نجاة الرئيس الصومالي الجديد من تفجيرين استهدفا فندقه في مقديشو.. و«الشباب» تتبنى الهجوم

واشنطن تأمل بمرحلة جديدة.. ومتشددون يصفون محمود «بالخائن»

جنود صوماليون يظهرون من خلال النافذة المحطمة لسيارة خارج فندق الجزيرة بعد انفجارين عند مقر الإقامة المؤقت للرئيس الصومالي الجديد محمود الشيخ حسن واللذين تسببا في مقتل خمسة اشخاص على الاقل واصابة ثلاثة آخرين (أ.ف.ب)
TT

نجا الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود من تفجيرين استهدفا فندقه في مقديشو أمس، كما أعلنت قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (اميصوم)، في حين تبنت حركة الشباب الإسلامية المتطرفة الهجوم. وقال المتحدث باسم «اميصوم» الكولونيل علي حميد لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد وقع انفجار قرب الفندق.. الرئيس بخير وكل من كانوا داخل الفندق أيضا بخير». وأعلنت حركة الشباب الإسلامية مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال علي محمود راغي المتحدث باسم الحركة: «نحن مسؤولون عن الهجوم على من يسمى رئيسا وعلى الوفد» الكيني.

وقال مصدر في وزارة الخارجية الكينية إن وزير الخارجية الكيني سام أونغيري وعددا من النواب الكينيين كانوا يجتمعون مع الرئيس حسن شيخ محمود وقت وقوع الانفجار، مؤكدا أنه جرى إخلاؤهم جميعا.

وقال شاهد من «رويترز» إنه أمكنت رؤية جثتين أمام الفندق إحداهما للانتحاري فيما يبدو، وأضاف أن هناك حفرة كبيرة في الطريق.

وواصل محمود ووزير الخارجية الكيني سام أونغيري المؤتمر الصحافي لعدة دقائق بعد التفجيرين. وقال محمود بعد التفجيرين بلحظات: «أولا وقبل كل شيء سنتعامل مع قضية الأمن. الأولوية الأولى هي الأمن والأولوية الثانية والثالثة».

إلى ذلك، وصف إسلاميون متمردون الانتخابات الرئاسية الصومالية بأنها خدعة من الغرب لتعزيز مصالحه الاقتصادية والاستراتيجية في الصومال، ووصفوا الرئيس الجديد بالخائن وقالوا إنهم سيواصلون حربهم لجعل الصومال دولة إسلامية. ومن بين أولويات محمود الأكاديمي السابق قمع حركة الشباب الإسلامية التي قاتلت لخمسة أعوام في تمرد أسفر عن مقتل الآلاف، غير أنها تقع الآن تحت ضغط من قوات عسكرية إقليمية.

وقال شيخ علي محمود راج المتحدث باسم حركة الشباب إن الحركة لا تعتبر أن الانتخابات جرت بما يتماشى مع مصلحة الشعب الصومالي.

وتابع في بيان: «إنها تمثل المصالح الغربية ومصالح عملائها في المنطقة... ما أطلق عليها انتخابات جاءت للحفاظ على الوضع الراهن مما يسمح للشركات الأجنبية بسرقة موارد الصومال وتدمير اقتصاده. بديل شريف ليس إلا نسخة معدلة من الخائنين الذين يخدمون هذه المصالح».

ولم يوضح البيان ما هي المصالح الغربية، إلا أن هناك اهتماما دوليا متزايدا بموارد الصومال من النفط والغاز. وتغضب أيضا سفن الصيد الأجنبية التي تصطاد بشكل غير مشروع الكثير من الصوماليين. والصومال ساحة معركة أيضا في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين ويمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي.

وحث راج الصوماليين على دعم حرب المتشددين التي وصفها بالمقدسة، وقال إن المعركة ستستمر إلى أن يجري تطبيق رؤية حركة الشباب الصارمة للشريعة الإسلامية في البلاد. وقال: «سنواصل معركتنا ضد هؤلاء المرتدين كما كنا نقاتلهم من قبل».

وكان مسؤولون غربيون أشادوا بالانتخابات الرئاسية ووصفوها بأنها الأولى من نوعها في الصومال منذ 45 عاما، وقالوا إنها أوضحت أن الصوماليين مستعدون لوضع نهاية لإراقة الدماء التي لا تنتهي والفساد المتوطن الذي أضر بالبلاد لعقود من الزمان.

وكانت الولايات المتحدة هنأت أمس الرئيس الصومالي الجديد، مبدية أملها في أن يدشن انتخابه مرحلة جديدة في هذا البلد الأفريقي الذي يشهد حربا منذ 20 عاما. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان: «أريد أن أهنئ الرئيس حسن شيخ محمود والشعب الصومالي على الانتخاب» الاثنين.

وأضافت: «مع هذا التصويت، أنهت الصومال مرحلتها الانتقالية السياسية»، مذكرة بأن الصومال انتخبت الشهر الماضي برلمانا جديدا على المستوى الفيدرالي، وأن الجمعية الوطنية التأسيسية تبنت مؤخرا دستورا مؤقتا.

وبالنسبة للانتخابات الرئاسية، أوضحت كلينتون أن «هذا النجاح المهم جدا هو نتيجة سنوات من العمل من جانب الصوماليين والأسرة الدولية».

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت في وقت سابق: «نتطلع إلى العمل مع» الرئيس الجديد، معتبرة أن انتخابه يشكل «المرحلة النهائية على الطريق المؤدية إلى انتقال» سياسي في الصومال. وأضافت نولاند «أنه أيضا بشارة أمل بإرساء مرحلة جديدة من الحكم في الصومال».

وكان البيت الأبيض هنأ الاثنين «الشعب الصومالي بإنجاز هذا الانتقال السياسي الحاسم» الذي يطبع «مرحلة مهمة» في البلاد، داعيا الرئيس الجديد إلى «مواصلة تعزيز المؤسسات الديمقراطية». وأقرت نولاند بأن انتخاب محمود شكل «مفاجأة إلى حد ما». لكن المتحدثة أكدت أن الرئيس الجديد معروف في واشنطن و«نتطلع بفارغ الصبر إلى معرفته أكثر»، لافتة إلى أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «ستتصل به على الأرجح خلال الأيام المقبلة».