تركيا تُدخل دفعة جديدة من اللاجئين السوريين و20 ضابطا منشقا بعد أسبوعين من إغلاق الحدود

الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: نتحمل عبء إغاثة العالقين.. إلى جانب العمل العسكري

TT

فتحت تركيا ليل أول من أمس حدودها مع سوريا، سامحة لأكثر من 700 نازح سوري بالدخول إلى أراضيها، بعدما كانت قد أقفلتها منذ أسبوعين لتضخم عدد اللاجئين لديها، والذي وصل لحدود الـ80 ألفا ينتشرون في مخيمات جنوب البلاد، فيما ينتظر آلاف آخرون على الحدود دورهم للعبور.

وأعلنت تركيا عن وصول 700 لاجئ سوري إلى بلدة ريحانلي، التابعة لمحافظة هاتاي جنوب تركيا، بينهم عدد كبير من الضباط المنشقين عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع عائلاتهم، طلبوا اللجوء السياسي من تركيا. وذكرت صحيفة «زمان» التركية أنه «للمرة الأولى منذ أسبوعين سمحت السلطات التركية بدخول اللاجئين إلى أراضيها»، لافتة إلى أن «سبب السماح لتدفق اللاجئين السوريين مرة أخرى إلى الأراضي التركية يعود إلى غرق قارب في مياه بحر إيجه، مما أدى إلى مقتل 61 مهاجرا غير شرعي، أغلبهم من السوريين كانوا يحاولون الانتقال إلى أوروبا (الأسبوع الماضي)».

وبينما أكد العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، هذه المعلومات، فإنه كشف عن دخول نحو 20 ضابطا منشقا للمخيمات التركية بالأمس وبالتحديد لمخيم «أبايدن»، وقال «أدخلت الحكومة التركية دفعة جديدة من النازحين بعدما كانت قد أقفلت حدودها قبل أسبوعين لمحدودية قدراتها الاستيعابية، لكن يبدو أن أحد المخيمات التي يتم تجهيزها لاستقبال أعداد إضافية أصبح جاهزا، ومن هنا جاءت خطوة فتح الحدود للاجئين الـ700».

وأوضح الحمود أن آلاف اللاجئين الآخرين ما زالوا عالقين على الحدود، وبالتحديد في مناطق بيسون وأطمة وباب السلام، لافتا إلى أن الجيش الحر يقدم خدمات طبية وغذائية لهؤلاء بالتعاون مع منظمات إنسانية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بتنا نتحمل إلى جانب عبء العمل العسكري عبء إغاثة اللاجئين العالقين على الحدود؛ وهو ما يفوق طاقاتنا، علما بأن هؤلاء بحاجة لمأوى، ونحن لم نستطع حتى الساعة إلا تأمين بعضهم في مدارس أو أماكن عامة سيطرنا عليها في قرى حدودية في الداخل السوري».

وفي غضون ذلك، انتقل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، ترافقه سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الممثلة العالمية أنجلينا جولي، من لبنان إلى الأراضي التركية بإطار الجولة التفقدية للاجئين السوريين والتي شملت أيضا الأردن.

وبينما أشاد غوتيريس، فور وصوله إلى الأراضي التركية، بموقف تركيا في رعاية اللاجئين السوريين، الذين فروا من أعمال العنف في بلادهم، جالت جولي في مدينة «كيليس» جنوب تركيا لتفقد أحوال اللاجئين السوريين هناك، حيث استقبلها الآلاف منهم بابتهاج بالغ. ووصلت جولي على متن طائرة خاصة، وسط إجراءات أمنية مشددة، على أن تتجه لاحقا إلى مدينة «غازي عنتاب» لتفقد اللاجئين هناك. وتلتقي جولي الرئيس التركي عبد الله غل اليوم الجمعة، ثم تتوجه بعدها إلى اسطنبول لحضور المهرجان السينمائي الدولي «الميزان الذهبي». وأبدت جولي إعجابها بـ«سخاء» الحكومة التركية مع اللاجئين، وقالت «نشعر بامتنان كبير (لتركيا). التقيت اليوم عدة عائلات وأطفال قلقين جدا من الأحداث في سوريا وعلى مصير أقربائهم وأصدقائهم الذين بقوا هناك». وعبر غوتيريس من جهته عن «ارتياحه الكبير» للظروف التي تم تأمينها للاجئين في المخيمات.

في المقابل، استغربت وزارة الخارجية والمغتربين السورية إصرار المفوضة السامية لحقوق الإنسان على ما قالت إنه «تصوير للوضع في سوريا بشكل مجاف للواقع ومخالف لما أكدته تقارير المراقبين العرب والدوليين؛ حول استغلال المسلحين لمناطق مكتظة بالسكان واستخدامها منطلقا لعملياتهم وترويع السكان وارتكاب المجازر والهروب بعدها وتكرارهم لهذا السلوك، سعيا منهم لنقل العنف من منطقة إلى أخرى وإعطاء انطباعات كاذبة عن الحقائق على الأرض من أجل تضليل الإعلام والرأي العام الدولي».

وأكدت الخارجية السورية، في رسالة إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ردا على بيانها أمام مجلس حقوق الإنسان يوم 10 سبتمبر (أيلول) الحالي والذي تناولت فيه الأوضاع في سوريا، استمرار حكومة دمشق في ممارسة مسؤولياتها في حماية المواطنين السوريين من جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة، منتقدة «إغفال تقارير المفوضة وهيئات حقوق الإنسان للتصريحات العلنية التي توضح دور الأطراف الإقليمية والدولية في شن حرب بالوكالة على سوريا وتأجيجها للعنف. ولفتت الوزارة نظر المفوضة إلى «خطورة قيام تركيا بإيواء المسلحين الإرهابيين وتوفير مخيمات مخصصة لتجميع وتدريب المقاتلين بدعم من أجهزة المخابرات الأجنبية».