مصر: مخاوف من اقتحامات جديدة للسفارة الأميركية اليوم في مليونية «لا للإساءة للرسول»

«إسلاميون» يشكلون «دروعا بشرية».. ومرسي: الرسول خط أحمر ومن يتعدى عليه نعاديه

TT

قالت مصادر أمنية وسياسية مصرية متفرقة، إن «ثمة مخاوف كبيرة تسود حاليا من قيام المتظاهرين بمحاولة جديدة لاقتحام السفارة الأميركية في القاهرة خلال المظاهرة المليونية التي دعت إليها قوى ثورية وإسلامية، منها جماعة الإخوان المسلمين اليوم (الجمعة) في ميدان التحرير وجميع محافظات مصر، ردا على سماح الإدارة الأميركية بعرض فيلم مسيء للدين الإسلامي وللرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)».

وبينما شدد الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، على أن «الرسول - صلى الله عليه وسلم - خط أحمر ومن يتعدى عليه نعاديه»، أكدت قيادات إسلامية لـ«الشرق الأوسط» أن «مظاهرات الجمعة ستكون سلمية، للتعبير عن احتجاجهم وغضبهم من الفيلم»، وأشارت القيادات إلى أنهم سيعملون على تشكيل «دروع بشرية» لحماية مقر السفارة الأميركية، القابع بحي جاردن سيتي، بالقرب من ميدان التحرير وسط القاهرة، لإدراكهم وجود مجموعات شبابية تنوي اقتحام السفارة مجددا وتوتير الموقف.

ونجح متظاهرون مصريون غاضبون الثلاثاء الماضي في اقتحام السفارة الأميركية واعتلاء سور السفارة، وإنزال العلم الأميركي وإحراقه، ووضع علم التوحيد (لا إله إلا الله) مكانه. وحتى مساء أمس (الخميس) تواصلت عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن بمحيط السفارة، بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة بين الجانبين خلفت نحو 13 مصابا من قوات الأمن، فضلا عن إحراق 3 سيارات تابعة للشرطة.. في حين قال الدكتور أحمد الأنصاري، نائب رئيس هيئة الإسعاف، لـ«الشرق الأوسط» إن «إجمالي عدد الإصابات في صفوف المتظاهرين وصل حتى ظهر أمس إلى نحو 70 حالة منها 6 حالات تم نقلها للمستشفى، في حين تم إسعاف 64 في المنطقة».

وأشار الدكتور أحمد مهدي، أحد أطباء المستشفى الميداني بالتحرير، إلى أن المستشفى استقبل حالات إصابة بالاختناق وكسور جراء التراشق بالحجارة، مشيرا إلى أن المستلزمات الطبية المتوفرة معهم لم تكن كافية لاستقبال كل الحالات التي تقع مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين.

وواصل المتظاهرون المحتشدون رشقهم لقوات الأمن بالحجارة، في وقت استمرت فيه قوات الأمن في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لمحاولة إبعاد المتظاهرين عن محيط السفارة، والذين ظلوا يرددون هتافات «الشعب بيقول إلا الرسول»، و«أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير».

ونفى الدكتور طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، علاقة الجماعة بالتخطيط للهجوم على السفارة، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المهاجمين هم شباب بعضهم من الألتراس (روابط مشجعي أندية كرة القدم) وبعضهم غير معروف، يحرضهم أطراف مغرضة من بقايا النظام السابق بهدف الوقيعة بين الولايات المتحدة والنظام الإسلامي وجر البلاد لحالة من الفوضى».

وأضاف الزمر، وهو شقيق عبود الزمر المدان بقتل الرئيس الأسبق أنور السادات، أن «الحكم الفقهي لدينا واضح وثابت وهو عدم جواز الاعتداء على السفارات ولا السفراء حتى لو كانت هناك حالة حرب بيننا»، مشددا على أنهم سيقومون اليوم بحصار السفارة الأميركية عبر دروع بشرية لمنع الشباب من اقتحامها وسحبهم إلى ميدان التحرير، والاكتفاء بالمطالبة بملاحقة كل من تورط في هذه الجريمة سواء كان مصريا أو أميركيا.

من جانبه، قال محمد عبد الرحمن، نجل الشيخ عمر عبد الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية المسجون في أميركا بتهمة الإرهاب، إن «اشتباكات عنيفة دائرة الآن (أمس) في محيط السفارة، وإنه من المتوقع أن يكون هناك مزيد من التصعيد مع محاولات لاقتحام السفارة من جانب المتظاهرين».

ويأتي هذا بينما أكد الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، أنهم وجهوا دعوة لجميع القوى السياسية لتنظيم وقفات احتجاجية أمام المساجد بمحافظات مصر، وأنهم لن يشاركوا في المظاهرات أمام السفارة الأميركية أو في ميدان التحرير، موضحا أن الوقفات ستكون بعد صلاة الجمعة مباشرة لعدة ساعات فقط وأنهم لن يدخلوا في أي اعتصامات.

وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، أن قوات الشرطة أقامت سياجا من الأسلاك الشائكة حول مقر السفارة لمنع وصول المتظاهرين، مشيرة إلى أنها تمكنت من إلقاء القبض على 12 متهما، ودعت المواطنين الموجودين بمحيط السفارة للتعبير عن مشاعر غضبهم بصورة سلمية حفاظا على الأمن والاستقرار.

وأدان الرئيس المصري محمد مرسي، الفيلم المسيء للرسول - صلى الله عليه وسلم - مؤكدا أن الرسول «خط أحمر لا يجوز المساس به»، وشدد مرسي، في كلمة له بالتلفزيون المصري أمس، على أن «المقدسات الإسلامية، والرسول - صلى الله عليه وسلم - خط أحمر بالنسبة لنا جميعا.. نحن المصريين جميعا نرفض أي نوع من أنواع التعدي أو الإساءة إلى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - الذي نفديه كلنا بكل أرواحنا ومهجات قلوبنا».

وأضاف الرئيس، قائلا: «لا نقبل، ونعادي من يتعدى بالقول أو الفعل أو اللفظ على رسولنا - صلى الله عليه وسلم. هذا أمر مرفوض من كل المسلمين ومن كل المصريين، وأنا أعبر عن الشعب المصري كله، وأدين وأتصدى لكل من يحاول أو من يتكلم أو يفعل أو يمارس أي نوع من أنواع الإساءة إلى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أو إلى أي من مقدساتنا الإسلامية»، مؤكدا في الوقت ذاته أن مصر قادرة على حماية البعثات الدبلوماسية الموجودة على أراضيها.