القذائف السورية تطال مجددا بلدة منجز العكارية ذات الأغلبية المسيحية

الجيش اللبناني يصادر شاحنة أسلحة في البقاع بداخلها 8 سوريين

رجل سوري يمسك بصورة الأسد وعائلته الممزقة والتي وجدها تحت أنقاض بناية حكومية قصفها الطيران الحربي في حلب أمس (أ.ب)
TT

للمرة الثانية على التوالي خلال الشهر الحالي، تعرضت بلدة منجز في منطقة عكار شمال لبنان لقصف من قبل قوات الأمن السورية فسقطت نحو 5 قذائف فجر يوم أمس أطلقت من الجانب السوري، بالقرب من مركز القوة الأمنية المشتركة القريب من دير سيدة القلعة في بلدة منجز عند مجرى النهر الكبير. فأفيد عن إصابة آلية للجيش ببعض الشظايا.

وكانت البلدة ذات الأغلبية المسيحية تعرضت مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الحالي لقصف شديد أدى لنزوح قسم كبير من سكانها. وأوضح مصدر أمني أن «إطلاق النار السوري يستهدف ومعظم الأحيان مراكز يتم منها إطلاق نار فترد قوات الأمن السورية بغزارة مستهدفة المركز ومحيطه». ولفت المصدر إلى أن «بعض المسلحين يختبئون في جبل منجز ويطلقون القذائف باتجاه قوات الأمن ليعودوا ويتواروا عن النظر». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن طول واتساع الحدود مع سوريا يجعل من المستحيل إمكانية ضبطها بشكل كامل، رغم أن الجيش اللبناني ينفذ ومنذ نحو شهر تقريبا انتشارا واسعا مع ازدياد عدده، وهو ما أدى لتراجع الانتهاكات الحدودية وبشكل كبير خلال الشهر الحالي».

وعلق رئيس بلدية عندقت العكارية المتاخمة لبلدة منجز، عمر مسعود على استمرار سقوط القذائف على البلدات الحدودية، مشددا على أن «القصف لا يميز بين بلدة وأخرى باعتبارها مسيحية أو إسلامية»، لافتا إلى أن الجيش السوري يرد بمعظم الأحيان على مصادر النيران التي تطاله. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الوضع تحسن في الأسابيع الثلاثة الماضية فتراجعت حدة الاشتباكات بين السوريين المنشقين المتمركزين على الحدود وقوات الأمن السورية وذلك بعد تنفيذ الجيش اللبناني انتشارا أوسع في المنطقة»، داعيا الجيش لوضع حد نهائي للانتهاكات الحاصلة.

وأضاف: «لا شك أن هناك انتشارا لعناصر من الجيش السوري الحر في المناطق الحدودية حتى ولو لم يكن انتشارا مرئيا إلا أننا نسمعهم وهم ينسقون العمل العسكري من خلال الأجهزة اللاسلكية التي بحوزتنا والتي لا يتعدى مداها الـ2 كلم».

بدورها، أشارت مصادر ميدانية إلى أن بلدة منجز التي لا يتخطى عدد سكانها الـ300 نسمة نزح معظمهم منذ نحو 3 أو 4 أشهر.

وكانت قوى 14 آذار وفي المذكرة التي قدمتها إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان باعتبارها برنامج عملها للمرحلة المقبلة، دعته لطلب المساعدة من «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وذلك استنادا إلى القرار 1701 الذي أجاز لهذه القوة القيام بمهمة مساعدة لبنان في ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية».

وبالتزامن، تحدثت معلومات صحافية عن أن الجيش اللبناني تمكن من تحرير 4 جنود من الجيش النظامي السوري خطفهم 3 سوريين ولبناني يدعى محمد عودة في تلة العرفيت السورية المواجهة لمشاريع القاع واقتادوهم إلى عرسال. وهو ما نفاه رئيس بلدية عرسال علي الحجيري الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المعلومات وغيرها تصب في خانة الدعايات المغرضة التي تستهدف بلدتنا والتي لا أساس لها من الصحة».

أما قيادة الجيش فأعلنت رسميا أنه «في إطار عملية ضبط الحدود ومراقبة دخول المسلحين وتهريب الأسلحة من لبنان وإليه، رصدت دورية تابعة للجيش في منطقة راس بعلبك - البقاع، عند الساعة الثانية من فجر يوم أمس، شاحنة نوع بيك آب مشبوهة، أنذرتها بالتوقف فلم يمتثل من بداخلها، وأقدموا على شهر السلاح باتجاه الدورية التي تمكنت من تطويق الشاحنة وتوقيف من بداخلها، وهم 8 أشخاص من التابعية السورية». وأشارت قيادة الجيش إلى أنه «تمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة والذخائر والقنابل اليدوية وقذائف بي 7 والصواعق الكهربائية من داخل الشاحنة، بالإضافة إلى كمية من أجهزة الاتصال والأعتدة العسكرية المتنوعة، فيما سلم الموقوفون مع المضبوطات إلى المراجع المختصة، وبوشر التحقيق».