إعدامات ميدانية في ريف حماه وانفجارات واعتقالات في دمشق

استمرار العمليات العسكرية في حلب وقصف على حمص ودير الزور وإسقاط مروحية في إدلب

TT

عاد القصف إلى العاصمة دمشق يوم أمس في موازاة استمرار العمليات العسكرية في معظم المناطق السورية، إضافة إلى العثور على المزيد من جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا. وقد وصل عدد ضحايا أمس إلى أكثر من 100 قتيل كحصيلة أولية بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فيما أفادت الهيئة العامة للثورة بأن معظم القتلى سقطوا في دير الزور وحمص ودمشق، وأوضحت أن نحو 23 طفلا وامرأة سقطوا خلال هجمات القوات النظامية.

وفي دمشق حيث تركز القصف المدفعي أمس على حي التضامن وسمعت أصوات انفجارات قوية في معضمية الشام هزت المدينة نتيجة القصف بالمدفعية والدبابات، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن اقتحمت بلدة كناكر وسط إطلاق رصاص كثيف وقتل عدد من الأشخاص، بينما قامت قوات النظام بجرف منازل في حي القابون، كما شنت حملة اعتقالات في حي المزة. وتعرض حي الحجر الأسود لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة، بالإضافة إلى قصف على أحياء القدم والتضامن ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك.

وفي ريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق أن الدبابات والمصفحات انتشرت في شارع الثورة في داريا، إضافة إلى تحليق الطيران المروحي في سماء المدينة.

وفي حماه وريفها، أكد ناشطون العثور على 13 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا في مدينة حلفايا بريف حماة، بينما قال المرصد إنه عثر على جثامين 8 مواطنين في مزارع بلدة حلفايا، كانوا قد فقدوا إثر الحملة العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في مزارع البلدة. والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود المزيد من المفقودين في المزارع، علما بأن قوات النظام قامت بإعدام ستة معارضين ليل أمس، ليرتفع العدد إلى 17 قتيلا.

بدوره، أكد أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه، لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم الجثث التي وجدت في حلفايا تعود إلى أفراد من عائلة الناصر، لافتا إلى أن أهالي بلدة كفر ظبتا التي تتعرض للقصف منذ يومين، يعانون من وضع إنساني مأساوي في ظل غياب المواد الطبية الأولية وصعوبة توصيل المواد الغذائية. وأشار الحموي إلى أن حماه تحولت في هذه الفترة إلى ثكنة عسكرية بسبب انتشار الحواجز العسكرية في كل مكان وتنفيذها حملات اعتقالات مستمرة، وخروج الجيش الحر منها، وذلك بعد قرار من بعض المعارضين المسؤولين في المنطقة يقضي بتحييدها وعدم تحويلها إلى حمص ثانية خوفا من تدميرها.

ولفت المرصد إلى تعرض قرية قسطون للقصف من قبل حواجز القوات النظامية المجاورة مما أسفر عن احتراق عدة مبان من ضمنها مخبز البلدة، وفي بلدة طيبة الإمام نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الشرقية ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف. كما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بسقوط طفلين أخوين في القصف العنيف والعشوائي على مدينة اللطامنة في ريف حماه. وقد استهدفت قوات النظام في قرية قسطون مخبز المدينة والعديد من المنازل.

وفي إدلب، حيث قامت قوات النظام بقصف مدينة سراقب بالطيران، قال «لواء شهداء سوريا» إنه أسقط مروحية، وذكر المرصد أن ما لا يقل عن 18 عنصرا من القوات النظامية قتلوا أمس وأصيب العشرات بجراح بعضهم بحالة خطرة، وذلك إثر الهجوم بسيارة مفخخة على تجمع عسكري قرب معمل لويس الواقع شمال غربي مدينة سراقب عند جسر افس، وتبع الهجوم بسيارة مفخخة هجوم من قبل مقاتلين من الجيش الحر على التجمع العسكري الذي كان يضم ما بين 70 إلى 100 عسكري من القوات النظامية. وبحسب نشطاء من المنطقة فإن حاجز لويس قد دمر بشكل كامل، كما قال ناشط من المنطقة إن نحو 20 عسكريا تمكنوا من الفرار، واستمرت الاشتباكات لساعات طويلة، فيما حاصر مقاتلون من الجيش الحر مركزين للقوات النظامية في معمل الزيت والإذاعة قرب سراقب.

