موسكو ترحب بمهمة الإبراهيمي.. وتحذر من مغبة التدخل الخارجي في سوريا

لافروف: سأكون سعيدا لو رفض الغرب مزاعمي حول تغير مواقفهم من قضية الإرهاب

TT

أعلنت موسكو رسميا عن ترحيبها بمهمة المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في الوقت الذي أعلنت فيه عن ضرورة ابتعاد اللاعبين الخارجيين عن التدخل في النزاع السوري والتوقف عن تأييد طرف بعينه دون الأطراف الأخرى.

وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف، في كلمته بمؤتمر «التفاعل وبناء إجراءات الثقة في آسيا» الذي بدأ أعماله أمس في الأستانة عاصمة كازاخستان، إن «الأزمة السورية باتت من القضايا الدولية الأشد إلحاحا، وصار من غير المقبول متابعة مجرياتها هناك بلا مبالاة، أو التدخل في النزاع لدعم طرف على حساب آخر على حد سواء». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «إيتار تاس» أن «كل اللاعبين الخارجيين، بما فيهم البلدان أعضاء منظمة (التفاعل وبناء إجراءات الثقة في آسيا)، مدعوون إلى مطالبة كل أطراف النزاع في سوريا بالعمل من أجل سرعة وقف إراقة الدماء وتأمين الظروف المناسبة لاجتماع السوريين (الذين حرص على أن يستثني منهم من وصفهم بـ«المرتزقة») حول مائدة الحوار بعيدا عن أي تدخل خارجي، من أجل البحث عن سبل تحقيق المصالحة الوطنية استنادا إلى الأساس المتفق عليه بالإجماع، وهو قرارات مجلس الأمن الدولي وخطة كوفي أنان للسلام والوثيقة التي جرى توقيعها في ختام الاجتماع الوزاري في جنيف».

وأعرب لافروف عن دعم بلاده لمهمة الإبراهيمي إلى سوريا، التي قال إنها تستند إلى الوثائق والقرارات السابقة. واستطرد ليقول إن «الأزمة السورية جزء من التطورات الدراماتيكية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط»، مضيفا أن هذه التطورات «تقوض الاستقرار في دول كثيرة، والأمر الأكثر خطورة أنه يجري استغلال هذه التطورات للتحريض على مواجهات طائفية وإثنية».

وتعليقا على رفض مجلس الأمن الدولي إدانة ما وصفه بالأعمال الإرهابية في سوريا والعراق، قال لافروف: «الغرب يعتبر الأعمال الإرهابية أمرا مقبولا، حينما يدور الحديث عن الجدوى السياسية من حيث وجهة نظر الغرب». ووصف رفض مجلس الأمن إدانة الهجمات الإرهابية بأنه «أمر مؤسف»، مشيرا إلى أن المجلس «كان حتى الآن يرد على كل العمليات الإرهابية دون استثناء بإعلان إدانته الشديدة، وكان يشدد دائما على موقفه الثابت الرافض للإرهاب بغض النظر عن الأسباب التي تقف وراءه.. إلا أن الشركاء الغربيين تخلوا عن مثل هذا الموقف للمرة الأولى بعد العملية الإرهابية في دمشق التي استهدفت مبنى الأمن القومي السوري وراح ضحيتها الكثير من كبار المسؤولين الأمنيين». ونقلت وكالة «إيتار تاس» عن لافروف ما قاله حول أن الموقف الغربي من هذا الاعتداء أثار استغرابه الشديد، موضحا أن «محاولات تبرير هذا الموقف تلخصت في أن هذه العملية لم تكن إرهابية بكل معنى الكلمة، لأنها استهدفت قادة القوات المسلحة التي تحارب المتمردين».

وأعاد لافروف إلى الأذهان ما اقترحته روسيا حول إدانة العمليات الإرهابية في حلب في 9 سبتمبر (أيلول)، التي أسفرت عن مقتل 27 شخصا، وأيضا التفجيرات الدموية التي حصلت في العراق في اليوم ذاته، مشيرا إلى أن الشركاء الغربيين امتنعوا عن الرد على هذا الاقتراح. واعتبر أن «ذلك يفرض استنتاجا بحدوث تغيير مبدئي في موقف بعض الدول الغربية من هذه القضية». وأضاف أن «مغزى هذا الموقف يتلخص الآن في أنه حينما يدور الحديث عن الجدوى السياسية، فإن الغرب يعتبر الأعمال الإرهابية أمرا مقبولا». واستطرد الوزير الروسي ليقول: «سأكون سعيدا جدا في حال رفض شركائنا هذه المزاعم، ولكن حتى الآن لا يبقى لي سوى التمسك برأيي».

وكان لافروف أشار أيضا في معرض تناوله لقضايا الأمن في المؤتمر إلى أن موسكو ترى ما وصفه بالتناقض في نيات إبقاء القواعد الأجنبية في أفغانستان بعد سحب القوات الائتلافية منها عام 2014، موضحا أن بلاده تعرب عن قلقها تجاه ما قد ينشأ من أوضاع هناك، و«خصوصا على خلفية البيانات المتضاربة التي تقول بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان في عام 2014 من جانب، والإبقاء على القواعد الأجنبية فيها من جانب آخر»، معربا عن شكوكه تجاه هذه النيات، وطالب بالمزيد من الوضوح قائلا إنه «إذا ما أنجزت مهمة مكافحة الإرهاب - الأمر الذي لم يثبت - فيعني ذلك أن القواعد تبقى بهدف آخر لا علاقة له بأفغانستان».