حزب التحرير: شبيحة حركة حماس يحاربوننا في المساجد

اتهمها بمحاربة الجهاد والسلفيين والسيطرة على معظم جوامع القطاع

TT

اتهم حزب التحرير الإسلامي في قطاع غزة حركة حماس بمحاولة السيطرة على المساجد التي يعطي فيها دروسا دينية أو يلقي فيها خطبا، وقد وصل الأمر إلى حد الاعتداء على عناصره بالضرب مرتين خلال أسبوع. وقال الحزب في بيان إن «حركة حماس تفرض منطق القوة في التعامل مع الجميع، وتتعامل مع المساجد وكأنها ملك مقرات خاصة بها ولا تراعي حرمتها، ولا تريد أن يسمع الناس إلا ما يرضيها، وذلك على نهج ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد».

وأضاف البيان «أعضاء من حماس مدعومون بعسكريين اعتدوا بالضرب على أنصار الحزب بعد صلاة عشاء يوم الثلاثاء الفائت وأخرجوهم من مسجد أبي ذر في غزة، بالقوة وتهديد السلاح، لا لشيء إلا لقولهم كلمة حق». وتابع القول: «ولتعلم حماس وغير حماس بأن كلمة الحق لا تحجبها البلطجة ولا يحبسها الاستبداد، وأن الظلم سيذهب جفاء وأن العدل سيمكث في الأرض». وتساءل الحزب: «أيفتح رئيس مصر الإخواني الباب على مصراعيه للممثلين والممثلات المفسدين والمفسدات لينشروا فسادهم وإفسادهم دون عائق، وتمنع حماس حزب التحرير من قول كلمة الحق؟.. ما لكم كيف تحكمون؟».

ويعتقد أن انتقاد الحزب المتواصل لحكم الرئيس المصري محمد مرسي، كان وراء الهجوم الذي شنته حماس على أنصاره ومنعهم من الحديث في المساجد. وقال حسن المدهون عضو المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين، لـ«الشرق الأوسط»: «الحزب يحارب في معظم مساجد القطاع، يمنعوننا في الكثير منها من إلقاء الخطب والدروس». وبحسب المدهون فثمة ضغوط كبيرة تمارسها حماس على عناصر الحزب: «ترسل لهم رسائل عبر الجوالات، وتتصل بهم، وتعين خطباء بدلا منهم». وأضاف: «وفي النهاية وصل الأمر إلى الاعتداء والتهديد تحت قوة السلاح». ويتهم المدهون حماس، بمحاولة منع الفكر والدعوة. وقال: «الحجة تقابل بالحجة لكنهم ضعاف الحجة، والمساجد لله، للتحريري وللسلفي والصوفي وكل الناس طالما الهدف هو الدعوة للإسلام».

وتفرض حماس سيطرتها على غالبية مساجد القطاع، وكانت قد دخلت في مواجهات قبل ذلك، مع السلفيين وحركة الجهاد الإسلامي من أجل السيطرة على مساجد. وتعين حماس أئمة المساجد وتديرها. وقال المدهون «للأسف نعم إنهم يسيطرون على المساجد». وأضاف: «لكني أريد أن أقول لسنا في حالة عداء مع حماس أو غير حماس، نحن نريد إقامة الخلافة ومحاسبة كل الحركات الإسلامية التي وصلت للحكم ولم تحكم بما أنزل الله».

ويعتبر الحزب أن «الإخوان المسلمين» أحد أهم هذه الحركات. وكان الحزب قد رفض مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية في 2006. وقال: إنها ستقودها إلى الاعتراف بإسرائيل وخدمة أهدافها.

وإثر ذلك توترت العلاقة بين الحزب وحماس، وظلت متوترة. وقال الحزب «إننا على طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاسبة الحكام وكشف المؤامرات، ماضون حتى ينزل الله نصره بإقامة الخلافة أو تنفرد السالفة». وهذه ليست أول مرة يهاجم فيها أنصار حماس أنصار الحزب في مساجد القطاع. فقد تعرض أنصاره في الأسبوع الماضي لاعتداء آخر وطردوا من أحد المساجد. وقال الحزب: «مستمرون في حمل الدعوة رغم أنف شبيحة حماس».

ويتهم الحزب جهات مسؤولة بإعطاء التعليمات لمنع عناصره من أي نشاط داخل المساجد، وقال: «إن وقائع الاعتداء، مثل حضور باصات من خارج منطقة المسجد دون مناسبة، وظهور من يحمل أسلحة وأجهزة اتصال وكاميرا فيديو من المعتدين، تؤكد أن الأمر ليس فرديا وأن مسؤولين ومتنفذين في حماس ضالعون في هذه الجريمة المتعمدة».