حشودات وتدريبات وتعزيزات أمنية إسرائيلية على حدود سوريا

رئيس الأركان: نستعد لمواجهة خطر حرب على أربع جبهات

TT

في ظل حشودات كبيرة وتدريبات عسكرية واسعة، باشر سلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي، عملية تعزيز وتجديد للشريط الحدودي الذي يشق هضبة الجولان السورية المحتلة بطول 80 كيلومترا، بغية منع مسلحين من عبور الحدود السورية إلى الجولان المحتل.

وأكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس، أن التدريبات التي ترافق هذه التعزيزات للحدود، ترمي إلى مواجهة التدهور المتوقع في سوريا بانهيار نظام بشار الأسد ومواجهة خطر سيطرة تنظيمات مسلحة من «القاعدة» و«الجهاد العالمي» على المنطقة الحدودية واستخدامها نقطة انطلاق لعمليات ضد إسرائيل.

ولإعطاء هذه التدريبات أهمية قصوى، حضرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش بيني غانتس، ووزير الجبهة الداخلية آفي ديختر، وغيرهم. وتناولت التدريبات عدة سيناريوهات لاحتلال بلدات سورية ولبنانية وقصف تدميري من الجو ومواجهة خطر خطف جنود.

وقالت مصادر عسكرية إن هذه التدريبات جزء من مسلسل مناورات واسع يهدف إلى مواجهة خطر نشوب حرب إقليمية شاملة، تقاتل فيها إسرائيل على عدة جبهات في آن واحد، تشمل سوريا وإيران وقطاع غزة ولبنان. وتكلم بهذه الروح غانتس، خلال مهرجان لإحياء ذكرى 635 جنديا من سلاح الإمداد قتلوا في الحروب، فقال إن «التحديات المحيطة بإسرائيل واسعة ومعقدة جدا، والهزات التي وقعت وتقع في الدول المحيطة، تهدد أمنها وتفرض عليها أن تستعد لمواجهتها على عدة جبهات، لذلك فإن الجيش يجري استعداداته على كل جبهة على حدة وعلى كل الجبهات معا».

وشرعت قوات الجبهة الداخلية في الجيش، أمس، تحت إشراف قائد الجبهة، الجنرال إيال إيزنبرغ، وبمشاركة قائد الطب في الجبهة العقيد آفي أبرحيل، في مناورة بمستشفى «هداسا عين كارم» في القدس الغربية، تحاكي سقوط عدد كبير من الإصابات.

وقال الناطق بلسان الجيش إن هذه التدريبات تتم بشكل متصاعد في كل المستشفيات، بهدف اختبار جاهزية أجهزة الإنقاذ والإسعاف والإخلاء، في استيعاب أعداد كبيرة من الإصابات خلال حالات الطوارئ.

وشوهد انتشار مكثف لضباط من قيادة الجبهة وموظفات اجتماعيات، وقوات من نجمة داود الحمراء، وأطباء، وممرضون، ومتطوعات في الخدمة الوطنية، في ظل حالة من الاستنفار الكامل وعمليات جارية على الأرض تحاكي إخلاء مصابين ووصول سيارات إسعاف كثيرة للمستشفى. وقال الناطق إن المناورة كانت ناجحة، إذ تمكنت القوات المدنية والعسكرية المشاركة في المناورة من ضبط النفس والحفاظ على الهدوء وبرود الأعصاب رغم كبر عدد المصابين، وتقديم العلاج لهم، ثم العودة إلى روتين العمل اليومي لأقسام المستشفى.

وجنبا إلى جنب مع هذه التدريبات، يقوم الجيش بحملة واسعة النطاق من أجل زيادة التعزيزات على طول الحدود مع سوريا، لتقوية السياج الحدودي الذي أقيم منذ نحو 40 عاما، لضمان عدم القدرة على اختراقه. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الجيش بدأ قبل أسبوعين بتعزيز هذه السياجات الحدودية الممتدة لعشرات الكيلومترات، وكذلك تحديث شبكة الإنذار القديمة، وتطوير أجهزة الرصد. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش اكتفى حتى اليوم بتعزيزات مقلصة جدا على الحدود التي وصفتها بـ«الحساسة»»، وذلك لاعتبارات ذات صلة بالميزانية. وحتى بعد أحداث «يوم النكبة» و«يوم النكسة» سنة 2011، اكتفى الجيش باستبدال نحو 8 كيلومترات فقط من السياج القديم قرب القنيطرة وقرب وادي الصيحات على منحدرات قرية مجدل الشمس. ونقلت الصحيفة عن مصادر في قيادة الشمال العسكرية قولها إنه بشكل مماثل لتحديث السياج الحدودي مع مصر، فإن تكلفة العملية تصل إلى نحو 6 ملايين شيقل (1.5 مليون دولار) لكل كيلومتر واحد. وأشارت إلى أن السياج الحالي الذي يجري بناؤه أقل ارتفاعا من السياج الذي نصب في الحدود الجنوبية، إلا أن أجهزة الإنذار التي جرى تركيبها تعتبر أكثر حداثة، ويتوقع أن «تحسن الرد العملي للجيش».

وعلم أيضا أنه جرى شق شارع جديد في المنطقة لتسريع عملية الرد للدوريات في المنطقة، كما تم نشر سياج شائك وحفر قنوات لمنع عبور البشر. كما أن العمل في المكان تنفذه قوات تابعة لسلاح الهندسة القتالية بدافع الخشية من تعريض عمال للخطر. وجاء أن العمل يجري في الجانب المحتل من الحدود فقط، وتحت حراسة مكثفة من قبل قوات مدرعة ومدفعية، وبالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المنتشرة على طول الحدود.

ومن المتوقع، بسبب وتيرة العمل العالية، أن يتم الانتهاء من العمل خلال شهور معدودة. وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن الدافع للإسراع في إنجاز العمل يأتي بسبب مخاوف الجيش من «استغلال عناصر إرهابية لتفكك النظام السوري لتبني قواعد لها قرب الحدود، وتحاول تنفيذ عمليات تسلل لاختطاف جنود أو مدنيين إسرائيليين، بشكل مماثل لما حصل في سيناء». وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن نائب رئيس أركان يائير نافيه، كان قد حذر في مطلع الأسبوع من «تصاعد النشاط الإرهابي قرب الحدود الإسرائيلية»، خاصة على طول الحدود مع مصر وسوريا.