هيغ: الأسد زائل لا محالة.. وزيباري: اتفقنا على عملية انتقال سياسي ديمقراطي

وزير الدفاع الفرنسي في الأردن ولبنان لبحث الأوضاع الأمنية

لاجئة سورية بمخيم كيليس التركي تقدم باقة زهور للمبعوثة الخاصة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي أثناء زيارتها المخيم أمس في إطار جولتها بدول الجوار السوري للتوعية بمعاناة اللاجئين (رويترز)
TT

في ظل تكثيف لجولات المسؤولين الغربيين إلى دول الجوار في محاولة لفك شفرات الأزمة السورية، يستكمل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لادريان، جولته التي بدأها بالأردن أول من أمس قبل وصوله إلى لبنان أمس.. في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أثناء زيارته إلى بغداد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «زائل لا محالة ومن المستحيل أن يبقى»، مستنكرا ما رأى أنها «مساعدة نشطة» تقدمها طهران إلى دمشق وتشمل إرسال أسلحة.. بينما قال نظيره العراقي هوشيار زيباري: «اتفقنا على عملية انتقال سياسي ديمقراطي وتحقيق نظام ديمقراطي تعددي ممثل لكل فئات الشعب السوري.. وأن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه من دون تدخل أجنبي».

وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع زيباري: «نحن متأكدون من أن نظام الأسد زائل لا محالة، وأنه من المستحيل أن يبقى بعد أن ارتكب الكثير من الجرائم». وأضاف، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أنه ناقش مع زيباري «الحاجة للانتقال إلى سوريا أكثر ديمقراطية واستقرارا، وهذا الطريق الوحيد لتجنب حرب أهلية طويلة أو انهيار الدولة السورية أو وقوع عدد أكبر من القتلى وزيادة أعداد اللاجئين».

وتابع هيغ الذي وصل إلى بغداد مساء الأربعاء وغادرها ظهر الخميس: «نؤيد تشكيل حكومة انتقالية تعيد السلام والاستقرار إلى سوريا». وفي مؤتمر صحافي ثانٍ في البرلمان العراقي، قال هيغ ردا على سؤال حول تقارير تفيد بأن إيران ترسل أسلحة إلى نظام الأسد عبر العراق: «نحن نعارض تماما أي شحنات أسلحة ترسل من إيران إلى سوريا».

واستنكر الوزير البريطاني «المساعدة النشطة التي تقدمها إيران لنظام الأسد حتى يقمع شعب سوريا».

وكان ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي حذروا الأسبوع الماضي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارة لبغداد من استغلال إيران للأجواء العراقية لنقل أسلحة ومعدات لدعم النظام السوري. إلا أن رئيس الوزراء العراقي أكد خلال لقائه هيغ أن «العراق باشر منذ بداية الأزمة بتطبيق إجراءات مشددة تمنع تسرب السلاح والمسلحين عبر الأراضي أو الأجواء العراقية».

وأعاد المالكي، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه، الدعوة إلى «حل سلمي يضمن تحقيق أهداف الشعب السوري عبر حكومة انتقالية تدعو إلى انتخابات حرة ونزيهة»، محذرا من «انتشار السلاح والعنف». ونقل البيان عن هيغ قوله خلال اللقاء «إننا نشارك العراق رؤيته بضرورة إيجاد حل سلمي»، مشيرا إلى «ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تضم أطرافا من المعارضة والحكومة الحالية للوصول إلى الأهداف المطلوبة».

في موازاة ذلك، دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، خلال استقباله هيغ، الأمم المتحدة إلى «بذل المزيد من الجهود للإسراع في إنهاء محنة الشعب السوري وحقن دمائهم لأن استمرارها سينقل المعركة إلى المنطقة وخاصة العراق». ونقل بيان مكتب النجيفي عن هيغ تأكيده على «أن هناك مخاطر للتدخل العسكري ولكننا نفضل الطرق السلمية ولا نستبعد الخيارات الأخرى».

من جهته، قال زيباري في المؤتمر الصحافي مع هيغ «اتفقنا على عملية انتقال سياسي ديمقراطي وتحقيق نظام ديمقراطي تعددي ممثل لكل فئات الشعب السوري.. وأن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه من دون تدخل أجنبي». وشدد على أن العراق وبريطانيا يدعمان مهمة المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

وفي غضون ذلك، وصل إلى بيروت بعد ظهر أمس وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لادريان في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى المنطقة، مقبلا من العاصمة الأردنية عمان، وذلك غداة لقاء جمع مساء أول من أمس للمرة الأولى في باريس رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

وعقد وزير الدفاع الفرنسي سلسلة لقاءات في بيروت استهلها بلقاء رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وعدد من المسؤولين، على أن ينتقل اليوم إلى جنوب لبنان لتفقد كتيبة بلاده العاملة في إطار القوات الدولية «اليونيفيل» في جنوب لبنان.

وفي العاصمة الأردنية، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عقب استقباله لادريان، على موقف بلاده الداعم لإيجاد حل سياسي يجنب الشعب السوري المزيد من المعاناة، ويحافظ على وحدة سوريا وتماسكها.

وذكر بيان للديوان الملكي الأردني، أن الملك عبد الله الثاني استعرض مع لادريان، تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا ما يتصل منها بالأزمة في سوريا. وأشار الملك عبد الله الثاني إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن، جراء استضافته أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين تفوق طاقاته وإمكاناته، معربا عن تقديره لدعم فرنسا لخدمات الإغاثة التي تقدمها المملكة للاجئين، من خلال المستشفى الميداني الجراحي الفرنسي في مخيم «الزعتري» بمحافظة المفرق (شمال شرق). وأضاف البيان أن وزير الدفاع الفرنسي أكد، من جانبه، حرص بلاده على تمتين العلاقات الثنائية مع الأردن، وتقديرها لدوره في العمل على تحقيق الاستقرار بالمنطقة، وجهوده في مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين.

وعلى صعيد متصل قام لادريان ترافقه سفيرة بلاده في عمان كورين بروزيه بزيارة إلى مخيم «الزعتري»، تفقد خلالها المستشفى الميداني الفرنسي الذي أقامته بلاده بالمخيم بهدف تقديم الخدمات الصحية للاجئين السوريين. واستمع الوزير إلى شرح مفصل من الكوادر الطبية الفرنسية قدمها العقيد ريو يانك عن بنية وأقسام المستشفى والوضع العام للمخيم، إضافة إلى تقديم خدمات الرعاية الصحية والجراحية والطب العام والنفسي بالتعاون مع المستشفى المغربي للاجئين السوريين.

وقال مدير المستشفى الفرنسي باتريك تيرول إنه تم افتتاح عيادة بالتعاون مع وزارة الصحة الأردنية تعنى بتقديم كل العلاجات والمطاعيم الاستثنائية للأطفال للحفاظ على صحتهم وسلامتهم من الأمراض المعدية، مؤكدا أن كل الكوادر الطبية في المستشفى تسعى للارتقاء بالخدمات المقدمة للمراجعين من اللاجئين السوريين في المخيم وعلى مدار الساعة.