البابا يدعو لوقف إرسال الأسلحة إلى سوريا لوضع حد للحرب

يعقد اليوم لقاءات سياسية ويسلم رؤساء الطوائف الإسلامية نسخة من الإرشاد الرسولي

البابا يحيي مستقبليه لدى وصوله الى مطار بيروت والى جانبه الرئيس اللبناني ميشال سليمان (أ.ف.ب)
TT

قدم بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر أول عناوين زيارته إلى لبنان، البلد المجاور لسوريا حيث يدور نزاع يقول بعض المسيحيين إنه يتهدد وجودهم في المنطقة، بدعوته إلى «وقف إرسال الأسلحة إلى سوريا»، مشددا على أن «إرسال الأسلحة يجب أن يتوقف نهائيا، لأنه من دون إرسال الأسلحة لا يمكن للحرب أن تستمر». وقال «بما أن الوضع في سوريا يصبح أكثر تعقيدا، فإنه من الضروري أكثر إعطاء إشارة الصداقة والتشجيع والتضامن هذه.. إن مغزى زيارتي الدعوة إلى الحوار ضد العنف والمضي معا لإيجاد حل للقضية».

وفي حديث مع الصحافيين على متن الطائرة التي أقلته من روما إلى بيروت، رأى البابا أن «الرسالة الأساسية للدين يجب أن تكون رفض العنف الذي هو تحريف، مثله مثل الأصولية»، معتبرا أن «الانتفاضات في العالم العربي التي أدت إلى الإطاحة بأنظمة ديكتاتورية في تونس ومصر واليمن إيجابية»، مؤكدا أنها «كانت موضع ترحيب تحديدا من قبلنا كمسيحيين»، مضيفا «نعلم أن صرخة الحرية بمثل هذه الأهمية والإيجابية تواجه مخاطر، لجهة أن تغفل شقا جوهريا من الحرية وهو التسامح مع الآخر، من هنا علينا أن نقوم بكل شيء لكي يذهب مفهوم الحرية في الاتجاه الصحيح». ورأى البابا أن «الكرامة العربية المتجددة تعني تجديد مفهوم العيش معا وتسامح الغالبية والأقلية»، معتبرا أن «الحرية يجب أن تتواكب مع حوار أشمل، وليس هيمنة طرف على الآخر».

محطات البابا بنديكتوس السادس عشر انطلقت من مطار رفيق الحريري الدولي، حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية ورئيسا الحكومة ومجلس النواب، إلى جانب حشد كبير من السياسيين والمواطنين. وفيما رحب رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالبابا، فإنه توجه إليه قائلا «لقد شئتم من خلال زيارتكم للبنان أن تعلنوا للعالم أجمع مدى أهمية هذا البلد، وأن تحملوا منه رسالة محبة إلى منطقتنا بأكملها». وقال «هذه الأرض أصبحت مطمعا للجميع، فلقد تمكن لبنان من تحرير أراضيه وعودة المهجرين إلى قراهم، بينما هاجر الكثيرون منهم وأسهموا في إنماء الدول التي هاجروا إليها، وبقوا على صلة مع لبنان»، لافتا إلى أن «من تداعيات الظلم الذي حل على فلسطين وجود أكثر من 4 آلاف لاجئ من الفلسطينيين يسعى لبنان لتأمين حاجاتهم الأساسية، لأن رعاية الشؤون الفلسطينية مسؤولية دولية قبل كل شيء إلى حين إيجاد الحل لقضية فلسطين».

وأجمع الفرقاء اللبنانيون كافة على الترحيب بـ«الضيف البابوي»، وسط إجراءات أمنية مشددة طالت مختلف المناطق اللبنانية، وبالتحديد تلك التي سيسلكها البابا خلال زيارته التي تستمر حتى مساء يوم الأحد. وفي هذا السياق، أعلنت قيادة الجيش اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين سلامة زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر، وهي التشدد في تطبيق قرار وزارة الدفاع الوطني لجهة وقف العمل بجميع تراخيص حمل الأسلحة في مختلف المناطق اللبنانية.

وتحمل اللقاءات التي سيجريها البابا اليوم، في القصر الجمهوري في بعبدا، طابعا سياسيا إذ يلتقي المسؤولين اللبنانيين وأعضاء الحكومة ومؤسسات الدولة والهيئات الدبلوماسية ورؤساء الطوائف والشخصيات الثقافية، على أن يسلم رؤساء الطوائف الإسلامية نسخة من الإرشاد الرسولي الذي وقّعه بالأمس، والمستوحى من توصيات السينودس حول الشرق الأوسط، ومناقشاته، وأبرزها دعوة المسيحيين إلى التمسك بأرضهم وعدم الهجرة، والتشديد على أهمية حضورهم في المنطقة وعلاقاتهم مع الأديان الأخرى.

وقد دعت رئاسة الجمهورية اللبنانيين للتجمهر يوم غد على طول الطريق الذي سيسلكه البابا باتجاه القصر الجمهوري «لمشاهدته عن قرب وأخذ بركته». وينهي البابا زيارته إلى لبنان الأحد بقداس يقام في وسط بيروت حيث يوزع الإرشاد الرسولي للسينودس الخاص بمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط على المواطنين كافة.