مظاهرات في مختلف المناطق السورية على وقع القصف المتنقل

مصدر في «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: تراجع تحركنا في الأيام الأخيرة نتيجة استعمال النظام قنابل الـ«تي إن تي»

أحد المحتجين يحمل ابنه على كتفيه في مظاهرات خرجت ضد النظام السوري ببنيش بادلب أمس (رويترز)
TT

تواصلت الاشتباكات المتنقلة في عدد من المناطق بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر، فدارت معارك فجر أمس على طريق دمشق - درعا بالقرب من حي نهر عيشة. كما دارت اشتباكات قرب ضريح السيدة زينب على مشارف العاصمة قتل فيها 3 أشخاص على الأقل، بينما قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن عدد القتلى وصل كحصيلة أولية إلى 60 شخصا بينهم 10 أطفال و16 شخصا في درعا معظمهم في بصرى الشام التي تعرضت للقصف العنيف و15 قتيلا في حلب و10 في دير الزور.

كذلك، قصف الجيش الحر فجر أمس مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي، كما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي الميدان وفي أحياء حلب القديمة ومحيط القلعة الأثرية.

وتجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في أحياء جنوب العاصمة دمشق أمس (الجمعة)، حيث دارت اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك الفلسطيني في وقت اشتد فيه القصف بمدافع الهاون على حيي العسالي والحجر الأسود القريبين من المخيم، كما شهد حي تشرين اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر. وفي بلدة الحجيرة قامت قوات النظام باقتحام البلدة وسط عمليات سرقة وإحراق للمنازل، وبث ناشطون في الهيئة العامة للثورة مقاطع فيديو تظهر سقوط قذائف مدفعية على حي القدم جنوب العاصمة، وتصاعد أعمدة دخان أبيض كثيف في المنطقة. وقال ناشطون إن قوات النظام اقتحمت حي القدم وشنت حملة مداهمة للمنازل وتكسير وتخريب للممتلكات.

وأفاد ناشطون في ريف دمشق بأن سكانا عثروا على 15 جثة لفلسطينيين أعدموا ميدانيا على أيدي قوات النظام في بلدة ببيلا. وقال الناشطون إن من بين القتلى 10 من عائلة واحدة، وإن الجثث تعود لأشخاص اعتقلوا في وقت سابق.

إلى ذلك، تجدد القصف المدفعي لقوات النظام صباح أمس على دوما وجديدة عرطوز بريف دمشق. وقالت الهيئة العامة للثورة، إن أكثر من 70 شخصا اعتقلوا في مدينة دوما ضمن حملة دهم واعتقالات العشوائية قامت بها قوات النظام في المدينة بينهم عائلات بكاملها مع نسائها، كما اعتقل الشيخ فهد كعكة وزوجته. وفي مدينة حرستا سقط قتيلان أحدهما سيدة، وعدة جرحى نتيجة القصف العنيف والعشوائي على أحياء المدينة.

من جهة أخرى، أفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف لمدافع قوات النظام على حيي الشعار ومساكن هنانو في حلب. وتعرضت أحياء حلب لقصف مدفعي وجوي مكثف شمل أحياء الصاخور والميسر والفردوس. وقالت الهيئة العامة للثورة، إن أكثر من 20 معملا في حي العرقوب الصناعي احترقت جراء قصف من قوات النظام. كما أفاد ناشطون بأن الطيران الحربي قصف صباح اليوم بلدتي مارع والباب في ريف حلب، وأن القصف ألحق دمارا بالمباني. وذلك عقب قصف الجيش الحر فجر أمس مطار منغ العسكري.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش الحر حقق تقدما في حي صلاح الدين باتجاه جامع الخضر، بينما انسحبت 3 دبابات تابعة للنظام من حي الحمدانية باتجاه حي سيف الدولة، وفي إدلب منعت قوات الأمن والشبيحة المصلين في جامع التكية باريحا من الخروج بمظاهرة واعتدوا على المصلين بالضرب. كما سقط قتيل وعدد من الجرحى في سهل الروج وكفر تخاريم والبشيرية بإدلب بعد القصف فجر أمس. وقال ناشطون إن مدينة تفتناز في ريف إدلب تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن نزح أغلب سكانها جراء القصف الجوي العنيف عليها.

