ليبيا: جبريل يعترف بالهزيمة ويهنئ رئيس الحكومة الجديدة

ناشطون يعتزمون تنظيم مظاهرات ضدها اليوم

TT

رغم أن الدكتور مصطفى أبو شاقور، رئيس الحكومة الجديدة الذي اختاره المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) مساء أول من أمس، بدأ أمس في إجراء مشاورات واسعة لاختيار أعضاء الحكومة المرتقبة، فإن عددا كبيرا من مؤيدي الدكتور محمود جبريل، رئيس تحالف القوى الوطنية، الذي خسر المنافسة على المنصب بفارق صوتين فقط لصالح أبو شاقور، يعتزمون تنظيم مظاهرات اليوم في عدة مدن ليبية من بينها طرابلس، للتنديد باقتراع البرلمان، وإسناد رئاسة الحكومة إلى الدكتور أبو شاقور، فيما تعهد جبريل بأن يقدم التحالف الذي يقوده ما وصفه بالتعاون المثمر من أجل الوطن. ويرى ناشطون سياسيون أن عملية الاقتراع التي تمت داخل البرلمان شابها الكثير من السلبيات القانونية التي تحتم إعادة إجراء هذه الانتخابات مجددا.

وقبل عملية الاقتراع بأيام قليلة فقط، طرد البرلمان تسعة من أعضائه الـ200 ليصبح عدد من صوتوا بالفعل على اختيار رئيس الوزراء الجديد 191 عضوا فقط، وهو ما دفع البعض إلى التساؤل حول مدى دستورية عملية الاختيار في حال قضت المحكمة بقبول الطعون التي سيقدمها التسعة المستبعدون من البرلمان.

وثارت شبهات حول حصول أبو شاقور على الجنسية الكندية وهو ما يجعله من ضمن المشمولين بقرار المنع الذي قرر البرلمان بموجبه منع حملة الجنسيات الأجنبية أو المتزوجين بغير ليبيات من الترشح للمناصب السيادية في الدولة. لكن الهيئة الوطنية لتطبيق معايير الوطنية والنزاهة المكلفة رسميا دراسة ملفات المرشحين الثمانية الذين تنافسوا على منصب رئيس الوزراء لم تستبعد أحدا، رغم أنها أبقت الباب مفتوحا أمام أي طعون مستقبلية في حال ظهرت أدلة جديدة. وقال محللون سياسيون وإعلاميون ليبيون لـ«الشرق الأوسط» إنه بهذا الوضع أصبح البرلمان على «كف عفريت كما يقال»، ولفتوا إلى أن أي حكم قضائي محتمل قد لا ينفذ انطلاقا من القاعدة الدستورية التي ترى أن البرلمان سيد قراره.

وفى أول رد فعل حول النتيجة الرسمية تعهد الدكتور جبريل، الذي ترأس في السابق المكتب التنفيذي التابع للمجلس الانتقالي للتكتلات داخل البرلمان، بأن يقدم التحالف ما وصفه بالتعاون المثمر من أجل الوطن، معتبرا أن انضمام التحالف للحكومة الجديدة من عدمه يظل على موقفه الذي يرى أن التوافق يجب أن يكون توافق رؤى وأفكار وحلولا تقدم للشعب الليبي وليس مجرد توافق بين أشخاص. وقال: «لن نكون حجر عثرة أمام الحكومة الجديدة ونتمنى لها كل التوفيق ونتمنى لها أن تنجح تحديدا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا»، ووجه جبريل بهذه المناسبة لأسرة السفير الأميركي والثلاثة الآخرين الذين لقوا حتفهم خلال الهجوم الصاروخي المفاجئ الذي تعرض له مقر القنصلية الأميركية في بنغازي قبل يومين، كما قدم خالص التعازي لحكومة الولايات المتحدة. وتمنى أن تفرق الحكومة الأميركية بين موقف الشعب الليبي، الذي قال: إنه يكن لها كل الاحترام والتقدير على الدعم الذي قدمته إبان ثورة السابع عشر من فبراير (شباط) من العام الماضي، وقلة لا تعبر عن هذا الشعب.

وقال جبريل مخاطبا من وصفه بالشعب الليبي العظيم: «نعاهده أننا سنسير على الدرب مخلصين لخياراتنا»، موجها تحية أيضا إلى كل أعضاء وشباب ومتطوعي تحالف القوى الوطنية.

وأضاف جبريل «سنبدأ غدا يوما جديدا ونتمنى أن تكون ليبيا أفضل حالا بتماسك أبنائها ووحدتهم ونتمنى لحكومتنا القادمة كل التوفيق والسؤدد دائما». وترأس جبريل، وهو خبير في التخطيط الدولي، ما كان يعرف باسم الحكومة التنفيذية للثوار خلال حرب العام الماضي ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي.