الإبراهيمي يستبق لقاءه بالأسد اليوم: هناك أزمة كبيرة في سوريا وتتفاقم

الغضبان: لا نعول على أي تغيير بعد إدخال إيران.. وسيدا: المبادرة مقيدة بالفيتو الروسي

TT

بدأ الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس زيارته الأولى إلى دمشق، منذ توليه مهامه خلفا لكوفي أنان، على أن يلتقي اليوم الرئيس السوري بشار الأسد، ويضعه في نتائج الاتصالات الدولية التي أجراها بشأن سوريا ونتائج الاجتماعات التي عقدها في القاهرة. وفيما من المقرر أن يتخلل لقاءات الإبراهيمي اجتماع مع وفد من معارضة الداخل، متمثلة بهيئة التنسيق الوطنية، قلل أعضاء في المجلس الوطني السوري من أهمية نتائج زيارة الإبراهيمي مشككين في نية نظام الأسد توفير سبل النجاح لمهمته.

وكان الإبراهيمي وصل أمس إلى دمشق، بعد سلسلة لقاءات عقدها في القاهرة، وقال المتحدث باسم الإبراهيمي أحمد فوزي إنه «من المرتقب أن يجري الإبراهيمي محادثات مع الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني»، خلال زيارته دمشق.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي رافق الإبراهيمي إلى فندقه في وسط العاصمة السورية قبل لقائه المسائي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم: «نحن واثقون أن السيد الإبراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشكلات على الرغم من التعقيدات»، موضحا «إننا متفائلون ونتمنى للإبراهيمي كل النجاح». وأشار فوزي إلى أن مختار لاماني يرافق الإبراهيمي، وهو سيبقى في دمشق «لتولي مهامه كرئيس لمكتب الموفد المشترك إلى سوريا».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الإبراهيمي قوله «إننا أتينا إلى سوريا للتشاور مع الإخوة السوريين فهناك أزمة كبيرة في سوريا وأعتقد أنها تتفاقم»، وأضاف: «أعتقد أن لا أحد يختلف على ضرورة وقف النزف وإعادة الوئام إلى أبناء الوطن الواحد ونأمل أن نوفق في ذلك».

من جهته، قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري إن مهمة الإبراهيمي مقيدة بالأطر القديمة لمجلس الأمن، الذي وصفه بـ«المشلول» بسبب الفيتو الروسي في مجلس الأمن والذي يحول دون اتخاذ إجراءات فاعلة لحماية الشعب السوري. وطالب سيدا، في تصريحات صحافية عقب لقائه بالدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس، الإبراهيمي بأن يقنع روسيا بأن تتخلى عن استخدام الفيتو، معربا عن أمله أن تنجح المبادرة.

وفيما يتعلق بمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي، قال سيدا إن «هذه المبادرة كانت رسالة لعودة مصر للساحة الإقليمية والدولية بقوة لأن غياب مصر عن الساحة أحدث خللا في المعادلات الإقليمية لكننا الآن أمام توازن، ونأمل أن يكون في صالح المنطقة والشعب السوري على وجه الخصوص الذي يعاني من أوضاع متردية منذ عام ونصف العام».

وفي ذات الإطار، أكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري الدكتور نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضة «لا ترى أي مؤشر على التغيير خصوصا بعد إدخال إيران، الداعم الأول لنظام الأسد، إلى اللجنة الرباعية، وهو ما نعتبره أمرا سلبيا»، ولفت إلى أنه «إذا كان هذا هو الإطار الذي يأتي تحرك الإبراهيمي تحته فلا يمكن أن نعول عليه إطلاقا، على الرغم من أننا كنا وما زلنا نرحب بأي جهد يؤدي لوقف القتل في سوريا». مؤكدا أن «الجهد الحقيقي يجب أن يبذل على صعيد تمكين الداخل عبر الجيش السوري الحر من الدفاع عن نفسه وتغيير موازين القوى لصالحه».

وشدد الغضبان، تعليقا على التأكيد الرسمي بتوفير سبل نجاح مهمة الإبراهيمي، على أن «هذا الكلام سبق وسمعناه مع المبادرات الإعلان عن المبادرات السابقة كلها لكن الامتحان الحقيقي هو بوقف القتل لساعة واحدة على الأقل، لكننا عوضا عن ذلك، نجد النظام يصعّد عملياته العسكرية وهو يلجأ اليوم لاستخدام الطيران في قصف البلدات والمدن». واعتبر أن «هذا التصعيد ربما يعكس في جزء منه اليأس الموجود لدى النظام السوري مع تراجع الأوضاع الميدانية وبالتالي لا مصداقية لأي موقف سوري قبل وقف قتل المدنيين».