«تدفيع الثمن» تشن اعتداءات جديدة على مساجد.. والجيش يصادر مزيدا من الأراضي

المستوطنون هاجموا مسجدا في الخليل واقتحموا باحة الأقصى

المسجد الذي كتبت عليه عبارات بالعبرية تسيء للإسلام والمسلمين في منطقة الخليل أمس (أ.ف.ب)
TT

استأنفت المجموعات الإرهابية التي تعرف بـ«تدفيع الثمن» التي تمثل المستوطنين الأكثر تطرفا، هجماتها أمس ضد دور عبادة وفلسطينيين في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، بينما اقتحم آخرون باحات المسجد الأقصى وأقاموا صلوات تلمودية هناك.

وألحق المستوطنون أضرارا بمسجد سلمان الفارسي في بلدة دورا جنوب غربي الخليل وبسيارات فلسطينيين هناك. وقال شهود عيان إن المستوطنين حاولوا إحراق مسجد سلمان الفارسي، وقاموا بكتابة شعارات مسيئة للإسلام وتهدد العرب من بينها «الموت للعرب» و«ستدفعون الثمن»، وحملت الشعارات توقيع «تدفيع الثمن.. ميغرون»، كما هاجموا سيارات مواطنين، وهموا بإحراقها قبل أن يشتبك معهم الأهالي.

ومجموعة «تدفيع الثمن» هي المجموعة الإرهابية التي هاجمت دير اللطرون المسيحي على أطراف مدينة القدس المحتلة قبل نحو الأسبوع، ونفذت سلسلة اعتداءات مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي وخلال أغسطس (آب) الماضي، كانت من بينها محاولة قتل عرب بشكل همجي في الطرقات.

وتقول الشرطة الإسرائيلية إن هذه الجماعة تنتقم الآن لإخلاء بؤرة ميغرون الاستيطانية التي كانت مقامة على أراض فلسطينية خاصة في رام الله. وحذر محمود الهباش، وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، من استمرار هذه الهجمات «العنصرية والاستفزازية»، مؤكدا أنه «لولا يقظة المواطن الفلسطيني لتم إحراق المسجد كاملا لا سمح الله».

وقال الهباش في بيان «إنه لم تعد هناك أماكن عبادة آمنة في ظل الاعتداءات والجرائم التي تتعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه». وأضاف أن «إقدام قوات الاحتلال على تكرار اعتداءاتها على المقدسات من حرق وإغلاق ومنع للآذان ما هو إلا دليل على حجم الهمجية الشرسة التي ينطلق منها الاحتلال». وتابع القول «إن هذه الهجمة قد تجاوزت كل الشرائع والقوانين الدولية التي كفلت حرية العبادة وإقامة دور العبادة». ووصفت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الهجوم على مسجد دورا بأنه «خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني، وانتهاك صارخ لحرية العبادة، مثلما يشكل انتهاكا صريحا لالتزامات إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يترتب على ذلك من وجوب قيامها بعدم التعرض لأماكن العبادة، وضمان حرية العبادة فيها وسلامتها وعدم المساس بها أو تدنيسها بأي شكل ومن أي جهة كانت».

وبعد ساعات قليلة فقط من الهجوم على مسجد دورا، اقتحم مستوطنون بالقوة ساحات المسجد الأقصى في القدس. وقال شهود عيان إن نحو 30 مستوطنا اقتحموا المسجد لأداء طقوس دينية، في حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأكد حراس الأقصى أن المستوطنين اقتحموا المسجد من جهة باب المغاربة، وتجولوا في باحاته ومرافقه المختلفة، وأدوا شعائر تلمودية.

وفي بيت لحم، أصيبت طفلة (9 سنوات) بجروح متوسطة، إثر قيام مستوطنة بدهسها أمام مدرسة الخنساء الأساسية في بلدة تقوع جنوب شرقي المدينة. ولم يعرف ما إذا كان الدهس مقصودا أم لا، غير أن سيارة المستوطنين لاذت بالفرار، قبل أن تنقل الطفلة إلى مستشفى المقاصد، وتفتح الشرطة الإسرائيلية تحقيقا.

وفي السياق ذاته، وعلى صعيد رسمي، سلّمت سلطات الاحتلال إخطارات بالاستيلاء على 675 دونما من أراضي قريتي عورتا وبورين جنوب شرقي نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس للوكالة الرسمية «إن سلطات الاحتلال سلمت المجلسين القرويين لعورتا وبورين قرارات بالاستيلاء على الأراضي». وحذر دغلس من سياسات الاحتلال في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وطالب المنظمات والمجتمع الدولي بالتدخل لوقفها.

وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت أول من أمس أربعة مجالس قروية شمال نابلس قرارات بالاستيلاء على 800 دونم من أراضي المواطنين.