حملة أمنية شرسة تستهدف دوما في ريف دمشق.. واغتيال عضو مجلس الشعب السابق أحمد الترك

لواء الفتح يكشف عن صاروخ «سجيل الذي سيدك القصر الجمهوري»

TT

تشعب المشهد الأمني بالأمس في سوريا ما بين اشتباكات عنيفة هزّت دمشق وريفها واستمرار الحملة العسكرية على حلب، حيث أفاد ناشطون وشهود عيان بإحراز المعارضين المسلحين تقدما في منطقة حي الميدان المتنازع عليها في وسط حلب. وقال أحد المواطنين إن المعارضين المسلحين «كانوا في منطقة بستان الباشا، وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي، وبعدها دخلوا شارعا في الميدان».

وبالتزامن، كان لافتا ما أعلنته كتيبة «غرباء الشام» التابعة لـ«لواء الفتح» عن أنها ستستهدف القصر الجمهوري بصاروخ «سجيل»، الذي ظهر خلال الأيام الماضية في مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» أثناء إطلاقه بأيدي مجموعة من المقاتلين المعارضين.

وبحسب ما ورد في الفيديو، فإن صاروخ «سجيل» من صنع سرية «أنس البريجي» التابعة لكتيبة «غرباء الشام» في «لواء الفتح»، وتشير المعلومات إلى أنه صاروخ «أرض - أرض» محلي الصنع. ويتوجه الثوار في الفيديو إلى الرئيس السوري بشار الأسد بالقول: «يا أسد دع روسيا والصين وإسرائيل والعالم كله يدعموك بالصواريخ والطائرات، لكن الله معنا والعقول السورية والأيدي السورية التي ستصنع الصواريخ التي ستدك قصرك الجمهوري بإذن الله تعالى».

وفي الوقت الذي تحدث فيه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن تفجير استهدف دورية أمنية في حي ركن الدين في دمشق ليل الأربعاء الخميس، من دون وقوع إصابات، أشار إلى اشتباكات عنيفة هزت بالأمس أحياء في العاصمة، وبالتحديد حي السيدة زينب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل من اشتباكات عنيفة ويومية في العاصمة يدحض كل حديث النظام عن سيطرته على دمشق»، كما أفاد ناشطو لجان التنسيق المحلية عن معارك بين الجيش ومتمردي الجيش السوري الحر في حي القابون في العاصمة.

وفي منطقة حرستا في ريف دمشق، أفيد باغتيال عضو مجلس الشعب السابق أحمد الترك وخطف 4 من عائلته. وقال المرصد إن أحمد الترك العضو السابق في مجلس الشعب السوري قتل إثر إطلاق الرصاص عليه لدى مداهمة منزله في مدينة حرستا من قبل القوات النظامية السورية، فجر يوم أمس، بحسب نشطاء من المدينة. وأضاف أن القوات النظامية اعتقلت نجل الترك، مشيرا إلى أن الترك تعرض للاعتقال في شهر مايو (أيار) الماضي. بدوره، أشار محمد السعيد عضو المكتب الإعلامي بمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إلى أن الترك ذبح أمام أفراد عائلته، فيما اعتقل قسم منهم بينهم رجل مسن. وقال السعيد لـ«الشرق الأوسط»: «الترك اعتقل مرتين في وقت سابق، وكان رئيسا سابقا لبلدية حرستا، إلى جانب كونه عضوا سابقا في مجلس الشعب».. ورد السعيد عملية استهدافه لكونه أشبه بقيادي معارض في المنطقة، ويحظى بالتفاف شعبي كبير حوله.

وأشار السعيد إلى أن «مدينة دوما تعرضت لحملة أمنية شرسة بالأمس تخللها قصف قوات النظام بالهاون سوق المدينة الرئيسية، التي كانت تعج بالمدنيين حيث سقط ما يزيد على 30 جريحا معظمهم نساء وأطفال، إضافة لشهيدين أحدهما طفل، بينما تابعت قوات النظام حملات الاعتقالات حيث نفذت الإعدامات الميدانية بحق 3 شبان، اثنان منهم أوقفا سيارتيهم على حاجز مشفى الوليد، وأحرقوا بسيارتهم والثالث أعدم ميدانيا على حاجز الزراعة».

وفي حلب، تواصلت عمليات القصف التي انطلقت منذ أكثر من شهرين، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 11 شخصا على الأقل، عندما استهدفت مروحية تقاطعا في حي طريق الباب في حلب، وأضاف: «إلا أنه لم يتم تحديد ما إذا كان القتلى من المعارضين المسلحين أو المدنيين، لكن شريط فيديو تم توزيعه أظهر جثث عدة قتلى في القسم الخلفي لشاحنة صغيرة وعلى الأرصفة بعضها تعرض لحروق شديدة والبعض الآخر مغطى بالدماء».

وفي جنوب حلب، تعرض حي بستان القصر للقصف، وأفاد سكان بحصول مواجهات في حي الكلاسة.

وقال مصدر عسكري إن مواجهات حصلت أيضا في حي سيف الدولة غرب المدينة. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قصفا عنيفا طال منطقة الفردوس. وأعلن المرصد عن قصف استهدف ليلا منطقة كرم الجبل في محافظة حلب وأدى إلى مقتل 4 أشخاص.

في غضون ذلك، أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية المقاتلة في الأراضي السورية عن انضوائها تحت جبهة واحدة أطلقت عليها «جبهة تحرير سوريا». وتضم الجبهة تجمع أنصار الإسلام في دمشق وريفها، وكتائب الفاروق ولواء صقور الشام ولواء عمرو بن العاص ومجلس ثوار دير الزور وغيرها. ودعت الجبهة بقية الألوية إلى الانضمام إليها.

بالمقابل، أعرب النظام السوري عن «دهشته من قيام بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بإفشال تمرير مشروع البيان الروسي الذي يدين العمليات الإرهابية التي جرت في مدينة حلب السورية بتاريخ 9 سبتمبر (أيلول) الحالي، والتي أسفرت عن استشهاد نحو 50 مواطنا مدنيا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، كما تسببت بتدمير 3 مشاف وعدد من منازل السكان الآمنين». واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان لها أن «هؤلاء الأعضاء في مجلس الأمن الدولي كرسوا بسلوكهم هذا سياسة الكيل بمكيالين، مبتعدين تماما عن التمسك بالمبدأ الواضح فيما يخص الإرهاب من حيث إدانته بجميع أشكاله أينما ارتكب وبغض النظر عن مصدره».