مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين».

ودعا إدلبي «الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين وتقديم المساعدات إلى تحمل مسؤولياتها»، معتبرا أنها «لا تزال متأخرة عن القيام بواجباتها، وهو ما أفرز صعوبات عدة تواجه النازحين تحديدا في تركيا والأردن ولبنان». ورأى أن «تحرك الدول العربية لا يزال خجولا، وثمة جهد تقوم به جمعيات خيرية إسلامية ومدنية»، موضحا أن «إجراءات وآليات تقديم المساعدات السعودية بدعوة من القيادة السعودية أقرت اليوم، فيما المساعدات القطرية التي جمعت خلال شهر رمضان تم توجيهها إلى الداخل». وشدد على أن «مفوضية شؤون اللاجئين معنية أولا وأخيرا بمساعدة السوريين وبتنظيم وضعهم وتحديدا إقامتهم، فهم مشتتون مثلا في لبنان وفي الأردن، وثمة ظروف صعبة في مخيم الزعتري تحديدا»، معربا عن اعتقاده أنه «قد آن الأوان لتحرك فعال وجدي لإغاثة النازحين السوريين».

وفي حين قالت آموس إن «محاولة إنشاء مناطق عازلة من دون ضمانات كافية ليس من شأنها أن تضمن حماية أرواح المدنيين»، داعية المجتمع الدولي إلى «زيادة دعمه لجهود الإغاثة» و«لدعم الدول المجاورة لسوريا التي تستضيف مئات آلاف اللاجئين السوريين»، شدد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، من لبنان، على وجوب أن «يبذل المجتمع الدولي المزيد من الجهد للتعبير عن تضامنه مع اللاجئين السوريين أنفسهم الذين يعانون الكثير، وكذلك مع الدول المضيفة كلبنان، الذي على الرغم من الظروف الصعبة المحيطة باقتصاده ومجتمعه وبنيته التحتية، فإنه يستقبل بقلب مفتوح اللاجئين من سوريا».

وأوضح غوتيريس، الذي وصل إلى بيروت أمس ترافقه كل من ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينت كيلي وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الممثلة العالمية أنجلينا جولي والوفد المرافق قادمين من الأردن، إنه يزور والوفد المرافق «الدول المستضيفة للاجئين السوريين». وشكر بعد زيارته رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في حضور الوزيرين وائل أبو فاعور وحسان دياب «الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني على كرم الضيافة حيال اللاجئين السوريين»، معتبرا أن «لبنان أبقى حدوده مفتوحة، وأبقى اللبنانيون منازلهم وقلوبهم مفتوحة أيضا لإخوانهم وأخواتهم القادمين من سوريا، وهذا مثال يحتذى».

وأوضح غوتيريس أن الزيارة كانت مناسبة «لتحليل جوانب التعاون المكثفة بين الحكومة اللبنانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركائها في هذا المجال»، مشددا على أنه «سيتم العمل على تحسين هذا التعاون للتأكد من أن اللاجئين السوريين يحصلون على الدعم والحماية والمساعدة في لبنان، مع الاحترام الكامل لحاجاتهم وكراماتهم».

وفي كلمة لها، أعربت أنجلينا جولي عن سرورها «للعودة مجددا إلى لبنان، الذي سبق لي أن زرته قبل عامين في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها». وقالت «التقيت عددا من العائلات، حيث يتم استقبالهم وحمايتهم في المنازل وليس في المخيمات، وهم ممتنون للشعب اللبناني وللبنان، وأنا أيضا ممتنة كذلك نيابة عنهم». وأوضحت جولي أنها التقت والوفد المرافق «العائلات السورية التي هربت من أعمال العنف في سوريا والتقت النسوة والعائلات، وزارت مدارس تحتضن طلابا يتلقون التعليم بعدما تخلفوا عن الدراسة لمدة عامين ثم عادوا وانخرطوا في المدارس». واختتمت جولي والوفد المرافق يومهم اللبناني بزيارة مقر مفوضية شؤون اللاجئين والاجتماع بالعاملين فيها.