المغرب: «السلفيون» يدعون إلى مظاهرات في عدد من مدن البلاد اليوم

الشرطة تعتقل 5 متظاهرين حاولوا اقتحام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء

TT

دعت اللجنة المشتركة للدفاع عن «السجناء الإسلاميين»، التي تضم قدماء «الأفغان المغاربة»، ومعتقلي «السلفية الجهادية» في المغرب، إلى التظاهر اليوم (الجمعة) في عدد من المدن المغربية للاحتجاج على الفيلم المسيء للرسول. وتأتي هذه الدعوة بعد أن هيمن أتباع التيار «السلفي» على المظاهرة التي نظمت أول من أمس أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء.

وخلافا لمظاهرة الأربعاء التي تمت الدعوة إليها من طرف جهة مجهولة عبر الشبكة الاجتماعية «فيس بوك»، أصدرت التنسيقية بيانا موقعا باسمها في الدعوة الجديدة للتظاهر. وكانت المظاهرة عرفت تنظيما محكما إذ نزل إليها المشاركون على دفعات وبالتناوب بين عدة مجموعات. واستمرت المظاهرة نحو ثلاث ساعات في تقاطع شارع موسى بن نصير مع شارع مولاي يوسف في وسط الدار البيضاء، حيث توجد القنصلية الأميركية. وشكلت القوات الأمنية وفرق مكافحة الشغب حاجزا عند مدخل شارع مولاي يوسف للحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى القنصلية. وعلى امتداد الوقفة الاحتجاجية حاولت مجموعة من الشباب استفزاز القوات الأمنية عبر رميها بقنينات مياه فارغة.

ورفعت خلال المظاهرة الأعلام السوداء (أعلام القاعدة) وهتف المتظاهرون باسم أسامة بن لادن، ورددوا شعارات معادية لأميركا وللرئيس باراك أوباما، كما تم إحراق العلم الأميركي.

واعتقلت قوات الأمن خمسة متظاهرين أربعة منهم قاصرون بعد محاولات اقتحام القنصلية وحرق العلم الأميركي بها. ولم ينف جواد الحاضي أحد المتظاهرين والداعين إلى الوقفة الاحتجاجية في «فيس بوك»، أن الوقفة كادت تخرج عن أهدافها بعد أعمال استفزازية محسوبة على بعض مشجعي الفرق الرياضية في الدار البيضاء. وأوضح الحاضي أن هؤلاء المشجعين ومعظمهم قاصرون كانوا يرشقون الأمن بقارورات الماء مما استدعى تفريقهم بعنف. وتجاوز عدد المشاركين في المظاهرة أربعمائة متظاهر، وعرفت حضور صحافيين أجانب. وتم تفريق المظاهرة بمشقة حيث أصرت مجموعة من المشاركين على مواصلة الاعتصام حتى إطلاق سراح الشباب الذين تم اعتقالهم. ودخل المشاركون في نقاشات مع ضباط الأمن الذين حاولوا إقناعهم بضرورة الانسحاب بشكل سلمي.يشار إلى أن الحكومة المغربية كانت قد أدانت العملية العدوانية ضد مقر القنصلية الأميركية في بنغازي، ووصفت ما حدث بأنه «اعتداء شنيع»، معربة عن تعازيها الصادقة للحكومة والشعب الأميركيين، وعن عميق مواساتها لأسر ضحايا هذا العمل البشع. وأضاف البيان أن الحكومة «تدين في الوقت نفسه، وبنفس القوة والحزم مضمون الأشرطة والتصريحات وكافة الأعمال التي دأبت على انتهاك حرمة الدين الإسلامي الحنيف والإساءة إلى رموزه وقيمه، مستهدفة نشر أجواء الكراهية والعنف وإذكاء التوترات بين الشعوب والأديان والثقافات في ظرفية دقيقة يمر بها العالم».