كما تعرضت بلدة تفتناز للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات في القصف الذي يواجه بالرشاشات من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة في البلدة. وسمعت أصوات الانفجارات والاشتباكات في مناطق مجاورة لمدينة سراقب التي تعرضت مناولها لقصف مباشر وتسببت في موجة نزوح. وأكد نشطاء من المنطقة أن أعمدة الدخان تصاعدت من الحواجز بعد قصفها والهجوم عليها، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية نتيجة القصف على المدينة أو الهجوم على الحواجز.

وفي حلب أيضا، لم يتوقف القصف العنيف على عدد من الأحياء والبلدات، ودارت اشتباكات بين الثوار والجيش النظامي في عدد من أحياء المدينة، وفق ما أكده ناشطون، وذلك بعد معارك ليلية على طريق مطار حلب الدولي بين جنود نظاميين ومجموعات مقاتلة معارضة، كما ذكر المرصد السوري الذي أشار إلى مقتل ثلاثة مواطنين أرمن إثر استهداف سيارة تقلهم على طريق المطار عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء.

وقال شخص قريب من أحد القتلى إن «عدد القتلى أربعة، بالإضافة إلى أكثر من 13 جريحا». وكان الضحايا عائدين من يريفان في أرمينيا إلى حلب. وذكر المرصد أن أحياء قاضي عسكر والشيخ خضر وسليمان الحلبي تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية، كما تعرض مبنى فرع أمني في حي الميدان للقصف بقذيفة صاروخية. وفي ريف حلب تعرضت بلدات راعل وصوران للقصف من قبل القوات النظامية، وقتل عنصر من الجيش الحر وهو عسكري منشق من بلدة كفرة.

وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن الطيران الحربي قام بإلقاء برميل متفجر في منطقة الميسر بالقرب من مسجد أبو بكر الصديق، مما تسبب في هدم مبنيين بالكامل وسقوط عشرات الجرحى. كما استهدف حي الصاخور بالقصف العنيف بالطيران الحربي.

وفي حمص، اقتحمت قوات النظام بلدات في حمص، وتعرضت مدينتا الرستن وتلبيسة للقصف بالمدفعية، ولفت المرصد إلى تعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة لقصف متقطع. كذلك، نفذت حملات دهم واقتحام لبلدات عدة في دير الزور، كما قصفت طائرات الـ«ميغ» أمس البوكمال وأحياء عدة بدير الزور. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي الجبيلة بدير الزور تعرض لقصف «عنيف» بالطيران الحربي، وأضافت أن حيي الحميدية والشيخ ياسين يتعرضان لقصف مدفعي متواصل.

بينما أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قصفا على قرية السويعية في البوكمال أسفر عن مقتل 6 أشخاص إضافة إلى إصابة عدد آخر من المدنيين. كما قامت قوات النظام بقصف حي الشيخ ياسين وأحياء أخرى في دير الزور بالمدفعية الثقيلة. وذكر المرصد تعرض حيي الجبيلة والبعاجين للقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية السورية، كما تعرض مبنى في قرية السوسة التابعة لمدينة البوكمال للقصف مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وفي درعا، اقتحمت قوات النظام بلدة كفر شمس، وشنت حملة مداهمات لعدد من المنازل، واعتقلت عددا من الشبان، وفرضت حصارا خانقا على البلدة، ونصبت حاجزين طيارين على طريق كفر شمس وكفر ناسج، وحاجزا على طريق دير العدس الترابي.