تواصل الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول والإسلام

تعزيزات أمنية حول سفارة أميركا لدى تونس.. وغزة تدعو إلى مقاطعة البضائع الأميركية

TT

عززت السلطات التونسية الإجراءات الأمنية حول محيط سفارة الولايات المتحدة بمنطقة البحيرة الراقية في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة، وذلك إثر وقفة احتجاجية أمامها مساء أول من أمس نفذها شبان ينتمون إلى التيارات السلفية على خلفية عرض الفيلم المسيء للرسول، وهي الوقفة التي عرفت مواجهات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن.

وفي غضون ذلك، سارعت رئاسة الجمهورية التونسية إلى إدانة الفيلم المسيء، وقالت في بيان إنه يسيء إساءة بالغة إلى مشاعر المسلمين في كل أنحاء الأرض، ويروم بث الفتنة بين معتنقي الديانات المختلفة. ونفت رئاسة الجمهورية أن تكون حرية التعبير الفني تعني الاعتداء على مقدسات الشعوب. ودعت في المقابل بعض الأطراف التي لم تسمها إلى الابتعاد عن استغلال مثل هذه الأحداث كمبرر لتنفيذ اعتداءات إرهابية ضد مواطني ومصالح أية دولة.

وفي طهران، تظاهر نحو 500 شخص أمس احتجاجا على الفيلم المعادي للإسلام قرب سفارة سويسرا في طهران التي تمثل المصالح الأميركية في إيران.

وجرت المظاهرة التي نظمتها جمعية طلابية متشددة قرب السفارة، لكن نحو 200 شرطي من قوات مكافحة الشغب ورجال الإطفاء منعوا المتظاهرين من الاقتراب من السفارة التي أخليت من موظفيها من باب الوقاية.

ورفع المتظاهرون مصاحف وصورا للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، مرددين «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل».

وفي إسلام آباد، أدانت باكستان الفيلم المسيء، حيث أكدت الخارجية الباكستانية في بيان لها الليلة قبل الماضية أن الفيلم أساء إلى مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم.

وأضاف البيان أن «مثل هذه الأفعال البغيضة بالتزامن مع ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تثير الكراهية والفتنة والعداء داخل المجتمعات وبين الشعوب من مختلف الأديان».

وأوضح البيان أن باكستان تعتقد أنه «يجب معارضة جميع مظاهر الميول المتطرفة».

وكثيرا ما تشهد باكستان ذات الأغلبية المسلمة مظاهرات عنيفة احتجاجا على أي أفعال تسيء للإسلام.

وأدانت إسلام آباد، في بيان منفصل، مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين في بنغازي.

وفي غزة، تظاهر مئات الفلسطينيين أمس أمام مبنى مقر المجلس التشريعي، تجمعوا بدعوة من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التابعة للحكومة المقالة، وذلك احتجاجا على الفيلم المسيء، ودعوا إلى مقاطعة البضائع الأميركية، حسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «كلنا فداك يا رسول الله» «يا عباد الصليب لن تنجوا من الهلاك»، و«أين أنتم يا مسلمون ممن أساء لنبيكم؟».

كما دعا وزير الأوقاف في الحكومة المقالة إسماعيل رضوان إلى «مقاطعة البضائع الأميركية»، والخروج بمسيرات غضب اليوم الجمعة بعد صلاة الظهر في جميع أنحاء قطاع غزة.

وفي الخرطوم، أدان إمام طائفة الأنصار السودانية الصادق المهدي «الفيلم المسيء»، ووصفه بأنه «ضال ومضل»، و«تدبير لعين أعده ملاعين»، وأنه حاول تلطيخ سيرة رجل يعرف حتى بين غير المسلمين بأنه «الأعظم» في تاريخ البشرية، ودعا الولايات المتحدة لإدانة الفيلم ومحاسبة من أعدوه.

وقال المهدي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن الفيلم واجه وسيواجه ما يستحق من غضب المسلمين والأسوياء من البشر، مضيفا: «إن الذين أخرجوه ونشروه يعلمون ما يتسبب فيه من اضطرابات، واستفزاز لمشاعر المسلمين ويمس أقدس مقدساتهم، ولا شك في أن الملاعين الذين رتبوا لهذا العمل يريدون بث الفتنة، لعلمهم أن أي مسلم سوي عندما يشاهد هذا المنكر سوف يغضب ويستنكر ويوجه غضبه ضد أية جهة تنتسب للملاعين الذين قاموا بهذا العمل المشين».

وبرأ المهدي «الإدارة الأميركية والشعب الأميركي» من الفيلم بقوله: «ليسوا جزءا من هذا التدبير اللعين، ولتأكيد ذلك يرجى منهم أن يدينوه صراحة، وأن يحاسبوا الذين أرادوا به سب المقدسات وزرع الفتنة».

وفي بيروت، أدان بطريرك الموارنة في لبنان بشارة الراعي أمس الفيلم. وطالب الأمم المتحدة باتخاذ موقف من مثل هذه التصرفات التي قال إنها تسيء إلى المسيحيين. وأدان البطريرك الراعي في مؤتمر صحافي بمناسبة زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان اليوم الفيلم المخزي «براءة المسلمين»، واعتبره إساءة لكل الأديان.

وفي وقت أدان فيه العراق رسميا حادثة الهجوم على السفارة الأميركية في ليبياk فإن عدة مدن عراقية شهدت أمس الخميس مظاهرات استنكرت إنتاج فيلم يسئ إلى مقام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها أمس إن «العراق يدين قيام مجموعات من المتظاهرين والمسلحين بالاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا، والذي أدى إلى مقتل السفير الأميركي وعدد من أعضاء البعثة ونعبر عن تعازينا لذوي الضحايا»k مؤكدة أن «هذه المجموعات لا تمثل الشعب الليبي الذي تحرر من الديكتاتورية وعقود طويلة من القمع بفضل جهود المجتمع الدولي». ,من جهته حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مما اعتبره بوابة لـ«العنف والفوضى» بسبب «الإساءات المتكررة للمقدسات الدينية وخاصة ما تضمنه الفيلم الأميركي المسيء للمسلمين وقيمهم النبيلة». وقال المالكي في بيان صدر عن مكتبه أمس الخميس إن «تكرار الإساءة إلى المقدسات الدينية من قبل أشخاص وجماعات مشبوهة يستحق أشد حالات الإدانة والاستنكار خصوصا الفيلم الأخير الذي خلا من أي قيمة سوى امتهان مقدسات المسلمين وقيمهم النبيلة».