وفي ريف حمص قال ناشطون، إن عددا من الأشخاص أصيبوا بجروح في قصف مدفعي وصاروخي على بلدتي الرستن والقصير. وأضاف الناشطون، إن القصف أدى إلى تدمير عدد من المنازل. وسقط عدد من الجرحى نتيجة قصف عنيف ومتواصل بقذائف الهاون على قرية الغنطو في حمص. وتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على منطقة الميدان وحارة التركمان بحمص.

وفي البوكمال بدير الزور قالت الهيئة العامة للثورة إن شخصين قتلا في قرية الرمادي منهما سيدة وأصيب الكثير بجروح جراء القصف بالطيران الحربي على قرية الرمادي‎. وفي قرية القورية قتل 3 أشخاص منهم أب وابنه، والكثير من الجرحى جراء القصف العنيف على المدينة‎، وقالت الهيئة إن طائرات ميغ قصفت عدة أحياء من دير الزور منها حي البعاجين والجبيلة وأصيب عدد من الأشخاص في قصف جوي على أحياء الحميدية والعرفي والشيخ ياسين والجبيلة، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من فرع الأمن العسكري في مدينة البوكمال. وأفادت شبكة «شام الإخبارية» بأن الطيران الحربي قصف قرية السيال الغربي في ريف مدينة البوكمال وألقى عدة براميل متفجرة.

وفي ريف حماه تعرضت قريتا سوحا وخطمل، وفي ريف اللاذقية سقط عدد من الجرحى جراء تهدم منازل في قصف عبر الطيران المروحي وإلقاء براميل متفجرة على قريتي الخضرا وربيعة بناحية ربيعة. كما شهد مخيم اللاجئين الفلسطينيين في اللاذقية لحملة مداهمات واعتقالات واسعة.

في غضون ذلك، خرجت مظاهرات بعدد من المدن والبلدات السورية في جمعة أطلق عليها «إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات». وبثت مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرة خرجت في دوما جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل نظام الرئيس بشار الأسد وبتدخل المجتمع الدولي لإيقاف ما سموها مجازره ضد الشعب السوري. وفي محافظة الحسكة خرجت مظاهرات في القامشلي وعمودا والقحطامية، كما تظاهر العشرات في حلب في أحياء عين العرب ومساكن هنانو، ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية، كما طالبوا بدعم الجيش الحر، وهتفوا لمحافظة إدلب التي أسقط فيها الجيش الحر عدة طائرات حربية للنظام. كما خرجت مظاهرات في مدينة حماه من معظم مساجد حي طريق حلب والصابونية وحي جنوب الملعب وباب قبلي والقصور وقامت قوات الأمن والشبيحة باعتقال بعض الشباب بعد المظاهرة في مسجد طلحة الخير بحي القصور، كما شوهد تحليق للطيران المروحي في سماء حي جنوب الملعب بالتزامن مع خروج المظاهرة في الحي بالإضافة إلى دخول مصفحات النظام إلى حي الحميدية وسط إطلاق نار عشوائي.

ووصف مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» المواجهات بين قوات النظام والجيش الحر بعملية الكر والفر المستمرة في ظل غياب تكافؤ الأسلحة بين الطرفين، مضيفا «لكن نؤكد أننا ننجح في إحراز تقدم وسيطرة على مواقع عسكرية وأمنية في مواقع مختلفة في عدد من المناطق، في حلب كما في ريف اللاذقية ودرعا وريف دمشق». وأشار المصدر إلى أن تحرك الجيش الحر في الأيام العشرة الأخيرة شهد تراجعا بعض الشيء، وذلك نتيجة استعمال النظام لقنابل الـ«تي إن تي» الفتاكة التي توقع أعدادا كبيرة من الضحايا، وهي معروفة بـ«البراميل» وتصنع في روسيا وإيران وسوريا، ويصل وزنها إلى 500 كيلوغرام.

وفي غضون ذلك، تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في أحياء جنوب العاصمة دمشق يوم أمس، حيث دارت اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك الفلسطيني في وقت اشتد فيه القصف بمدافع الهاون على حيي العسالي والحجر الأسود القريبين من المخيم، كما شهد حي تشرين اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر. وفي بلدة الحجيرة قامت قوات النظام باقتحام البلدة وسط عمليات سرقة وإحراق للمنازل، وبث ناشطون في الهيئة العامة للثورة مقاطع فيديو تظهر سقوط قذائف مدفعية على حي القدم جنوب العاصمة، وتصاعد أعمدة دخان أبيض كثيف في المنطقة. وقال ناشطون إن قوات النظام اقتحمت حي القدم وشنت حملة مداهمة للمنازل وتكسير وتخريب للممتلكات.